أكد قيادي كوردي سوري، أمس الجمعة، أن رفض المبادرة التركية حول حل القضية الكوردية في البلاد بشكل سلمي لا يصب في مصلحة الكورد، وأن التقاط اللحظات التاريخية أمر مهم يجب استغلالها بذكاء.
وقال فؤاد عليكو، عضو اللجنة السياسية في حزب يكيتي الكوردستاني – سوريا لوكالة (باسنيوز): «قبل أيام فجّر رئيس حزب الحركة القومية التركية MHP مفاجأة من العيار الثقيل بدعوته لزعيم حزب العمال الكوردستاني PKK عبدالله أوجلان المسجون في سجن إمرالي منذ 1999 للحضور إلى البرلمان التركي والإعلان عن إلقاء السلاح والبدء بمرحلة سلام جديدة على قاعدة المساواة بين الشعبين التركي والكوردي».
وقال: «ثم تبع ذلك ترحيب من الرئيس التركي أردوغان بهذه المبادرة وانضم إليهما أيضاً زعيم حزب الشعب المعارض بإعلان تأييده، وهذا يفسر بأن ما صرح به بهجلي لم يأتِ مصادفة أو وليدة اللحظة، وإنما نتيجة تفاهم وتحضير مسبق بين الأحزاب التركية الرئيسية للإدلاء به، خاصة وأن بهجلي كان من المتشددين بشكل سلبي تجاه القضية الكوردية».
وأضاف أنه «تبع ذلك تأييداً من قبل DEM PARTI، المحسوب على PKK، وكذلك من صلاح الدين دميرتاش، بينما لمسنا إرباكاً في تصريحات بعض قادة PKK بين رافض ومشكك في المبادرة، لكن ما هو واضح أننا أمام تحول جديد في الموقف التركي من القضية الكوردية بعد فشل الاتفاقية السابقة في حزيران 2015، ولا يمكن إبعاد هذا الموقف الجديد عن التطورات الحاصلة في المنطقة منذ حرب غزة وتمددها إلى لبنان وقد تمتد إلى مناطق أخرى كسوريا وإيران والعراق».
وأشار عليكو إلى أن «هذا يعني أننا أمام تحولات كبيرة في المنطقة تنذر بتغيير الخرائط السياسية القائمة وقد تطال إلى تغيير الخرائط الجغرافية أيضاٌ، لذلك تعمل تركيا على ترتيب بيتها الداخلي، وتأتي في الأولوية معالجة القضية الكوردية سلمياٌ وعن طريق الحوار المباشر».
ورأى القيادي الكوردي، أن «هذا الموقف تحول إيجابي في السياسة التركية، كما يجب ألا يقتصر الحوار على أوجلان و(DEM PARTI) فقط، بل يشمل كل القوى السياسية الكوردية وفعاليات المجتمع المدني الكوردي في تركيا».
كما أكد عليكو أن «رفض هذه المبادرة لا يصب في مصلحة الكورد، وأن التقاط اللحظات التاريخية أمر مهم يجب استغلالها بذكاء».
وقال فؤاد عليكو في الختام: «سوف نجد اعتراضات ومحاولات إجهاض للمبادرة من قبل أطراف عدة هنا وهناك، وما حصل من هجوم على شركة الصناعات العسكرية في أنقرة واتهام PKK بذلك والرد العسكري التركي القاسي والمتسرع على الكثير من المنشآت العسكرية والمدنية في كوردستان العراق وسوريا يصب في اتجاه ما ذهبنا إليه».