مع إعلان الإدارة السورية الجديدة حل جميع الفصائل المسلحة، لا تزال قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بانتظار إجراء حوار مباشر مع دمشق.
مدير المركز الكوردي للدراسات، نواف خليل قال إن انضمام قوات سوريا الديمقراطية لقوات موحدة للجيش السوري، يجب أن يكون بشروط وفي مقدمتها إجراء حوار مباشر.
وأضاف في حديث لقناة “الحرة” أن ما يهم في المرحلة المقبل “حوار سوري-سوري” يفضي إلى كتابة دستور جديد للبلاد، ما قد يحدد بأن يكون هناك قوة عسكرية موحدة للبلاد.
وأعلنت السلطات السورية الجديدة الثلاثاء التوصل إلى اتفاق مع “جميع الفصائل المسلحة” يهدف إلى حلها واندماجها تحت مظلة وزارة الدفاع.
غير أن هذا الاتفاق لا يشمل قوات سوريا الديموقراطية التي يهيمن عليها الكورد وتدعمها الولايات المتحدة وتسيطر على مناطق واسعة في شمال شرق البلاد.
المحلل السياسي السوري، سامر خليوي، قال لقناة “الحرة” إنه يجب التفرقة ما بين “قسد” وما بين المكون الكوردي في شمال شرق سوريا، إذ أن هذا المكون جزء من الشعب السوري، بينما قوات سوريا الديمقراطية لا تمثل سوريا، إذ أن قادتها من جبال قنديل.
وجبال قنديل تقع في أربيل العراق بالقرب من الحدود الإيرانية العراقية.
وأكد خليوي أن قسد بسطت سيطرتها في مناطق غير مرغوب فيها، وساعدت وحمت فلول النظام السابق في تلك المنطقة قبل تهريبهم للعراق، منوها إلى أن ما تريده هذه القوات غير مقبول.
ورفض خليل الاتهامات لقادة قسد بأنهم غير سوريين، مؤكدا أن قائد “قسد” مظلوم عبدي من مدينة كوباني، ودرس الهندسة في حلب، وهذه القوات التي قامت بتحرير عدة مناطق في سوريا.
وأكد قائد قسد مظلوم عبدي في تصريح صحفي إن قوات قسد مستعدة للاندماج في الجيش السوري الجديد، لكن بعد الاتفاق على “صيغة مناسبة” عبر التفاوض.
وطلبت الإدارة الجديدة في دمشق من جنود الجيش تسوية أوضاعهم وتسليم أسلحتهم في مراكز خصصت للغرض.
من جانبه، قال مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، فرهاد شامي لوكالة فرانس برس “المسألة بحاجة إلى النقاش المباشر بين قيادة قسد ودمشق بعيدا عن هيمنة القوى الإقليمية ووصايتها على القرار السوري”.
وتعتبر تركيا، القريبة من السلطات الجديدة في دمشق، أن قوات سوريا الديمقراطية هي امتداد لحزب العمال الكوردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا ضدها منذ الثمانينات.
وأضاف شامي لفرانس برس “يمكن لقسد أن تكون نواة للجيش السوري وهذا سيكون عامل قوّة لسوريا كافة”، مؤكدا أن قوات سوريا الديمقراطية “تفضل الحوار مع دمشق لحل جميع المسائل بعيدا عن لغة التحريض”.
شكلت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من التحالف الدولي ضد الجهاديين بقيادة واشنطن، رأس حربة في قتال تنظيم داعش وتمكنت من دحره من آخر مناطق سيطرته عام 2019.
منذ نهاية نوفمبر، يواجه المقاتلون الكورد هجوما تشنه الفصائل الموالية لتركيا في شمال شرق سوريا والتي سيطرت على منطقة تل رفعت الاستراتيجية ومدينة منبج.
ومنذ اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012، انسحبت قوات النظام تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكوردية، وانتهزت قوات سوريا الديمقراطية الفراغ لتعلن إقامة “حكم ذاتي” في الشمال، ما أثار غضب تركيا المجاورة.