ئاژانسی هەواڵی زاگرۆس

خبيرة بعلم الآثار : معظم الأشخاص في العالم اليوم لديهم 8% من الحمض النووي للنياندرتال

قالت الخبيرة في علم الآثار بجامعة كامبريدج إيما بوميروي، إن الأدلة الأثرية تظهر أن إنسان “النياندرتال” كان لا يخاف من دفن موتاهم بالقرب منه، مبينة أن لديهم أدلة على الحياة والموت في كهف شانَدَر.
وكشفت إيما بوميروي في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، المزيد من الحقائق والمعلومات بشأن اكتشافهم لجمجمة امرأة من “النياندرتال” في إحدى كهوف إقليم كوردستان، مشيرة إلى أن الحفريات بدأت في سنة 2014، واستغرق الأمر عدة سنوات لجمع بعض التمويل.
وأضافت أنهم رأوا الجمجمة لأول مرة في (11 أيلول 2018)، لكنهم كانوا قد اكتشفوا وجود آثار لهيكل للنياندرتال قبلها بعامين.
وذكرت أنه وفق “الأدلة المتوفرة لدينا جيدة جداً. معظم الأشخاص الذين يعيشون في العالم اليوم لديهم 8% من الحمض النووي للنياندرتال. وهي تختلف من شخص لآخر وقد تكون 1% إلى 3%، وفي بعض الأشخاص أعلى قليلاً”.
وأدناه نص حوار رووداو مع البروفيسورة إيما بوميروي الخبيرة في علم الآثار بجامعة كامبريدج: 
 
رووداو: اكتشاف جمجمة امرأة من النياندرتال في كهف شانَدَر في 2018 من قبل فريق من جامعة كامبريدج أصبح مصدر فهم جديد لحياة إنسان النياندرتال عالمياً، وأصبح موضوعاً لفيلم وثائقي جديد على نتفليكس.
 
متى وجهت حكومة إقليم كوردستان دعوة للفريق الأثري من جامعة كامبريدج للقدوم إلى كوردستان؟
 
إيما بوميروي: أعتقد أن ذلك كان في العام 2011، عندما اتصلت حكومة إقليم كوردستان أولاً بالبروفيسور غراهام باركر، الذي لا يزال قائد المشروع، إلى جانب عدد من زملائنا في جامعة جون موريس في ليفربول وجامعة بيربيك في لندن.
رووداو: متى وصل فريق كامبريدج الآثاري إلى كوردستان وباشر أعمال التنقيب؟
 
إيما بوميروي: بدأت الحفريات في سنة 2014، واستغرق الأمر عدة سنوات لجمع بعض التمويل حتى يمكن البدء بالمشروع.
رووداو: د. إيما، عظام الجمجمة موجودة منذ أكثر من 75 ألف سنة في هذا المكان. هنا يتساءل البعض: لماذا استغرق علماء الآثار وقتاً طويلاً للعثور عليها؟ ما هو بالضبط اليوم والشهر من العام 2018 الذي وجدتموها فيها؟ نود أن نعرف متى تم العثور على عظام جمجمة (شانَدَر زد) في كهف شانَدَر.
 
إيما بوميروي: جزء من سبب استغراق وقت طويل للعثور على العظام هو أولاً؛ كهف شانَدَر كبير جداً ولم نحفر سوى جزء صغير منه. كان زملاؤنا، بقيادة رالف سلوكي، يقومون بالتنقيب في الكهف في خمسينيات القرن الماضي، لكن مستوى التنقيب كان صغيراً إلى حد ما. بالإضافة إلى أنه تم العثور على البقايا على عمق سبعة أمتار ونصف متر من الكهف الحالي. هذا معقد للغاية، تخيل نفسك تحفر في هذا العمق. لذلك يستغرق الأمر وقتاً طويلاً. في النهاية علمنا بوجود بعض بقايا إنسان النياندرتال في جزء من هذا الكهف. في حوالى العام 2016، استطعنا رؤيتها في جدران التنقيب، لكن ما نفعله عادة هو استئناف التنقيب من سطح الأرض، لذلك استغرق الأمر بعض الوقت لتكون محمية. وهذا أمر معقد للغاية في الحفر. عندما بدأنا التنقيب في 2018، أعتقد أننا رأينا الجمجمة لأول مرة في (11 أيلول 2018)، لكننا كنا نعلم بوجود بعض أجزاء الهيكل العظمي هناك، مثل الأضلاع. كان ذلك في 2016.
رووداو: كم من الوقت استغرق ترميم ولصق كل أجزاء جمجمة السيدة النياندرتال؟
 
إيما بوميروي: كان ذلك عملاً شاقاً بحق واستغرق أكثر من تسعة أشهر. علي أن أقر بأن معظم العمل قامت به لوسيا لوبيز بوليني، التي كنت أعمل معها. عملت عليها لمدة تسعة أشهر، حيث قامت بتنظيف جميع القطع ثم لصقها ببعضها البعض. ساعدتها في جزء من هذه العملية، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، فهذا مشروع يستمر العمل فيه.
رووداو: أين باعتقادك سيتم حفظ هذه الجمجمة إلى الأبد، هل ستحفظ في بريطانيا أم ستعاد إلى كوردستان؟
 
إيما بوميروي: سوف تعاد إلى كوردستان. لقد عهد بها إلينا الآن في المملكة المتحدة للقيام بعملية الحفظ وإعادة التجميع. وهذا لطف كبير من مديرية آثار كوردستان العراق التي ائتمنتنا عليها. نعم، من الواضح أن هذه جاءت من كوردستان العراق وستعود إلى كوردستان العراق.
رووداو: برأيك، ما هي المساهمة التي يقدمها العثور على (شاندر زد) لفهمنا لحياة النياندرتال في كوردستان؟
 
إيما بوميروي: في الحقيقة، يفتح اكتشاف الجمجمة العديد من الفرص للتعرف على حياة النياندرتال في هذه المنطقة. هذه السيدة ستنضم إلى عشرة من النياندرتال عثر عليهم في الكهف في خمسينيات القرن الماضي. نحن محظوظون جداً لأن لدينا الآن جميع التقنيات العلمية التي لم تكن متوفرة في ذلك الوقت ويمكننا استخدامها لفهم المزيد عن هذه السيدة. نأمل أن نعرف نوع الطعام الذي كانت تأكله، وهل ولدت في الكهف أم جاءت من مكان آخر، ونوع الأنشطة التي كانت تمارسها يومياً. نحن أيضاً بصدد اكتشاف عمرها عندما ماتت، إلى جانب معلومات عن صحتها، مثلا كيف كانت صحة أسنانها، لأن بعض أسنانها سقطت قبل وفاتها. نعلم أنها كانت تعاني من التهابات في مفاصل رقبتها. لذلك هناك الكثير من المعلومات التي يمكننا معرفتها عنها.
رووداو: إضافة إلى اكتشاف فريقك لـ(شاندر زد) والاكتشافات السابقة التي قام بها رالف سلوكي في شاندر، هل تعتقدين بوجود مواقع أخرى مثيرة في كهف شاندر يمكن إجراء المزيد من التنقيب والعثور على المزيد من الآثار فيها؟
 
إيما بوميروي: بالطبع. يعد كهف شانَدَر موقعاً أثرياً غنياً ومهماً للغاية. يحتوي على طبقات يعود تاريخها إلى أكثر من 100 ألف عام. طوال تلك الفترة وحتى وقت قريب، كانت القطعة الأثرية الأهم من بقايا إنسان النياندرتال هي ما وجدناه مع بعض بقايا أقدم المزارعين في المنطقة. وكما أسلفت، حصلنا على سلسلة أثرية تمر بكل تلك الفترة وتمنحنا فرصاً مهمة لفهم تغير المناخ مع مرور الوقت وتأثيره على الأشخاص الذين استخدموا الكهف. استطعنا أيضاً فهم أمور مثل الانتقال من إنسان نياندرتال إلى ظهور الإنسان المعاصر. السؤال الأثري الأهم هو: كيف تم هذا الانتقال؟ هل حل البشر المعاصرون محل النياندرتال ببساطة أم كان هناك نوع من السلوك والتواصل بينهم عندما استخدموا الكهف؟ لذلك، هناك الكثير مما يجب أن نعرفه في كهف شانَدَر وهو موقع أثري مهم للغاية.
رووداو: هل تعتقدين أنه ينبغي أن يكون لحكومة إقليم كوردستان المزيد من مشاريع الحفر والتنقيب الأثري الجديدة في كهف شانَدَر؟ هل تقترحين ذلك؟
 
إيما بوميروي: في الحقيقة، المشروع الذي أشارك فيه لا يزال مستمراً في الوقت الحالي. لدينا ترخيص آخر لمواصلة المشروع لعدة سنوات ونحن نعمل بشكل وثيق مع مديرية الآثار في إقليم كوردستان ومديرية الآثار في إدارة سوران لمواصلة أعمال التنقيب.
رووداو: وفقاً للنتائج التي توصلتم إليها، ما هي المدة التي عاشها إنسان النياندرتال في كوردستان حسب اعتقادك؟
 
إيما بوميروي: ما زلنا نعمل على تحديد متى بالضبط توقف وجود إنسان النياندرتال في هذه المنطقة من كوردستان، لكن يبدو أنهم ربما كانوا هنا حتى 45 ألف سنة من الآن ثم حل محلهم الإنسان الحديث في ذلك الوقت تقريباً.
رووداو: هل تعتقدين أن إنسان نياندرتال أقام وعاش فترة أطول في كوردستان أم في كرواتيا؟
 
إيما بوميروي: الحقيقة هي أنه من الصعب جداً قول هذا. إحدى الصعوبات التي واجهناها كانت طريقة معرفة عمر بعض الآثار. هذا ليس دقيقاً تماماً في تحديد ذلك الوقت. نحن نعلم أن إنسان النياندرتال اختفى من هذه المنطقة في كوردستان وفي كرواتيا في نفس الوقت تقريباً. من المحتمل أن يكون ذلك متشابهاً جداً. مع محدودية تقنيات تحديد الوقت بات من الصعب جداً تحديد المدة التي عاشوا فيها بالضبط وأيهما عاش أكثر.
رووداو: في الفيلم الوثائقي الذي شاهدناه على نتفليكس، يتوقع فريقك أن كهف شانَدَر ربما كان مقبرة لإنسان نياندرتال وأنه كان يستخدم بهذه الطريقة. هل تعتقدين أنهم استخدموه كمقبرة أم أنهم عاشوا هناك ومارسوا فيه الأعمال الحياتية الأخرى؟
 
إيما بوميروي: في الواقع، تظهر الأدلة الأثرية المتوفرة لدينا أنهم فعلوا الأمرين هناك، فقد دفنوا موتاهم هناك، و(شانَدَر زد) واحدة من الأشخاص المدفونين هناك، ولكن يمكننا بالتأكيد أن نرى أنهم عاشوا هناك. وكانوا يعيشون بالقرب من الأماكن التي دفنوا فيها موتاهم. لدينا الكثير من الأدلة الجيدة على أشياء مثل المواقد، وبقايا الطعام، وعظام الحيوانات، والأجزاء المحروقة من الأطعمة النباتية. ويمكننا أن نرى بعض أدواتهم الحجرية وأماكن صناعتها وإصلاحها. ثم الأماكن التي يمكننا أن نرى فيها هذه الأدلة هي مكان مثل المكان اليومي بجوار الهياكل العظمية. لذلك، ربما كانوا جالسين بجانب موقد النار وكان بمستطاعهم الوصول إلى الهياكل العظمية ولمسها. وهذا يثير سؤالاً مثيراً للاهتمام حول العلاقة بين الأحياء والأموات. أي أنك إذا نظرت، فستجدهم لا يخافون من أن يكونوا قريبين جداً من الموتى. لدينا أدلة على الحياة والموت في كهف شانَدَر، مما يجعله مثيراً جداً للاهتمام.
رووداو: ما هو برأيك سبب اختفاء إنسان النياندرتال في كوردستان وشانَدَر هل كانت حرب بينهم وبين الإنسان الذكي أم كانت لأسباب أخرى مناخية؟
 
إيما بوميروي: يعد هذا حالياً أحد أهم المواضيع التي نناقشها في الأوساط الأكاديمية. والآن، إلى حد ما، ربما نعرف أنه مع اختفاء إنسان النياندرتال من كوردستان، فإنه لم يعد موجوداً في أي مكان آخر من العالم. لماذا هذا؟ لسنا متأكدين، ولكن يبدو أنه مع مرور الوقت انقرض النياندرتال في مناطقه الممتدة من ساحل المحيط الأطلسي إلى روسيا. كانوا يعيشون في مجموعات صغيرة إلى حد ما. كان لديهم أطفال، ولم يكن لديهم أقارب، ولم يكن لديهم التنوع الجيني الذي يجعل الناس أكثر صحة. لذلك يبدو أن عددهم تضاءل، وتقلص، وباتوا أقل قدرة على مواجهة أي تغيير. من هذا المنظور، قد يكون السبب هو تغير مناخي كبير كما نرى. لكن وصول جنسنا البشري الحديث ربما تسبب في اختفائهم في نهاية المطاف، وهو أمر كانوا ضعفاء في مواجهته.
 
رووداو: سؤال آخر قد يخطر لنا جميعاً، رغم أننا قد لا نفكر بطريقة علمية مثلكم، إلا أنني مازلت أتساءل: كم من الحمض النووي لإنسان النياندرتال تعتقدين وجوده في الإنسان الحديث؟
 
إيما بوميروي: الأدلة المتوفرة لدينا جيدة جداً. معظم الأشخاص الذين يعيشون في العالم اليوم لديهم 8% من الحمض النووي للنياندرتال. هذه ليست نسبة كبيرة. وهي تختلف من شخص لآخر وقد تكون 1% إلى 3%، وفي بعض الأشخاص أعلى قليلاً. هذا يختلف تماماً من شخص لآخر. إذن هذه كمية صغيرة إلى حد ما، كما قلت من 1% إلى 3%، لكنها مثيرة للاهتمام ولدينا بعض الأدلة على أنها مرتبطة بصحتنا وبعض خصائصنا الجسدية.

هەواڵی پەیوەندیدار

العراق يستقبل 7 آلاف لبناني… والهجرة تنفي مزاعم «التوطين»

کەریم

وزارة الدفاع العراقية: البيشمركة قوة وطنية لا يُشك في ولائها

کەریم

الإعلان عن المخطط الهيكلي (ماستر بلان) الجديد للعاصمة أربيل

کەریم