كشف وزير الخارجية الاتحادي د. فؤاد حسين، عن قرب عقد اجتماع في بغداد يضم مسؤولين سوريين وأتراك لبحث الأزمة السورية، فيما علق على التقارير التي تحدثت عن أن قادة حركة حماس يخططون لمغادرة قطر إلى العراق.
وقال حسين في تصريحات لقناة ‹الحرة› أمس الخميس، إن «هناك مبادرة من العراق للتوسط بين أنقرة ودمشق والتواصل مستمر في هذا المجال»، مؤكدا أنه التقى الأربعاء، مع نظيره التركي هاكان فيدان في واشنطن من أجل ترتيب لقاء في بغداد مع الجانب السوري.
وتابع: «هناك أيضا تواصل مستمر من قبل العراق مع الجانب السوري، وسنحدد موعدا لعقد هذا اللقاء في بغداد».
كما أشار إلى أن «قرار الوساطة عراقي» وإلى أن العراق «لا يأخذ الضوء سواء في سياساتنا الداخلية او الخارجية من الآخرين ولكن نتباحث مع الأصدقاء والحلفاء بشأن الخطوات التي نتخذها وخاصة ما يتعلق منها بأمن واستقرار المنطقة».
حسين لفت إلى أن نجاح الوساطة «سينعكس إيجابيا على العراق في حال توصل الجانبان لنتائج مهمة وحل المشاكل بالطرق السلمية والمفاوضات وليس عبر الحلول العسكرية».
وفيما يتعلق بالتحركات العسكرية التركية الأخيرة في إقليم كوردستان، نفى حسين وجود أي «ضوء أخضر من الجانب العراقي للأتراك»، مبينا أن «الجيش التركي موجود داخل الأراضي العراقية منذ عام 1991 في بعض مناطق محافظة دهوك».
وشدد أن مسألة وجود الجيش التركي ستكون نقطة يتم مناقشتها خلال اجتماعات تعقد مع المسؤولين الأتراك قريبا.
وقال: «خلال نقاشتنا مع الجانب التركي لم نصل حتى الآن لاتفاق حول الملف الأمني».
ولفت إلى أن الأتراك «يربطون تواجد قواتهم داخل الأراضي العراقي بتواجد حزب العمال الكوردستاني».
حسين بين أن «مشكلة حزب العمال هي مشكلة تركية وحاليا أصبحت عراقية أيضا، وبالتالي يجب التعامل معها بالطريقة العراقية».
وأضاف: «نحن لا نؤمن بحل المشاكل عبر العنف، مع الجانب الإيراني توصلنا لمجموعة من الاتفاقات فيما يتعلق بالأحزاب المسلحة المعارضة الموجودة في الإقليم، ويمكن استخدام نفس النموذج مع تركيا وحزب العمال».
وقال حسين، إنه جرى «تحويل بعض أعضاء هذه الأحزاب الإيرانية المعارضة إلى مخيمات اللجوء وآخرين سافروا لخارج العراق».
وعلق حسين على التقارير التي تحدثت عن تخطيط قادة حركة حماس لمغادرة قطر إلى العراق، مع تصاعد ضغوط الدوحة والولايات المتحدة على الحركة لإبداء مرونة أكبر في المحادثات من أجل وقف إطلاق النار في غزة، قائلاً: «ليس هناك أي قرار رسمي بانتقال حماس للعراق.. لم اطلع على هكذا قرار».
وفيما يتعلق بزيارته للولايات المتحدة، أوضح حسين أنها جاءت بناء على دعوة من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمشاركة في قمة الناتو المنعقدة في واشنطن.
وتابع: «الزيارة تشهد لقاءات مع عدد من المسؤولين الأميركيين ومن حلف الناتو».
كذلك لفت إلى أنه سيعقد اجتماعات مع مسؤولين في وزارة الخزانة لبحث العلاقات الأمريكية العراقية في مجال الاقتصاد والمشاكل الموجودة بين البنك المركزي العراقي ووزارة المالية مع وزارة الخزانة.
الوزير العراقي أشار إلى أن التعاون بين العراق وحلف الناتو موجود ومؤخرا ازداد ليشمل وزارة الداخلية، حيث يعمل الحلف على تدريب قوات الشرطة الاتحادية.
وأعرب عن أمله في أن يستمر التعاون مع الحلف ويزداد بالشكل الذي يخدم مصلحة العراق، وقال: «إن العراق لا يعتقد أن هناك حاجة لزيادة عدد قوات حلف الأطلسي العاملة في البلاد، بل يمكن توسيع دائرة عمل بعثة الناتو».
وأشار إلى أن وفدا عسكريا عراقيا سيزور واشنطن في 22 من الشهر الجاري لبحث مسألة تواجد القوات الأمريكية في العراق.
وتوقع التوصل لتفاهمات واضحة بين الطرفين في هذا المجال، عبر المفاوضات والاتفاق المشترك.