يصادف اليوم السنوية الـ 50 لاستشهاد المناضلة الكوردية ليلى قاسم على أيدي نظام البعث العراقي بعد محاكمة صورية قصيرة عام 1974 وبعد أقل من أسبوعين على اعتقالها مع رفاقها الشهداء الأربعة، ثلاثة منهم كانوا من طلبة جامعة بغداد، والرابع خطيبها الشهيد جواد الهماوندي، الذي كان عاملاً بسيطا في إحدى المطابع الحزبية للحزب الديمقراطي الكوردستاني آنذاك، وأصبحت ليلى قاسم نجمة في سماء كوردستان وأيقونة من أيقونات النضال التحرري للشعب الكوردستاني، يستذكر الكوردستانيون في مثل هذا اليوم من كل عام جسارتها وشجاعتها في مواجهة أعداء حرية واستقلال شعبها، ويطلق عليها البعض تسمية «عروس كوردستان».
ولدت الشهيدة ليلى قاسم في مدينة خانقين في 27 يناير/ كانون الثاني عام 1952، ودخلت معترك النضال القومي عبر تنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني في عام 1973 وهي طالبة جامعية في كلية الآداب بجامعة بغداد، نشاطاتها الدؤوبة وشجاعتها الفائقة في تنفيذ المهمات الحزبية الموكلة إليها جعل منها شخصية متميزة في الخلية الحزبية التي انضمت إليها، لذلك كان يتم رصد جميع تحركاتها ورفاقها من قبل عناصر النظام آنذاك، لتحجيم دورهم أمام الطلبة الكورد الذي كان يتطور ويتوسع يوماً بعد آخر، لكن هذا لم يشكل عائقاً أمام الخلية الحزبية ولاسيما ليلى قاسم في عملها الحزبي في الجامعة، لذلك قرر جهاز الأمن التابع للسلطة الحاكمة اعتقال أعضاء الخلية والتخلص منهم.
قامت سلطات النظام البعثي البائد باعتقال أربعة من رفاقها في الخلية من ضمنهم خطيبها الشهيد جواد الهماوندي الذي أعدم فيما بعد معها، ومن ثم جاء دورها، حيث طوقت قوات الأمن والمفارز المسلحة الحزبية دارها في بغداد ليلة الـ 24 من شهر ابريل / نيسان وقامت باعتقالها من دون أي مسوغ قانوني سوى أنها معارضة لنهج وفكر الحزب الحاكم واقتادوها إلى أحد المراكز الأمنية للنظام.
وفي الـ 12 من مايو / أيار 1974 تم إعدام المناضلة الشهيدة ليلى قاسم ورفاقها بعد ما يقرب من شهر من التعذيب الجسدي والنفسي في زنزانات البعث، والتحقوا بركب شهداء حركة التحرر الكوردستانية.