ألقى نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان خطاباً في مراسم مباشرة فرقتي المشاة الثالثة والرابعة التابعتين لوزارة شؤون البيشمركة بحكومة إقليم كوردستان، والتي جرت قبل ظهر اليوم (الثلاثاء، 4 شباط 2025) في مقر رئاسة إقليم كوردستان.
وحضر المراسم الجنرال كيفن ليهي قائد قوات التحالف الدولي في العراق وسوريا، والشيخ جعفر شيخ مصطفى نائب الرئيس، ووزيرا شؤون البيشمركة والداخلية ورئيس أركان البيشمركة، وعدد من كبار المسؤولين في إقليم كوردستان وممثلي الدول الأجنبية.
وأشار الرئيس نيجيرفان بارزاني في خطابه إلى أهمية هذه الخطوة من عملية توحيد البيشمركة، وأدناه نص الخطاب:
سيادة الجنرال كيفن ليهي،
قائد قوات التحالف الدولي في العراق وسوريا،
الحضور الكرام،
طاب نهاركم،
أرحب بكم جميعاً في مراسم مباشرة فرقتي المشاة الثالثة والرابعة التابعتين لوزارة شؤون البيشمركة. بعد أن أصدرنا أمرنا الإقليمي بتشكيل هاتين الفرقتين في تشرين الأول الماضي، يسرنا جداً أن نشهد اليوم مباشرتهما مهامهما كجزء وخطوة أخرى في عملية الإصلاح وتوحيد قوات البيشمركة تحت مظلة وزارة شؤون البيشمركة في حكومة إقليم كوردستان.
اليوم، ومع مباشرة هاتين الفرقتين، نشهد خطوة جديدة وقيّمة في هذه المسيرة المستمرة منذ عدة سنوات. هذا الإنجاز ليس مجرد مكسب تنظيمي أو إداري، بل هو دليل على إرادتنا الراسخة ونتيجة للتضحيات الكبيرة التي قدمها شعب كوردستان والبيشمركة على مدى عقود.
أيها السادة،
البيشمركة ليست مجرد قوة عسكرية عادية، بل كانت دائماً رمزاً للبطولة والتضحية وحامية لأمن كوردستان وجزءاً مهماً من هويتها الوطنية. فمنذ اليوم الأول لتشكيلها، كانت قوة الثورة والحامية لشعب كوردستان. عندما ظهر تنظيم داعش الإرهابي كتهديد عالمي، كانت البيشمركة في الصفوف الأمامية للقوات التي واجهت هذا الخطر وتهديداته.
خاضت البيشمركة ببسالة حرباً شرسة إلى جانب التحالف الدولي ضد داعش، وأثبتت للعالم أنها ليست مجرد قوة للدفاع عن كوردستان وحماية التعايش السلمي بين جميع مكونات كوردستان، بل هي درع يحمي الإنسانية من هذا التهديد المشترك. لذلك نالت شرف الدفاع عن العالم والقتال من أجلها بالروح والدم، وفي النهاية، انتصرت في ظل قيادة الرئيس مسعود بارزاني وحطمت أسطورة داعش.
أصبحت البيشمركة بفضل بطولاتها وانتصاراتها العظيمة، رمزاً للشجاعة على المستوى العالمي ومصدر فخر لشعب كوردستان. فبرز اسم البيشمركة عند جميع شعوب ودول العالم، كمحارب بطل في سبيل حماية الإنسانية.
أيها السادة،
هذا الإنجاز الذي تحقق اليوم، ما كان ليتحقق لولا دعم شركائنا في التحالف الدولي الذين شاركوا بفعالية في جهود وخطوات تنظيم قوات البيشمركة، سواء من خلال التدريب، أو توفير المستلزمات العسكرية، أو تقديم الدعم اللوجستي.
نحن في إقليم كوردستان نجدد الإعراب عن شكرنا وامتناننا العميقين للدور الذي لعبه أصدقاؤنا في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لدعمنا في العراق وإقليم كوردستان في أصعب الأوقات.
كما نشكرهم على مساعدتنا في عملية الإصلاح وتوحيد وإعادة تنظيم البيشمركة. حيث شارك أصدقاؤنا في التحالف الدولي، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، ثم الدول الأخرى مثل بريطانيا وألمانيا وهولندا وهنغاريا وإيطاليا وفرنسا، في وضع الأسس اللازمة لتوحيد البيشمركة تحت مظلة وزارة شؤون البيشمركة بحكومة إقليم كوردستان، الأمر الذي يضمن التنسيق والفعالية ويؤهّل البيشمركة لتصبح قوة مهنية وشفافة. قوة تخدم بإخلاص شعب كوردستان بكل مكوناته وتكون جزءاً فعالاً ومؤثراً في المنظومة الدفاعية العراقية.
أيها السادة،
إن تشكيل فرقتي المشاة الثالثة والرابعة للبيشمركة اليوم هو خطوة مهمة واستراتيجية باتجاه تحقيق هدفنا الأكبر المتمثل في إنشاء قوة وطنية موحدة. قوة مهنية وأكثر تنظيماً ولديها القدرة على حماية البلد والدفاع عنه في مواجهة أي تهديد أو خطر.
ستعمل هذه القوات تحت مظلة وزارة شؤون البيشمركة وتضمن أن تكون قواتنا في حالة تأهب كامل دائم لمواجهة أي تهديد لأمن إقليم كوردستان والحفاظ على الأمان والاستقرار.
صحيح أن دعم أصدقائنا ضروري ومهم، لكننا ندرك جيداً أن النجاح الحقيقي لهذه العملية يقوم في النهاية على إرادتنا الداخلية. يتطلب توحيد قوات البيشمركة عمل الجميع بروح الفريق الواحد والتغلب على أي انقسام وخلاف قد يعيق هذا المشروع الوطني. يجب أن تكون البيشمركة قوة وطنية لحماية كوردستان وبعيدة عن السياسة والتدخل الحزبي، قوة تحمي كوردستان فقط.
لهذا، أدعو الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني إلى إظهار أقصى درجات التعاون والمساعدة في إنجاح عملية إصلاح وتوحيد البيشمركة. إن إنجاح هذه العملية واجب وطني وقومي علينا جميعاً، ويجب حل جميع العقبات والمشاكل التي تواجه العملية، ليجتمع كل البيشمركة في النهاية، كقوة وطنية كوردستانية تحت مظلة وزارة شؤون البيشمركة وتحت قيادة واحدة وإمرة واحدة ومركز توجيه واحد.
الحضور الكرام،
على الرغم من أن خطوات عملية إصلاح وتوحيد البيشمركة لا تسير وفق رغباتنا وتوقعاتنا، إلا أن عملنا وجهودنا لإنجاح هذه العملية لن تتوقف هنا.
إن هذا المشروع الوطني هو وعد قطعناه لشعب كوردستان ودماء الشهداء والأجيال القادمة. لذلك، سنواصل العمل بكل طاقتنا وقدرتنا وبإرادة وإصرار لإنجاح العملية ولكي تكون قوات البيشمركة دائماً رمزاً لوحدة الصف والقوة ودرعاً لحماية كوردستان من جميع التهديدات والمخاطر.
وفي هذه المناسبة، وبينما نقيّم تعاون وتنسيق البيشمركة مع قوات الجيش العراقي على أنه ضروري ومهم للغاية، أطالب الحكومة الاتحادية العراقية بالتعامل مع البيشمركة وفقاً للدستور والقانون، وكجزء من المنظومة الدفاعية العراقية، وتنفيذ واجباتها والتزاماتها تجاه البيشمركة من جميع النواحي.
إن بطولات وتضحيات البيشمركة والدم الطاهر لشهداء كوردستان الخالدين، إلى جانب دعم شركائنا في التحالف الدولي والتزامنا المشترك، تجعلنا اليوم نواصل بفخر واعتزاز مسيرة خدمة وتطوير كوردستان، ولن تتوقف جهودنا ابدا لتوحيد البيشمركة.
أنا واثق من أن مباشرة الفرقتين الثالثة والرابعة واستمرار وتقدم عملية توحيد البيشمركة، رغم كل العقبات والمشاكل، مصدر سرور كبير لشعب كوردستان ويُسعد أرواح الشهداء.
وبينما تمر المنطقة بوضع معقد ونواجه العديد من التحديات، يتطلع شعب كوردستان بشوق وأمل إلى خبر تشكيل الكابينة الجديدة لحكومة إقليم كوردستان.
لذلك، أدعو الأطراف الفائزة في الانتخابات إلى أن تتخذ من هذا أولوية أولى لها وتفرح شعب كوردستان بكل مكوناته بنجاح المحادثات والتوصل إلى الاتفاق وتشكيل الحكومة الجديدة، وأن تشكل في أقرب وقت حكومة تستجيب لمطالب وتوقعات مواطني إقليم كوردستان.
الشكر والتقدير لجميع الذين ساهموا في تحقيق هذا الإنجاز الذي نجتمع اليوم للاحتفاء به.
تحية وسلاماً لأرواح الشهداء الطاهرة،
دمتم منتصرين يا بيشمركة كوردستان الأبطال.