التقى رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، بمحافظ أربيل والمسؤولين الإداريين في المحافظة، ووجّه خلال جملةً من التوصيات والتعليمات إليهم، وأشار إلى أن أربيل تعدُّ بوابة كوردستان ولها مكانتها وخصائصها.
وقال مسرور بارزاني خلال اللقاء: «أفضل معيارٍ بالنسبة إلينا، هو رضا المواطنين، وكلما ازداد رضاهم عن الخدمات التي نقدمها، أصبحنا أكثر نجاحاً».
وأضاف: «إذا كان المواطنين غير راضين عما نقدمه لهم، وبغض النظر عما نفعله أو نقوله، فلن يساعدنا ذلك بأي شيء».
وتابع: «إذا تمكنا من استخدام جميع الموارد المتاحة لصالح الشعب، فهذا جيد جدًا، لأنه إن لم نتمكن من استغلال ما لدينا لصالح المواطنين، فهذا يعني أن هناك مشكلة وعلينا حلّها».
وأكد مسرور بارزاني، أنه «إن لم تكن لدينا الموارد الكافية ولا يعلم المواطنون ذلك، فهذه مشكلة ويجب على الأقل توضيح ذلك لهم».
وقال: «لقد مررنا بالكثير من المنغصات، لقد تم تخفيض الميزانية، ثم جائحة فيروس كورونا وبات الوضع الاقتصادي في المنطقة سيئ بشكلٍ عام».
وأضاف: «إذا لم يكن لديك شيء تفعله من أجل الناس، فمجرد القدرة على التحدث معهم بوجه لطيف وإقناعهم والشرح لهم، فهذا أعظم من أي شيء آخر».
ولفت رئيس الوزراء إلى أن المواطنين «إذا التمسوا الظلم في الطريقة التي يعاملون بها، فستخلق الكراهية ويتخذون موقفاً حيال ذلك».
وتابع: «أنا لا أقول إن الجميع سوف يتفاعلون بنفس الطريقة، على سبيل المثال، طالبان يدرسان في المدرسة، أحدهما ذكي والآخر كسول. لا يمكن للمدرس أن يعطي نفس الدرجة لكلا الطالبين».
وزاد: «هناك بعض الأشخاص الأكثر ذكاءً ويقومون بعمل أفضل ويمكنهم الحصول على منتجات أفضل. لا أستطيع أن أقول إنهم سيكونون جميعًا على نفس المستوى أيضًا».
وقال: «لم يخلق الله أصابع يديك متشابهة حتى نستطيع أن نقول إنه في هذا البلد سيكون جميع الناس متساوين».
وقال رئيس الوزراء في كلمته أمام المسؤولين الإداريين في محافظة أربيل: «لماذا لا نستطيع تقديم أفضل خدمة للمواطنين ولأنفسنا إذا أخذنا الأمور على محمل شخصي؟».
وتساءل: «هناك من هو غني ويريد أن يستمتع بالحياة وأن يمتلك منزلاً جميلاً وسيارة جميلة، فهل يستطيع ذلك بمفرده في بلد فقير؟».
وأضاف: «ينظر الناس إلى الجشع ويتحدثون عنه، فلا يمكن ذلك، ولكن إذا كانوا جميعًا يعيشون حياةً جيدة، فيمكنه الاستمتاع بها، وهذا مثال بسيط».
وتحدث مسرور بارزاني عن بداية فترة عمله رئيساً للوزراء في التشكيلة التاسعة لحكومة كوردستان، وقال: «عندما جئت، اعتقد الكثير من الناس حينها أنني سأكون قاسيًا جدًا، وأعتقل الناس وأبعدهم».
وأضاف: «لكن لم يكن الأمر كذلك، لأنني لا أعتقد أنه يمكنك معاتبة الناس بمعاقبتهم، بل أريد للناس أن يشفوا أنفسهم ويُمنحوا فرصة لأنفسهم».
وتابع: «أعرف الكثير، لكني أؤمن بإعطاء الناس فرصة ثانية أو منحها لطرف واحد. لكن إذا تكرر الخطأ كثيراً فهذا كل شيء، وبالتالي إذا تم تجاهل الخطأ، فهذا لا يعني أن يتم تجاهل الخطأ لفترة طويلة».
وقال: «لن يتم التسامح مع الشر بعد الآن. إذا كان هناك عقاب، فلا يشتكي أحد عن سببه، لذلك أطلب منكم ألا تعتبروا أنفسكم فوق أي شخص آخر، ويجب خدمة الناس».
وأضاف: «إذا لم تخدم سيأتي آخر، لأن هذه الأمانة يجب أن تؤديها كما هي، وإذا لم يرغب أحدنا في أداء هذه الأمانة بشكل صحيح، فسوف يأخذها الله منا ويعطيها لشخص آخر. لذلك لا يمكنكم استغلال هذه الفرصة لأنفسكم».