في عالم مليء بالتحديات والتوقعات، يصبح من الضروري لكل فرد أن يعثر على صوته الخاص ويقف بثقة أمام ذاته . لكن، ما الذي يجعلنا قادرين على قول ‘ها أنا ذا’ دون خوف أو تردد؟ كيف يمكن لكل واحد منا أن يرتقي بذاته ليحيا حياة مليئة بالسلام الداخلي والوعي العميق؟ هذا هو السؤال الذي نسعى للإجابة عليه، متأملين في دور الفرد الكوردي في هذه الرحلة الفريدة التي تجمع بين الهوية ، القوة ، والتحرر .
للوصول إلى هذا المستوى من الوعي والاستقلالية ، يحتاج الفرد إلى التوازن بين المسؤولية الذاتية والتفاعل مع العالم بوعي .
إليك بعض النقاط الأساسية :
1- تحمل المسؤولية الكاملة عن نفسك
لا تلقِ اللوم على الآخرين أو الظروف . قراراتك وأفعالك هي انعكاس لاختياراتك، حتى في أصعب الظروف.
2- الإستقلال العاطفي
لا تجعل سعادتك أو قيمتك الذاتية تعتمد على تصرفات الآخرين . كن قادرا على احتواء مشاعرك والتعامل معها بنفسك .
3- الإرتقاء بالذات عبر التعلم المستمر
طور نفسك فكرياً وروحياً وجسدياً. اقرأ، تأمل، مارس الرياضة، وابحث عن النمو في كل يوم .
4- الصمت عن التبرير والشرح
لا تحتاج إلى إثبات نفسك للآخرين. من يعرفك بصدق سيشعر بك دون الحاجة إلى تفسير أو دفاع عن نفسك .
5- التوازن بين العطاء والحفاظ على الحدود
ساعد الآخرين لكن دون أن تجعل ذلك على حساب راحتك أو قيمتك . لا تحمل نفسك فوق طاقتها .
6- الوعي بالذات والقبول
اعرف من أنت، ما الذي يهمك، وما الذي لا يخصك. لا تهرب من نفسك ولا تحاول أن تكون شخصًا آخر لإرضاء أي طرف .
7- الإرتقاء بروحك قبل صورتك
لا تسعَ للظهور، بل كن شخصا ذا جوهر حقيقي . من يبحث عنك سيراك كما أنت دون الحاجة إلى تصدير صورة مثالية .
بهذه الطريقة، يمكنك أن تقول “ها أنا ذا” بثقة وهدوء، دون أن تثقل الآخرين بوجودك أو تطلب منهم حملك .
وفي النهاية، أيها الفرد الكوردي، أنت تحمل في داخلك تاريخياً طويلاً من النضال والصبر، ولكنك أيضاً تحمل في قلبك القدرة على التغيير والنمو . لا تدع التحديات تثنيك عن أن تكون أفضل نسخة من نفسك. قلها بصدق وبدون تردد : ‘ها أنا ذا’، فالعالم بحاجة إلى صوتك ، وإلى إسهامك الفريد . ارتقِ بذاتك لتكون قوة تضاف إلى قوتنا جميعاً ، وكن فخوراً بما أنت عليه وبما ستصل إليه .
