أكد غابرييل سوما، عضو الهيئة الاستشارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، امس السبت، أن القوات الأمريكية ستظل في سوريا لحماية المصالح الأمريكية، ومنع تنظيم داعش من استعادة نفوذه.
وقال غابرييل سوما في مقابلة مع كوردستان24، إن “الرئيس ترامب يدرك جيداً أن للولايات المتحدة مصالح استراتيجية في الشرق الأوسط”، لافتاً إلى أن “هناك نقاشات حول احتمال سحب القوات الأمريكية من سوريا، لكن الرئيس ترامب أصر في النهاية على بقائها”.
وأضاف سوما: “الرئيس ترامب يرى أن الحكومة الجديدة في دمشق يجب أن تركز على شؤون سوريا الداخلية، ولا يريد أن يكون للولايات المتحدة دور سياسي قوي في سوريا في الوقت الراهن، ولا يسعى إلى تدخل واشنطن بشكل كبير في سياسات النظام الجديد”.
وفيما يلي نص اللقاء:
كوردستان24: يُقال إن الرئيس دونالد ترامب لا يمتلك سياسة واضحة تجاه الشرق الأوسط. كيف سيتعامل مع ملفات المنطقة، لا سيما في سوريا والعراق؟
غابرييل سوما: الرئيس ترامب يدرك جيداً أن للولايات المتحدة مصالح استراتيجية في الشرق الأوسط. فيما يتعلق بسوريا، هناك أكثر من 2000 جندي أمريكي متمركزين هناك، بالإضافة إلى حقول النفط التي يُخشى أن تقع في يد تنظيم داعش، مما قد يمنحه مصدراً جديداً للتمويل. لذلك، يحرص الرئيس ترامب على إبقاء القوات الأمريكية في سوريا للحفاظ على الأمن القومي السوري.
كوردستان24: هل ستبقى القوات الأمريكية في سوريا؟ في الآونة الأخيرة، وردت تقارير عن نية الولايات المتحدة سحب قواتها، لكن الرئيس ترامب نفى ذلك. إلى متى سيستمر هذا الوجود العسكري؟
غابرييل سوما: صحيح أن هناك نقاشات حول احتمال سحب القوات الأمريكية من سوريا، لكن الرئيس ترامب أصر في النهاية على بقائها. يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن هناك ما يقرب من 42 ألف شخص من عائلات تنظيم داعش محتجزين في مخيم الهول بمحافظة الحسكة، بالإضافة إلى أكثر من 12 ألف مقاتل داعشي في سجون أخرى. لذا، فإن أي انسحاب للقوات الأمريكية في الوقت الراهن قد يثير تساؤلات جدية حول مصير هذه السجون، ما يجعل من المبكر اتخاذ مثل هذه الخطوة.
كوردستان24: هل التهديد في سوريا يقتصر على تنظيم داعش، أم أن هناك مخاوف من نفوذ الدول المجاورة التي كانت لها مصالح خلال حكم نظام بشار الأسد؟
غابرييل سوما: لقد كان هناك نفوذ كبير لكل من إيران وروسيا في سوريا. ومع ذلك، بعد سقوط نظام الأسد، يبدو أن هذا النفوذ قد تقلص إلى حد ما. الولايات المتحدة حريصة على حماية مصالحها في سوريا وبقية دول الشرق الأوسط، ولذلك فإن القوات الأمريكية ستظل موجودة هناك في الوقت الحالي، والرئيس ترامب مقتنع بهذه الاستراتيجية.
كوردستان24: كيف ستتعامل إدارة ترامب مع الحكومة الجديدة في سوريا بقيادة أحمد الشرع؟
غابرييل سوما: الرئيس ترامب يرى أن الحكومة الجديدة في دمشق يجب أن تركز على شؤون سوريا الداخلية. لا يريد أن يكون للولايات المتحدة دور سياسي قوي في سوريا في الوقت الراهن، ولا يسعى إلى تدخل واشنطن بشكل كبير في سياسات النظام الجديد. لكنه يشدد على ضرورة أن تعمل السلطات الجديدة على ضمان أمن الأقليات وحماية المصالح الأمريكية في سوريا. كما يذكّر بأن هناك نحو 40 مليون كوردي في الشرق الأوسط، موزعين بين العراق وسوريا وتركيا وإيران، ويؤكد على ضرورة احترام حقوقهم وعدم تهميشهم. لقد كان الكورد حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة في الحرب ضد داعش، ومن المتوقع أن يظلوا شركاء مهمين في حماية المناطق من عودة التنظيم، فضلاً عن تأمين السجون.
كوردستان24: هل هناك نية لدى الولايات المتحدة لسحب قواتها من العراق خلال فترة حكم دونالد ترامب؟
غابرييل سوما: في السابق، كان العراقيون يطالبون بسحب القوات الأمريكية من بلادهم، لكنهم غيروا موقفهم بعد التطورات الأخيرة في سوريا. الأشخاص الذين كانوا يدعون إلى خروج القوات الأمريكية باتوا الآن يطالبون ببقائها. والقوات الأمريكية لا تزال موجودة في العراق حالياً. كما أن الرئيس ترامب أكد بشكل واضح أنه لا ينوي سحب القوات الأمريكية من العراق أو سوريا.
كوردستان24: لعب الكورد دوراً محورياً في محاربة تنظيم داعش، حيث كانت البيشمركة في طليعة المواجهة. كيف تتوقع أن تتعامل إدارة ترامب مع إقليم كوردستان؟
غابرييل سوما: الكورد يُعدّون حلفاء للولايات المتحدة وشركاء أساسيين في الحرب ضد داعش. في الواقع، لم تخض الولايات المتحدة الحرب مباشرة ضد التنظيم، بل استفادت من تحالفها مع الكورد، الذين قادوا المواجهة إلى جانب القبائل العربية والأقليات المسيحية، حيث أسهموا جميعاً في دحر داعش. أعتقد أن الرئيس ترامب يقدّر هذا الدور، وكذلك جهود مختلف القوى التي شاركت في القتال ضد التنظيم في سوريا، ولا أرى أنه سيقدم على سحب القوات الأمريكية في المستقبل القريب.