أكد سياسي كوردي سوري، اليوم الثلاثاء، أن عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري بهذه السرعة، من دون مراعاة ظروف السوريين في داخل وخارج سوريا والإعلان عنها بفترة قصيرة جدا وإقصاء مكونات سوريا السياسية والقومية وعلى رأسها المكون الكوردي، يجعله لا يعتبر مؤتمراً وطنيا سورياً حقيقياً.
وقال فادي مرعي، رئيس مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكوردي في سوريا، لوكالة (باسنيوز): «بعد سقوط نظام الأسد كان الشعب السوري عامة ينتظر عقد مؤتمر وطني سوري لكل السوريين دون إقصاء وتهميش لعدم تكرار تجربة حزب البعث وعم تكرار حكم اللون الواحد في سوريا، يساهم كل السوريين في بناء مستقبلهم وينهي المأساة التي تعرض لها السوريون على مدار ستة عقود».
وأضاف أن «البداية لم تكن موفقة حينما تشكلت لجنة التحضير للمؤتمر الوطني، إذ كان يجب أن تكون المكونات كلها ممثلة في هذه اللجنة ومن ضمنها المكون الكوردي الذي يعتبر ثاني أكبر مكون في سوريا، لذلك انطلاقة البداية لم تكن موفقة، ومن الطبيعي أن تكون النتائج غير ناجحة وغير موفقة ولا تلبي طموحات الشعب السوري عامة».
وأضاف أن «عقد المؤتمر بهذه السرعة دون مراعاة ظروف السوريين داخل وخارج سوريا والإعلان عنها بفترة قصيرة جدا وإقصاء مكونات سوريا السياسية والقومية وعلى رأسها المكون الكوردي يجعله لا يعتبر مؤتمراً وطنيا سورياً حقيقياً».
وأشار إلى أن «العمل بهذه الطريقة يعيد الاستبداد والإقصاء مجددا إلى سوريا، والثورة لن تكون قد حققت أهدافها الحقيقية، والحل السياسي لم يتحقق؛ لأن الحقوق المشروعة لمكونات الشعب السوري لم يتم معالجتها وفق أسس واضحة ومحددة».
وقال مرعي، إن «السير بهذه الطريقة والعقلية لا يفتح أية آفاق لمستقبل ديمقراطي، ولن يحقق الاستقرار والأمان في سوريا، ومستقبل سوريا سوف يتجه إلى طريق مسدود».
وافتتح الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع امس الثلاثاء، ما سمي بمؤتمر الحوار الوطني السوري في قصر الشعب بدمشق، وسط غياب ممثلي القوى الكوردية السورية التي شاركت في الثورة ضد النظام السوري السابق.
وكان المجلس الوطني الكوردي في سوريا ENKS قد انتقد أمس الاول الاثنين، السياسات المتبعة في مؤتمر الحوار الوطني بسبب ما وصفه «تهميشاً للمكونات السياسية والقومية في البلاد»، وقال في بيان إن «عقد المؤتمر بهذه العجالة والإعلان عنه قبل يوم واحد، وتهميش المكونات السياسية والقومية بما فيها المجلس الوطني الكوردي في الإعداد والتحضير، يعد انتهاكاً لمبدأ حق الشراكة الوطنية للشعب الكوردي».
ورأى المجلس الوطني الكوردي أن «أي حوار وطني حقيقي لا يمكن أن يكون مجتزأً أو قائماً على تجاهل مكونات الشعب السوري، كما لا يمكن أن يحقق أهدافه إذا لم يضمن معالجة الحقوق المشروعة لكافة المكونات، وفق أسس واضحة ومحددة تضمن الوصول إلى حل سياسي عادل ينهي مأساة السوريين ويفتح آفاقاً لمستقبل ديمقراطي». معتبراً أن «توجيه الدعوات بشكل انتقائي وفردي، بعيداً عن معايير واضحة تضمن تمثيلاً متوازناً لمختلف القوى السياسية والمكونات السورية، بما فيها الحركة السياسية الكوردية، يثير تساؤلات جوهرية حول جدوى المؤتمر وإمكانية معالجته لمختلف القضايا التي خلفها النظام البائد».
وأكد المجلس في بيانه دعمه لأي عملية سياسية تضع الركائز لإعادة بناء سورية جديدة لا مكان فيها للاستبداد والاقصاء للمكونات السياسية والقومية. وانتقد في الوقت ذاته قصر مدة التحضير للمؤتمر، وعدم مراعاة ظروف المشاركين من داخل سوريا وخارجها وقال إن هذا الأمر «يضعف فرص نجاحه بتحقيق غاياته المنشودة في بناء سورية المستقبل».