شارك نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان، مساء يوم (الخميس، 17 تشرين الأول 2024) في مراسم تخرج الدورة التاسعة والعشرين لجامعة دهوك، والتي حضرها عدد من مسؤولي حكومة إقليم كوردستان وأساتذة الجامعات والشخصيات الأكاديمية إلى جانب ذوي الخريجين.
وخلال المراسم، ألقى الرئيس نيجيرفان بارزاني كلمة هذا نصها:
الأساتذة وعوائل الخريجين الأكارم،
الضيوف والحضور المحترمون،
أسعدتم مساء
أهلا بكم جميعاً ومرحباً…
إنه لموضع فرح كبير أن أشارك اليوم معكم في سعادة وفرحة (5051) خمسة آلاف وواحد وخمسين شاباً وشابة في (19) تسعة عشر قسماً من الأقسام المتنوعة للكليات، خريجي الدورة التاسعة والعشرين لجامعة دهوك.
أيها الخريجون الأعزاء،
أبارك لكم بحرارة ومن أعماق قلبي، وأهنئ عوائلكم الكريمة وأستاذتكم الأكارم. أرجو لكم جميعاً النجاح والتوفيق. هذا المساء لا يمثل فقط حفل تخرجكم، بل هو مرحلة وبداية جديدة لمسيرتكم في الحياة.
أكملتم اليوم سنوات من المثابرة والتعليم والانتظار في الجامعة. عانيتم من صعوبات عديدة من أجل الوصول إلى النجاح وتحقيق أحلامكم وأهدافكم.
إن نيل الشهادة من جامعة دهوك، إنجاز يستحق الفخر والاعتزاز. ولكن عليكم ألا تنسوا أن الشهادة ليست فقط المؤشر على نجاحكم المهني والأكاديمي، بل هي مسؤولية كبيرة على عاتقكم، لتسخّروا العلم والمعرفة التي حصلتم عليها لخدمة المجتمع وبناء مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً لبلدكم.
لقد درستم وتلقيتم تعليماً جيداً في مجالات عديدة. ونلتم علوماً ومعارف حديثة، مثل العلوم الإنسانية، والطبيعية، والهندسية، والطبية، وتكنولوجيا المعلومات، والإدارة والعديد من العلوم الأخرى، بينما أنتم حاضرون اليوم هنا.
هذا التأهيل يتيح لكم مواجهة التحديات التي تعترضنا وتعترضكم، ويساعدكم في إيجاد الحلول للمشكلات التي تواجه وطننا ومجتمعنا.
أيها الطلبة الأعزاء،
تواجه الدنيا تغييراً متسارعاً، وعليكم أن تكونوا بمستوى الحاجات والتحديات الراهنة.
أيها الخريجون الأعزاء،
في العالم الراهن المتخم بالأزمات والتحديات، يحتاج الوطن والمجتمع حاجة ملحة للأشخاص الأكفاء المبادرين، الذين يفكرون بطريقة انتقادية بناءة في إيجاد الحلول العلمية الجديدة والمبتكرة، الناجحة والعصرية، للمشاكل والعراقيل المتنوعة. وأنتم الآن في موقع يمكِّنكم من إحداث تغيير، ليس في مجال تعليمكم المهني والأكاديمي فحسب، بل عليكم أن تخلقوا التغيير في قطاعات الحياة الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، والإدارية والسياسية في كوردستان.
هنالك العديد من التحديات المتنوعة الاجتماعية والاقتصادية في كوردستان والعراق وفي مجالات عديدة. عليكم أن تعرفوا أن بإمكان خريجي الجامعات لعب دور مهم في وضع الحلول لها، وذلك عن طريق الإبداع والابتكار في مجالات العمل والتجارة، وكذلك من خلال مشاركاتكم في تطوير البرامج والستراتيجيات والسياسات العامة.
أيها الطلبة الأعزاء، لا تنسوا أنكم أمل هذا الشعب لمستقبل أكثر إشراقاً، فإن مهمتكم ليست بالسهلة، بل أن مهمتكم صعبة في مجال خدمة مستقبل شعبنا.
لقد شهد وطننا مآسي ومشاكل وأزمات جمة. لذا من المهم جداً أن نعمل كلنا معاً على خلق مجتمع ملىء بالاحترام والعدل والمساواة.
إنكم تنطلقون اليوم نحو آفاق جديدة، لذلك استعدوا لتحقيق أهدافكم الكبيرة والعليا. تباهوا دوماً بخدمة شعبكم وتفاخروا بخدمة بلدكم. فالمسؤولية التي تقع على عاتقكم كبيرة جداً. ونحن جميعاً نثق بكم ونعلم بأنكم ستنجحون في مهامكم وفي مواجهة التحديات التي تواجه شعبنا ووطننا وستخرجون منها منتصرين مرفوعي الرأس.
أيها الحضور الكرام،
الأساتذة والخريجون الأعزاء،
إن التربية والتعليم هما الأساس الرئيس لتقدم أي مجتمع، وأي مجتمع يريد أن يكون سليماً ويتقدم، فإن المفتاح لهذا يبدأ بالتربية. فالعلم والمعرفة هما الشرط الأول لنجاح أي شعب، أنظروا إلى العالم، ستجدون أن الشعوب التي اختارت طريق التربية والتعليم للتقدم بمجتمعاتها نجحت وتقدمت تقدماً كبيراً. كانت هناك دول تعاني من الفقر وتعاني من المشاق، لكنها عندما اتخذت من التربية والتعليم أولوية في عملها، أنقذت بلادها من الفقر، بحيث نجدها اليوم واحدة من أكثر دول العالم تقدماً.
يجب أن يتجدد نظامنا التربوي وجامعاتنا باستمرار ويواكبوا ويسايروا آخر التطورات العلمية على مستوى العالم. عليهم أن يعطوا القيمة والأهمية الحقة لكافة المواضيع والمجالات التي تتصدر الاهتمام العالمي حالياً. علينا جميعاً أن نبذل الجهود من أجل اللحاق بركب التطور العالمي وأن لا نتخلف عنه.
لذلك على جامعاتنا، إيلاء الاهتمام الصحيح بالتكنولوجيا واستخداماتها في جميع مجالات الحياة. وإيلاء الاهتمام اللازم بالذكاء الاصطناعي والوقوف بإمعان على الفرص والمخاطر التي يحملها معه الآن وفي المستقبل. يجب التعامل مع مسألة التغير المناخي وسبل تقليل مخاطره والعمل عليها بجدية بالغة. فلا تنسوا أن العراق عموماً واحد من الدول التي تأثرت بالتغير المناخي تأثراً كبيراً للغاية.
من الضروري إيلاء اهتمام دائم وخاص بمراكز البحوث العلمية مع زيادة التعاون والتنسيق بين جامعات كوردستان والجامعات العراقية والعالمية. يجب أن تكون جامعاتنا جزءاً لا ينفصل ولا ينقطع عن الجامعات والمراكز العلمية في العالم. وكذلك يجب إيلاء اهتمام جدي بالعلوم الإنسانية، وبناء وتطوير القدرات والمهارات البشرية وتوطيد حب وانتماء شبابنا لوطنهم وشعبهم، فهذا هو الأساس لتقدم أي شعب.
وفي الختام،
أكرر تهاني للخريجين وأُقدّم شكري وتقديري الخاص لرئاسة جامعة دهوك وهيئتها التدريسية. لقد قدمتم خدمات كبيرة، وبذلتم جهوداً عظيمة لإعداد هؤلاء المتخرجين الأعزاء. وأقدم اليوم باسمي وباسم الجميع التهاني الحارة والثناء لكم جميعاً، كما أُعبّر عن دعمي وإشادتي بجهود جامعة دهوك من أجل مأسسة الجامعة ورفع جودة الدراسة في جامعة دهوك، ولا شك أن آثاركم وبصماتكم تبرز سنة بعد أخرى، أهنئكم وأرجو لكم الموفقية في هذا المجال بعون الله.
أيها الطلبة الأعزاء، أتقدم باسمي وبأسمائكم وباسم بالشكر والتقدير لأمهاتكم وآبائكم وعوائلكم أنتم المتخرجون، فقد دعموكم خطوة بخطوة وساندوكم باستمرار، ليتمكنوا بناتهم وأبناؤهم من إكمال دراستهم الجامعية، ، فأشكرهم أيّما شكر. إن وقوف عوائلكم معكم وجهودهم وتضحياتهم هي موضع شكر وتقدير كبيرين.
أيها الخريجون الأحبة،
شاباتنا وشبابنا الأعزاء،
لا تنسوا أنكم الأمل والمستقبل لكوردستان. لقد حافظ آباؤكم وأجدادكم على كوردستان بأرواحهم ودمائهم، وبنضالهم وتضحياتهم، واليوم أصبحت هذه الأمانة التي هي هذا الوطن وهذا الشعب، في أيديكم. إن كوردستان أمانة في أعناقكم. أرجو لكم جميعاً الموفقية والنجاح والتقدم المستمر.
من أجل بناء مجتمع ناجح، مجتمع متقدم يزهو بالأمل والكرامة، ويتطلع بأمل كبير إلى مستقبل أكثر إشراقاٌ، رجائي هو أن تكونوا أنتم من يحمل هذه الراية ويمضي بكوردستان من هذه المرحلة إلى مرحلة أكثر ازدهاراً، نحن نعلق عليكم الآمال ونأمل أن تدركوا أن هذه أمانة في أعناقكم، فأرجو لكم دوام النجاح والتقدم.
تحية للأرواح الطاهرة لشهداء كوردستان، الذين تنعم كوردستان اليوم بالحرية والشموخ بفضل تضحياتهم ودمائهم.
دمتم بخير وسعادة.
شكراً جزيلاً لكم جميعاً، وأرجو لكم مساء طيباً. مرة أخرى أبارك لكم جميعاً، ودمتم موفقين وأطال الله في أعماركم.
وأهلاً بكم وسهلاً.