22.7 C
أربيل
ئاژانسی هەواڵی زاگرۆس

انتفاضة غزة: حماس برا برا

 رفع المئات من سكان قطاع غزة شعار “حماس برا برا” في أول تحرك علني في صورة انتفاضة تؤكد نفاد صبر الغزيين من إستراتيجية حماس التي تضع آلاف السكان في مواجهة ضربات الجيش الإسرائيلي للحفاظ على فرص بقائها في الحكم في مرحلة ما بعد الحرب رغم الرفض الفلسطيني والعربي والدولي.

وتحمّل سكان القطاع كل ما قامت به حماس طيلة الحرب، وما جلبته من دمار للقطاع ومقتل وجرح عشرات الآلاف ونزوح قرابة مليوني مواطن وعيشهم لأكثر من عام ظروفا أمنية ومعيشية ونفسية صعبة. لكنهم يجدون في مرحلة توقف الحرب الفرصة ليقولوا للحركة توقفي عن الهروب إلى الأمام وأخذ أرواح الناس رهينة في صراع هدفه الحفاظ على الحكم أكثر منه سعيا لتأمين دخول المساعدات وإعادة إعمار القطاع، الذي دفع ضريبة مغامرة هجوم السابع من أكتوبر 2023.

ويرى مراقبون أن توقيت التحرك مهم، ويمكن أن يضغط على الحركة لمراجعة سياساتها العسكرية والتفاوضية؛ إذ يأتي التحرك في وقت تبدو فيه حماس ضعيفة وغير مخيرة، وإذا ردت على المتظاهرين فسيمثّل ذلك تخويفا لأناس أعطوها كل ما عندهم ولا يمكن أن يتهموا بالتخاذل بعد أن قدموا فاتورة باهظة في الحرب وصمتوا وتحملوا.

وأفاد شهود عيان بأن مئات الفلسطينيين تظاهروا مساء الثلاثاء في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة للمطالبة بوقف الحرب، ورددوا أيضا هتافات تطالب حماس بالتنحي عن حكم قطاع غزة.

وتجمع المتظاهرون بشكل عفوي بجانب مخيم للنازحين في بيت لاهيا، وساروا في طرق تحيط بها أكوام ركام المباني والمنازل التي دمّرت خلال الحرب، قرب مستشفى الأندونيسي حيث رددوا هتافات منها “حماس برا برا”. وهتف عشرات المشاركين بـ”هي هي حماس إرهابية.”

وقال مجدي الذي رفض ذكر اسم عائلته إن “عشرات الشباب تجمعوا قرب خيام النازحين في بيت لاهيا وتحولت إلى تظاهرة عفوية لأن الناس تعبوا من الحرب، ولكن أثناء السير أمام مستشفى الأندونيسي ردد البعض هتافات ضد حماس، وكفى حربا.” وتساءل “إذا كان خروج حماس من مشهد حكم غزة هو الحل فلماذا لا تتخلى حماس عن الحكم لحماية الشعب؟”

ويؤاخذ الفلسطينيون حماس على أنها لا تنظر إلى فاتورة الحرب البشرية، وهي فاتورة باهظة جدا، إلا من زاوية استثمارها في الإيحاء بأن الفلسطينيين مستمرون في الصمود وقادرون على تقديم المزيد من التضحية، في الوقت الذي كان عليها أن تنظر إلى المسألة من زاوية أخرى، وهي وقف الحرب لمنع سقوط المزيد من الأرواح، والحفاظ على حاضنتها الشعبية بدلا من تعريضها في كل مرة ومع كل أجندة للحركة لمعاناة إضافية.

ويقول مراقبون إن تظاهرة الثلاثاء ستدفع إلى تظاهرات أوسع في مناطق مختلفة من القطاع، وسيجد الغزيون الفرصة ليعبروا عن موقفهم الرافض للحرب حتى وإن ذهب إعلام حماس المحلي أو الإعلام الخارجي الداعم لها إلى اعتبار ذلك “مؤامرة” يتم تحريكها من خارج القطاع من إسرائيل أو من غيرها، فلا يُعقل أن يكون من صمتوا وصمدوا طوال عام ونصف العام متآمرين أو تحركهم أياد خفية.

وتسوّق حماس لانتصارها من منطلق أنها أرغمت إسرائيل على التوصل إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن الأسرى لديها، وعمدت إلى نشر عناصر أمنية من أتباعها والتقاط صور ونشرها بشكل واسع على المنصات لتشي بأنها قادرة على لعب الدور الأبرز في القطاع مستقبلا، بينما يشير الواقع إلى أن الحركة فقدت جزءا كبيرا من قدراتها العسكرية والكثير من كوادرها وقياداتها.

وقال محمد وهو أحد المشاركين في التظاهرة “لا أعرف من نظم التظاهرة، أنا شاركت بشكل تلقائي لأنها فرصة لتوجيه رسالة إلى العالم تفيد بأن الشعب يقول كفى حربا.” وأضاف “رأيت عددا من عناصر أمن حماس بلباس مدني وقاموا بتفريق التظاهرة.”

ولم يصدر أي تعليق من حماس أو وزارة الداخلية التابعة لحكومة حماس في غزة حول التظاهرة. ونشر العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات للتظاهرة.

ووجه ناشطون على تلغرام دعوة إلى المشاركة في تظاهرة مماثلة في العديد من المواقع في قطاع غزة الأربعاء.

ويرى مراقبون أن حماس لا تقدر على مواجهة الغضب الشعبي في القطاع لاعتبارات كثيرة، وحتى لو اختارت أن تستعمل القوة فهي لا تقدر بعد أن فقدت جزءا كبيرا من قوتها العسكرية، وجهازها التنفيذي المعلن، الذي تسميه وزارة الداخلية بعد أن قتلت منه إسرائيل المئات وصفّت قياداته ما يجعل من الصعب السيطرة عليه وتوجيهه لقمع الفلسطينيين.

وليس مستبعدا أن يقف عناصر حماس أنفسهم ضد استعمال القوة، فهم يشعرون مثلما يشعر بقية السكان بأن الحرب دمرت الجميع وذهبت بعائلاتهم ومساكنهم وأنهم فقدوا كل شيء، وأن هذا الوضع يجب أن يتغير من خلال مراجعة الخيارات وليس مواجهة الاحتجاجات.

كان جهاز حكومة حماس يتألف من آلاف المدراء والموظفين والمسؤولين المنتشرين في العديد من الوزارات: الخارجية، والداخلية، والعدل، والمالية، والاقتصاد، والطاقة، والنقل، والمعلومات، والتعليم، والسياحة، والزراعة، والشباب، والأشغال العامة، وسلطة الأراضي، والحكم المحلي. وكانت هذه الأجهزة حاسمة في الحفاظ على قبضة الحركة على غزة. لكن الوضع الآن تغير كليا.

هەواڵی پەیوەندیدار

بأكثر من ملياري دينار.. محافظ أربيل يرسي حجر الأساس لمشاريع طرقية

کەریم

بيانٌ للخارجية الأميركية بشأن انتخابات برلمان إقليم كوردستان

کەریم

كركوك.. انفجار عبوة ناسفة يوقع إصابات

کەریم