قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إنّ بغداد استعانت بالولايات المتّحدة الأميركية لإثناء إسرائيل عن توجيه ضربات للعراق، مستدركا بأنّ التهديد لم يُستبعد بشكل نهائي وأنّ خطره ما يزال قائما.
ويتضمّن كلام الوزير إنذارا لأطراف فاعلة في المشهدين السياسي والأمني في العراق، لا سيما الميليشيات الشيعية التي تعلن انتماءها لما يعرف بمحور المقاومة بقيادة إيران والمنخرطة في تهديدات للولايات والمتحدة وإسرائيل الأمر الذي جعل واشنطن تطالب السلطات العراقية بحل تلك الفصائل وضبط سلاحها، فيما تل أبيب تضع الفصائل ذاتها، على ما يبدو، على لائحة استهدافها لمختلف الأذرع الإيرانية في المنطقة بما في ذلك جماعة الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان.
ويعتبر فؤاد حسين المنتمي حزبيا للحزب الديمقراطي الكردستاني واحدا من الأصوات الداعية من داخل حكومة رئيس الوزراء العراقي محمّد شياع السوداني إلى النأي بالبلد عن التوتّرات والصراعات الإقليمية حماية لاستقراره وحفاظا على مصالحه.
ويبدو أن السوداني نفسه، على الرغم من انتمائه لذات العائلة السياسية التي تنتمي إليها الأحزاب والفصائل الشيعية المسلّحة، ينحاز لهذا المنظور لمعرفته بالمخاطر المتربصة بالبلد والتعقيدات والمشاكل التي يجلبها إليه دخوله في مواجهة من أي نوع عسكرية أو سياسية ضدّ إسرائيل وحليفتها الكبرى الولايات المتحدة.
لكن تبنّي الدبلوماسية العراقية لخطاب معتدل لا يخلو من مفارقة تتمثّل في كون الأحزاب والفصائل الممثلة لمعسكر التشدّد داخل السلطة تنتقد ذلك الخطاب وتهاجم أصحابه، ولكنها ترتاح إليه في الخفاء كونها تحتمي به في فترات التهديدات مثل القائمة في الوقت الحالي.
وقال الوزير إنّهم في الحكومة العراقية علموا بوجود مخطط لإسرائيل لضرب العراق وإنهم نجحوا بإبعاد هذا الخطر، مستدركا بأن التهديد لم يختف وإنما تأجل.
وجاء ذلك في حديث أدلى به فؤاد حسين الإثنين لقناة العراقية الإخبارية الرسمية حول المستجدات في المنطقة، وأشار خلاله إلى اتصالات جرت مع واشنطن ودول أخرى ونجحت الدبلوماسية العراقية من خلالها بإبعاد العراق عن الضربات الإسرائيلية.
وأضاف وزير الخارجية قوله إنّ التهديدات الإسرائيلية بضرب العراق كانت واضحة وحكومتنا ودستورنا ومصالحنا تمنعنا من قرار الحرب، موضّحا بالقول وصلتنا رسائل بنيّة الإسرائيليين شن سلسلة ضربات على العراق مؤكدا نجاح بغداد بإبعاد هذا الخطر ظرفيا من خلال التواصل مع واشنطن وعواصم أخرى.
وفي سياق متصل أعرب الوزير عن تخوّف العراق، وبحكم الجغرافيا، من تأثيرات أي حرب قد تشنّ ضد إيران، مؤكّدا أن الهدف الأول للدبلوماسية العراقية هو إبعاد البلاد عن خطر الحرب وأنّ رؤيتها حول أحداث السابع من أكتوبر 2023 كانت واضحة بأنها ستجرّ لحروب أخرى بالمنطقة، وموضّحا بالقول “قراءتنا لأحداث السابع من أكتوبر أنها ستلد حروبا أخرى والنهاية إما المساومة أو استمرار الحرب. والمساومة التاريخية أعني بها احتمال الاتفاق بين واشنطن وطهران بشأن المشروع النووي.”
وتطرق فؤاد حسين في مقابلته إلى علاقة العراق مع الولايات المتحدة قائلا إنّها تختلف عن علاقات سائر دول المنطقة مع واشنطن مشيرا إلى طلب بغداد عقد جولة من الحوار الإستراتيجي بين العراق وأميركا خلال العام الحالي.
واعتبر الوزير أن حكومة السوداني نجحت في سياسة إبعاد العراق عن الحرب لكنه حرص على تأكيد الحاجة إلى الهدوء في الداخل، وذلك في إشارة واضحة إلى وجود أطراف نافذة في الدولة العراقية تعمل بالضدّ لتلك السياسة وتحرص على إثارة المشاكل والتوترات مع الدول.
كما تطرّق وزير الخارجية العراقي في حديثه إلى موقف الولايات المتحدة من الفصائل المسلحة مشيرا إلى أن موضوع الفصائل مطروح سابقا وأنّ “أميركا ليست سعيدة تجاهها.”