شارك نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان، مساء اليوم (الأحد، 2 حزيران 2024)، في مراسم تخرج الدورة السادسة للجامعة الأمريكية في كوردستان – دهوك، والتي شارك فيها عبدالطيف رشيد رئيس جمهورية العراق، محسن المندلاوي رئيس مجلس النواب العراقي، مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان، وعدد من المسؤولين في إقليم كوردستان والعراق وأساتذة جامعيون وأكاديميون وأقارب الخريجين.
وخلال المراسم، ألقى الرئيس نيجيرفان بارزاني كلمة فيما يأتي نصها:
قبل أن أبدأ كلمتي، أرحب ترحيبا خاصا بفخامة رئيس الجمهورية الذي يشارك معنا اليوم في هذه المراسم، وأرحب أيضا بالسيد محسن المندلاوي رئيس مجلس النواب الذي قدم من بغداد ليشرفنا بمشاركته في هذه المناسبة. أهلا بكم جميعا وسهلا.
الخريجون الأحبة،
الحضور الكرام،
مساء الخير عليكم جميعاً..
يسعدنا أن نشارك معاً هذا المساء في مراسم تخرج الدورة السادسة للجامعة الأمريكية في كوردستان.
أتقدم بالتهاني الحارة للخريجين الأعزاء. أبارك وأثني على والديهم وعائلاتهم وأساتذتهم الكرام، الذين يشكلون جزءاً مهماً من نجاحكم اليوم. أرجو لكم دوام الموفقية والتقدم. أبارك وأثني على جميع خريجي هذه السنة في جامعات ومعاهد كوردستان والعراق.
التخرج في الجامعة، يمثل يوماً حافلاً بالسعادة لكل طالب وطالبة انتظروا هذا اليوم منذ سنوات، لكنه بلا شك ليس نهاية مرحلة التعلم والنضج. إن إكمال المرحلة الجامعية، هو اجتياز لمرحلة مهمة من الحياة وبناء الشخصية، وهو أيضاً بداية طريق ومرحلة جديدة متخمة بالواجبات والمسؤوليات. وأنا على ثقة أن هؤلاء الشباب الأعزاء أهل لهذا، ويستطيعون إحداث فرق.
عندما تباشرون العمل أو تواصلون الدراسات العليا، ومن خلال التجربة والعمل، ستوسعون وتثرون المعارف التي تلقيتموها. وهذا سيعزز رؤاكم وشخصياتكم لتمكينكم من تقديم خدمة أفضل لبلدكم.
أيتها السيدات والسادة..
إن مصير ومستقبل البلد، مرهون بنظام تربوي وتعليمي متقدم. وإن كوردستان قوية تحتاج إلى جيل ذكي خبير وكفوء مسلح بالعلم والمعرفة في كل المجالات.
لهذا، من المهم والضروري أن يولي الطلبة دائماً جل الاهتمام بالتربية وإعداد الذات بأفضل صورة، وأن تُحدّث المدارس والجامعات نفسها وباستمرار بأحدث التطورات العلمية.
من واجب الجامعة أن تقدم للمجتمع خريجين يلبون من كل الأوجه احتياجات العمل والسوق، وتطوير وتنمية الاقتصاد وحاضر ومستقبل البلد، ويتمكنون من إلحاقه بركب العالم المتقدم.
مهما استثمرنا في التربية والتعليم، فإنه سيظل قليلاً. ويجب أن يولي نظامُنا التربوي وجامعاتُنا الاهتمام الخاص بجانب العلوم الإنسانية وبناء الإنسان وتطوير الكفاءات والموارد البشرية.
برامجنا للتربية والتعليم، يجب أن تنشئ جيلاً يفكر ويبادر ويبدع. يستطيع أن يبني مجتمعاً قوياً موحداً. يحمي ثقافتنا التعددية. يحب الوطن ويعتز به. يفكر بأسلوب وطني، ويتصرف بوطنية، ويضع الوطن فوق كل شىء آخر.
ينبذ الأفكار المتطرفة والعُنفية والعنصرية، ويقف في وجهها بقوة وقناعة. ينمي الحوار والتفاهم والتعاون المشترك والحلول السلمية، ويدافع عن الحياة وعن حرمة وكرامة الإنسان.
التغيير المناخي، وفرص ومخاطر الذكاء الاصطناعي والتأكد من استخدامه لخير البشرية، وارتفاع نسب السكان، وحماية أمن المياه والغذاء وغير ذلك كثير، أمور تهدد حاضر ومستقبل العالم. وعلينا نحن أيضاً في كوردستان والعراق أن نتهيأ لها تماماً.
يجب أن يتمتع خريجو الجامعات بالكفاءة، ويشاركوا مشاركة كاملة، ويساعدوا في العثور على الحلول ومواجهة هذه الأزمات والأخطار. فبالعلم والتعاون والتخطيط والاستراتيجيات المشتركة فقط، تستطيع الإنسانية أن تتصدى لكل ذلك.
أيتها السيدات والسادة..
أنا واثق كل الثقة بذكاء وقدرات شبابنا، وكذلك بحرص أساتذتنا المخلصين، ولهذا فإنني متفائل ومفعم بالأمل في أن الغد سيكون بلا شك أفضل من اليوم. اليوم وبينما أرى هؤلاء الشباب يكملون الدراسة الجامعية، يتراءى لي مستقبل كوردستان أكثر إشراقاً وضياء.
وما يسعدنا أكثر خلال هذه المراسم، ويجعلنا جميعاً ننظر بأمل أكبر إلى المستقبل، أنموذج واحدة من الخريجين الستين الذين ينالون اليوم شهادات التخرج من هذه الجامعة المتقدمة.
إنها فتاة إيزدية ذكية وكفوءة، وهي ناجية من قبضة داعش. لم تستسلم رغم كل المآسي وأصرت على أن تكمل الدراسة الجامعية. إن شجاعتها وصمودها واستمراريتها حتى إكمال المرحلة الجامعية، قصة نجاح.
إنها مصدر إلهام وشعلة أمل لكل ضحايا داعش الآخرين من المكونات كافة. من هنا، وباسمي وباسمكم جميعاً أتقدم بالتهاني الحارة لها وأشد على يديها. أعتقد أنها حاضرة بين الطلبة، صفقوا لها ونرجو لها وللآخرين الموفقية في حياتهم.
أيتها السيدات والسادة..
كما تعلمون، هناك تفاهم مع الحكومة الاتحادية والأطراف السياسية العراقية من أجل حل المشاكل، ومن دواعي السرور أن هذا يؤدي إلى خلق استقرار سياسي.
إننا في إقليم كوردستان ننظر بحرص إلى نجاح الجهود الرامية إلى الاتفاق والحل الجذري للمشاكل، وخاصة تلك المرتبطة بحياة ومعيشة متقاضي الرواتب والأهالي.
شكراً لدور دولة رئيس الوزراء الاتحادي العراق السيد السوداني والقيادات والأطراف العراقية المتعاونة في هذا السياق.
وأثني على رئيس الوزراء السيد مسرور بارزاني وحكومة إقليم كوردستان على التفاهم مع بغداد، وأجدد التأكيد على مواصلة التعاون والمساندة الكاملة لجهودهم من جانبنا، ونحن نؤكد على حل المشاكل مع بغداد.
أنا سعيد بتقدم علاقات أربيل وبغداد. وأرجو الاستمرار والتوصل إلى حل نهائي لكل المشاكل. فهذا من شأنه أن يخدم مصالح كل العراق وبضمنه إقليم كوردستان.
معاً نستطيع بناء بلد مستقر وقوي، يحتل مكانته اللائقة به في المنطقة وفي العالم. وقادر على تكريس ثرائه للتطور والتنمية ولخدمات أفضل.
وعلى أساس الاحترام والمصالح المتبادلة، تتطور علاقاتنا مع دول الجوار والمنطقة فالمشتركات بيننا أكثر من الخلافات. ومن هنا، نشدد مرة أخرى على أن إقليم كوردستان سيبقى دائماً عامل أمان واستقرار وحامياً للسلام في المنطقة.
مرة أخرى أبارك وأثني على الخريجين الأعزاء، وأقول لهم: أنتم من يحمل مستقبل البلد على عاتقه. أنتم من سيدير هذا البلد غداً ويعمل لتحسين كل شيء للأجيال التالية. نعلق عليكم الآمال.
أرجو النجاح، وأعبر عن التهنئة وعن مساندتي لتأسيس هيئة التصديق على برامج ومؤسسات التربية والتعليم العالي في إقليم كوردستان، وبرنامج السيد رئيس وزراء حكومة إقليم كوردستان، السيد مسرور، لتطوير نظام التربية والتعليم والتعليم العالي في إقليم كوردستان.
أرجو لكم جميعاً أوقاتاً سعيدة. وأهلاً بكم جميعاً ومرحباً، وشكراً جزيلاً.