في أعقاب فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، بدأت السلطات الإيرانية الحدث بنبرة مختلفة بشأن واشنطن، قد ترمي من خلالها إلى التمهيد لفتح قنوات اتصال مستقبلية.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قوله إن طهران لن تتمكن من تجاهل الولايات المتحدة ويتعين عليها التعامل معها على الساحتين الإقليمية والدولية، ومن الأفضل أن تدير طهران هذه العلاقة.
وقبل ذلك، أوضحت الحكومة الإيرانية أن طهران ستسعى إلى القيام بـ”كل ما يحقق مصالحها”.
تصريحات المسؤولين الإيرانيين تهدف إلى تلطيف الأجواء مع ترامب، الذي صعّد في ولايته الأولى بين 2016 و2020، العقوبات على إيران واتبع معها ما عرف بسياسة “الضغط القصوى”.
التحركات الإيرانية يقابلها أيضا مؤشرات سعودية على تقارب مع طهران، فقد دعا ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الاثنين المجتمع الدولي لتحمل مسؤولية الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وضمان احترام سيادة إيران.
ويأتي هذا في أعقاب زيارة رئيس الأركان السعودي مؤخرا إلى طهران للمرة الأولى.
ويعتقد أستاذ حل النزاعات والوساطة في جامعة جورج تاون، كبير مستشاري الشؤون الخارجية في الخارجية الأميركية سابقا، ديفيد فيليبس، أن إدارة ترامب ستنتهج سياسة أكثر تشددا تجاه إيران، من تلك التي اتبعتها في الفترة الرئاسية الأولى لترامب.
وقال في مقابلة مع قناة الحرة “لن يكون هناك أي تحمل للمتاعب التي تثيرها إيران في المنطقة، وستحاول إدارة ترامب فرض عقوبات أقسى على إيران كطريقة لتغيير إيران لسلوكها”.
وأكد أن “إدارة ترامب لن تكون تصالحية مع إيران، لأنها تنظر إليها على أنها تهديد خطير خاصة بعد المعلومات التي تم كشفها بأن الاستخبارات الإيرانية كانت تخطط لاغتيال ترامب”.
وفي ما يخص العلاقات السعودية الإيرانية، قال المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية، الباحث في العلاقات الدولية، سالم اليامي إن “الطرفين يجذبان قدراتهما في أن يكونا مرنين أو أن يكونا بقدر الإمكان بعيدا عن الصراع”.
وأضاف اليامي أنه يجب النظر أيضا إلى أن الجانب الإيراني تعرض لخسائر على مستوى الأذرع التي كان يستخدمها، وهي التي كانت تحرك السياسة في المنطقة”.