وجه المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين للبيان المؤرخ في 11 آذار 1970 (اتفاقية آذار)، رسالة لجماهير الحزب ومواطني كوردستان.
وأدناه نص الرسالة:
رسالة المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين للبيان المؤرخ في 11 آذار 1970
لقد كانت تلك مرحلة تاريخية هامة في ثورتنا التحررية، في زمن الصعوبات والقسوة، حيث تم الحفاظ على الرسالة الوطنية والقومية الصحيحة، وكانت كل مرحلة من مراحل الثورة ضرورة تاريخية وحلاً مُنقذًا.
لقد كانت انتفاضة أيلول الكبرى في تلك الفترة العصيبة بمثابة حدث محوري لدور ومكانة الثورة التحررية، مما أدى إلى الانتقال إلى مرحلة سياسية أكثر تقدماً، وحققت تحولًا سياسيًا داخليًا وعالميًا. كانت تلك الثورة حاملةً لراية التغيير، وقدرتها على تحديد وتحقيق دورها التاريخي الهام تعتبر واحدة من أبرز النتائج لتلك الحقبة: البيان المؤرخ في 11 آذار 1970.
إن تلك الوثيقة كان لها تأثير كبير على حركة التحرر الوطني، قوميتنا، ووطننا، سواء كوثيقة سياسية وقانونية معترف بها، حيث كانت المرة الأولى التي اضطرت فيها حكومة العراق للاعتراف بالحقوق السياسية والقومية والإدارية لشعبنا. كما كانت ملاذًا للتفاوض من أجل إيجاد حل للقضية الكوردية في العراق.
تميزت تلك الاتفاقية بالتأكيد على ضرورة خلق بيئة جديدة للتعايش والسلام، وصولاً إلى إنهاء الحرب والقتل والتهجير القسري. كما تضمنّت قرارات جوهرية وصحيحة بشأن المسألة القومية في العراق، وكانت خطوة واضحة نحو تحقيق حقوقنا، مثل: إقرار الحكم الذاتي في كوردستان العراق، والاعتراف باللغة الكوردية كلغة رسمية ثانية، إلى جانب العديد من المكاسب الأخرى.
كانت وثيقة (11 آذار) تصويتًا سياسيًا داخليًا وخارجيًا لها، وكانت فرصة لتعزيز الهوية القومية ورؤية النضال والتضحية.
إن دور خطة وحكمة البارزاني الخالد في معالجة مسودة (11 آذار) تمثل الإرادة المستمدة من الأمل والجهد المبذول لفتح باب جديد للحرية والكرامة. كما كانت هناك تخصيصات من الحكومة العراقية لتنفيذ بنود هذه المسودة.
مسودة (11 آذار) جاءت بعد سلسلة من الثورات والردود والكفاح، وفي تلك المرحلة تم وضع أساس حقيقي لحل قضية الكورد وتعزيز الوحدة وتنظيم المجتمع الكوردي، فضلًا عن تحسين حياة المواطنين ومعيشة السكان، وعمليات الإعمار والتنمية.
كان الهدف الرئيسي والاستراتيجية القيادية السياسية والحزبية هو تنفيذ أحد بنود تلك المسودة كخطوة أولى نحو مرحلة جديدة ومستقبل مزدهر لشعبنا. لكن الحكومة المركزية في العراق استمرت في تنفيذ بنودها بشكل متأخر، حيث لم يكن هناك استعداد حقيقي لتطبيق المسودة بشكل كامل.
في هذه الذكرى المجيدة، نحن في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وكما عودنا أنفسنا دائمًا، نركز على الأسس الأساسية والثوابت. نوجه جهودنا نحو تعزيز الروح الوطنية والانتماء، ونعمل على تعزيز التنسيق داخل مؤسسات كوردستان، بحيث تشمل جميع جوانب القضايا الاستراتيجية في كوردستان. نسعى لاستعادة حقوقنا المضمونة في الدستور، وأرضنا، وإنجازاتنا، ومبادئنا الوطنية. سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق آمالنا ومراقبة مصير شعب كوردستان، مع الدفاع عن أرضه وشعبه ومكتسباتنا.
نحتفل بذكرى (11 آذار) بالتزامن مع ذكرى تحرير مدينة أربيل في (11 آذار 1991). ونتوجه بأحر التهاني لدورنا البارز في استعادة مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان، متمنين أن تبقى مدينتنا آمنة ومستقرة، وأن نسير نحو التقدم والازدهار.
في ذكرى (11 آذار)، نقدم تهانينا الحارة لوحدة جماهير كوردستان، مع احترامنا وتقديرنا لشهداء طريق الحرية والاستقلال لشعب كوردستان، ونجدد تحياتنا لعوائل وأقارب شهدائنا الأبطال.
تحية لذكرى البارزاني الخالد، وكاكه إدريس، اللذين يظلان دائمًا في قلوبنا.
المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني
11 آذار 2025