ئاژانسی هەواڵی زاگرۆس

تراجع إخراج القوات الأميركية في سلم اهتمامات القوى الشيعية العراقية

خفتت بشكل ملحوظ في العراق نبرة الدعوات لإخراج القوات الأميركية من البلاد والصادرة عادة عن الأحزاب والفصائل الشيعية، كما تراجع الحديث في الخطاب الرسمي عن مسار إنهاء مهمة تلك القوات وفق برنامج متدرج ومتّفق عليه، وحلّ محلّه حديث واقعي بشأن وجود تهديدات أمنية تشرّع للاستعانة بخبرات وقدرات دولية لمواجتها، وصولا إلى ترجيح بقاء تلك القوات في العراق، بحسب ما ورد على لسان وزير الخارجية فؤاد حسين.

ويرجع سبب هذا التغيّر، من جهة، إلى التبدلات التي طرأت على المشهد الإقليمي وما تلقّاه المحور الإيراني الذي تنتمي إليه تلك الأحزاب والفصائل من نكسات في سوريا ولبنان أضعفت موقفه وجعلته في حالة دفاع وبحث عن التوازن، ومن جهة ثانية، إلى وجود إدارة أميركية جديدة بقيادة دونالد ترامب الأكثر حزما ضدّ إيران وأذرعها والمتعاونين معها في الالتفاف على العقوبات الأميركية ضدّها وهو ما ينطبق على العراق الذي تتخوّف قيادته من موجة ضغوط شديدة سياسية ومالية عليه لإجباره على الالتزام بالتنفيذ الحرفي لتلك العقوبات، وكذلك لدفع سلطاته الرسمية إلى تحجيم الأدوار الأمنية والسياسية للميليشيات المسلّحة وصولا إلى حلّها وضبط سلاحها.

ومثّل موضوع إخراج القوات الأميركية من العراق على مدى السنوات الماضية مدار خلافات حادّة بين القوى الشيعية العراقية الموالية لإيران التي لطالما دافعت عن انعدام الحاجة إلى تلك القوات، من جهة، والقوى السنية والكردية المعارضة بشكل صريح لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في البلاد بحجة معلنة تتمثّل في تواصل قيام التهديدات الأمنية، وبخلفية مضمرة تتمثّل في الخوف من اختلال توازن النفوذ في البلد بالكامل لمصلحة إيران وفتح الباب لحلفائها المحليين المتنفذين في السلطة للمزيد من التغوّل والاستفراد بخصومهم ومعارضيهم.

وأصبحت حكومة محمد شياع السوداني المهتمة بتجنّب استفزاز الرئيس الأميركي ترامب تميل إلى تبني حجّة قيام الحاجة للخبرة والقدرات العسكرية الأميركية في مواجهة تداعيات الوضع المستجدّ في سوريا المجاورة وإمكانية عودة تنظيم داعش إلى النشاط في ظلّ هشاشة الوضع السوري.

وأكّد السوداني خلال استقباله قائد قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق وسوريا الجنرال الأميركي كيفن ليهي مضي بلاده في إنهاء “العصابات الإرهابية”.

وذكر مكتبه الإعلامي في بيان أنّه “جرى خلال اللقاء استعراض الأوضاع الأمنية العامة في المنطقة واستمرار التعاون بين القوات الأمنية العراقية ومستشاري التحالف في ملاحقة فلول داعش.”

وتابع البيان أن “اللقاء شهد التأكيد على التزامات التحالف الدولي تجاه العراق والاستمرار في البرامج المشتركة وعرض مستويات القدرة والسيطرة التي وصلت إليها القوات المسلحة العراقية بمختلف تشكيلاتها، والقدرات الاستخبارية الاستباقية التي تترافق مع كل عمليات الانتشار الأمني، وتطوّر إمكانيات ملاحقة أيّ نشاط إجرامي أو إرهابي عابر للحدود.”

وتحتفظ الولايات المتّحدة بقوات محدودة في العراق تحدد بعض التقديرات قوامها بـ2500 فرد غير مقاتل تتلخص مهمّاتهم في تقديم المشورة والمعلومات الاستخبارية للقوات العراقية.

لكنّ الكثيرين يشككون في أن تكون تلك القوات غير قتالية ويقولون إنّها جزء من منظومة أشمل موجودة في المنطقة بما في ذلك داخل أراضي سوريا المجاورة، وقادرة على المشاركة بطرق مختلفة في توجيه ضربات دقيقة لأعدائها على غرار الضربة قرب مطار بغداد الدولي التي أودت مطلع سنة 2020 بقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس.

وتمتلك واشنطن سلاحا شديد الفاعلية ضدّ بغداد يتمثّل في عملة الدولار التي ترسلها إلى العراق في شكل شحنات منتظمة وتستطيع إدارة ترامب قطعها في حال رغبت في ذلك، الأمر الذي سيلحق بالوضع الاقتصادي والمالي العراقي خسائر كارثية.

وتوقع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بقاء القوات الأميركية في العراق والمنطقة في ظل العهدة الجديدة للرئيس ترامب، وخاصة في ضوء ما تشهده المنطقة من نزاعات وتحولات جذرية.

وقال خلال مشاركته مؤخّرا في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن الوضع في الشرق الأوسط بأكمله يختلف الآن مقارنة مع الإدارة الأولى للرئيس ترامب.

ووصف علاقات بلاده مع الولايات المتحدة بأنّها تسير ضمن إطار اتفاقية إستراتيجية أمنية أبرمها الجانبان، معربا عن قلق بغداد بسبب توتر العلاقات الأميركية – الإيرانية، ومؤكدا أن طهران مستعدة للحوار مع واشنطن.

وتعتبر توجسات السلطات الرسمية العراقية من صعوبة إدارة العلاقة مع واشنطن في ظل حكم ترامب، صدى لتوجسات القوى الشيعية من أحزاب وفصائل شيعية متنفذة.

وقال الباحث السياسي العراقي رعد هاشم إنّ الفصائل المسلحة العراقية مازالت تتخبط منذ عودة ترامب إلى السلطة “حيث تتباين مواقفها وتصريحاتها في الوقت الذي تحاول فيه إظهار قوتها وتأثيرها، إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك، خصوصا بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها إيران في غزة ولبنان وسوريا.”

وأضاف متحدّثا لموقع الحرة الأميركي أن الفصائل المسلحة تدرك اليوم أنها “نتاج للمؤثرات الإيرانية” وأنها لا تسعى للاصطدام بالجانب الأميركي بل تتجه نحو التهدئة، مؤكدا أن القوة التي تمتلكها الفصائل حاليا تقتصر على “تصريحات فارغة” لا تكتسب تأثيرا كبيرا.

وتشارك فصائل شيعية مسلحة بشكل مباشر في السلطة من خلال موقعها داخل الإطار التنسيقي المشكّل لحكومة السوداني. ولم يتأخّر الإطار نفسه في تصدير خطاب تهدئة تجاه الولايات المتّحدة.

ونفى العضو في الإطار علي نعمة وجود مخاوف لدى الأخير من إدارة ترامب. وقال إنّ “الترويج لمخاوف بشأن فرض عقوبات على العراق أمر غير حقيقي وبعيد عن الواقع.” وأضاف متحدّثا لوسائل إعلام محلية أن “بغداد وواشنطن لديهما علاقات جيدة على مختلف الأصعدة. ونحن نسعى ونعمل على تعزيز تلك العلاقة خلال المرحلة المقبلة.”

كما وصف نعمة الولايات المتحدة بأنها “دولة مؤسسات ولديها سياسة ثابتة في التعامل مع الدول، وتغير رئيس البلاد لا يعني تغير تلك السياسة واتخاذ قرارات عدائية تجاه الدول الصديقة لواشنطن، ومن بينها العراق،” مؤكّدا أنّ “الإطار التنسيقي لا تخوف لديه من ترامب ولا يعتقد أن الرئيس الجمهوري سيفعل أي شيء تجاه العراق. بل على العكس سيقوم بتعزيز العلاقة خلال الفترة المقبلة.”

 

 

العرب

هەواڵی پەیوەندیدار

محمد بن سلمان والسوداني يبحثان التطورات الإقليمية

کەریم

رئيس حكومة إقليم كوردستان يستقبل سفير الفلبين الجديد لدى العراق

کەریم

كوردستان تتسلم الدفعة الأولى من المساعدات الطبية السعودية لهذا العام

کەریم