بسم الله الرحمن الرحيم
قام النظام العراقي السابق في ممارسة جائرة وغير مشروعة وبعيداً عن الضمير الإنساني باعتقال ثمانية آلاف رجل شاب ومُسن من البارزانيين، كانت تتراوح أعمارهم بين التسعة والتسعين عاماً، لمجرد كونهم بارزانيين وكورداً، وارتكب إبادة جماعية بحقهم بشكل وحشي في صحارى جنوب العراق. وكانت تلك الجريمة جزءاً من بداية سلسلة من الجرائم الممنهجة التي ارتكبها النظام السابق للقضاء على شعب كوردستان، بدءاً من تغييب وإخفاء اثني عشر ألف شاب فيلي، مروراً بحملات الأنفال والقصف الكيماوي في جميع أنحاء كوردستان، وصولاً إلى التعريب والترحيل القسري والتغيير الديموغرافي في كوردستان.
في الذكرى الحادية والأربعين لأنفلة البارزانيين، نرسل التحايا والسلام لأرواح شهداء الأنفال الأبرار وجميع شهداء كوردستان، كما نشكر شعب كوردستان الأبيّ عموماً، والجماهير في سهل أربيل وحرير وسوران بشكل خاص، الذين تضامنوا مع البارزانيين ومدوا لهم يد العون والمساعدة في تلك الأوقات العصيبة والمريرة، ونشكر أيضاً ذوي شهداء الأنفال، وخاصة الأمهات والنساء البارزانيات اللواتي كنّ قدوة يحتذى بهنّ في الصمود والشجاعة وتحمل ألم الانتظار والفراق ومكابدة أوجاع فقدان الأحبّة.
تلك الجرائم التي ارتكبت ضد شعب كوردستان لم تكن إلا نتيجة العقلية الشوفينية والاستبدادية وغير الإنسانية التي انتهجها أصحاب السلطة في النظام العراقي السابق، وتلك العقلية هي السبب الأساسي للتخلف والمعاناة والمآسي لشعوب العراق والمنطقة أجمع.
مسعود بارزاني
31 تموز 2024