افاد تقرير صحافي ، بتَنامي مشاعر الاستياء والغضب الشعبي ، في مدينة السليمانية بعد إقدام عناصر من قوات امنية ، تابعة لحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني ، السبت ، على قتل مواطن يعمل بائعاً للخضار.
صحيفة “الشرق الأوسط اللندنية” قالت في تقرير لها ، بأن الأنباء الواردة من محافظة السليمانية، في إقليم كوردستان تفيد ، بتَنامي مشاعر الاستياء والغضب الشعبي، بعد إقدام عناصر من قوات الأمن (الكوماندوس)، التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني على قتل المواطن آري جايجي (19 عاماً) وهو بائع خضار ، في حي رابرين غرب السليمانية، في مشهد وصفه التقرير على لسان شهود عيان بـ «قاسٍ ويفتقر إلى الرحمة» ، حيث عمد العنصر الأمني إلى توجيه إطلاقات مسدسه الشخصي إلى رأس الضحية بشكل مباشر.
وفي أحدث موجة انتقادات للأوضاع السائدة في السليمانية ، شنّ لاهور شيخ جنگي الرئيس المشترك السابق لحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني هجوماً لاذعاً على ابن عمه رئيس الحزب بافل طالباني، وحمّله مسؤولية ما يحدث في السليمانية من اضطرابات أمنية.
وقال شيخ جنگي في تصريحات لعدد من الصحفيين ، إن «بافل طالباني هو المسؤول الرئيس عن الخروقات والبلبلة الأمنية في السليمانية، ولا يمكن السكوت على ظاهرة قتل المواطنين والكسَبة بدم بارد من أفراد الأجهزة التابعة لقوات الاتحاد الوطني الكوردستاني».
مشیراً ، وفق مانقلت عنه تقرير الصحيفة اللندنية ، إلى أن «منتسبين لقوات كوماندوس ومكافحة الإرهاب ، التابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني، يداهمون المدينة، ويعتقلون المواطنين ويقتلونهم، بينما يُعرب بافل طالباني عن دعمه ومساندته لهم».
وأضاف جنگي، أن «ما يجري في السليمانية من الفوضى الأمنية ليس لها مثيل في العالم ، خصوصاً أن القانون لا يسمح للقوات العسكرية بالانتشار في مراكز المدن وإطلاق النار عشوائياً، وأنه يسمح فقط للقوات الأمنية والشرطة بالانتشار في المدن».
ويعتزم شيخ جنگي، الذي كان يتشارك قيادة حزب الاتحاد الوطني مع ابن عمه بافل طالباني ، خوض غمار التجربة الانتخابية المقبلة المقررة في 20 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل من خلال قائمة “جبهة الشعب” التي يتزعمها ، ما يضعه في منافسة شديدة مع ابن عمه طالباني وحزبه.
وتابع شيخ جنگي ، بالقول ان “بافل طالباني لايملك أي صفة عسكرية او امنية او حكومية ، ورغم ذلك تراه مرتدياً زي الكوماندوس ويلتقط صور مع الدبابات متصوراً نفسه في لعبة بلي ستيشن”.
مردفاً ، بالقول ان ” ممارسات بافل وشقيقه قوباد طالباني دفع بالعديد من المستثمرين الى مغادرة مدينة السليمانية الى بغداد ودبي ومدن أخرى” ، مشدداً انه لن يلتزم الصمت بعد الآن.
بدورها، أعربت منظمات حقوقية وجماعات سياسية في السليمانية، امس الاثنين، عن قلقها ومخاوفها نتيجة إقدام رجال أمن على قتل مواطنين في أثناء تنفيذ مهامهم الأمنية ، أو خلال المشاجرات التي تحدث خارج أوقات الدوام.
وقالت «الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في إقليم كوردستان» ، في بيان، إنه «في الأيام الماضية قتل عنصر من القوات الأمنية في السليمانية مواطناً، وهذه هي المرة الثانية بعدما قام عنصر من القوة الأمنية نفسها بمساعدة قتل مواطن كاسب بأسلحة حكومية، وهذا ما يثير التساؤل».
وأضافت الهيئة ، أن «ما يثير القلق، والمُحزِن في الأمر، هو أن أفراداً من القوات الأمنية شاركوا في بعض هذه القضايا، وهم متّهمون بها ، وهذا مؤشر سيئ ، لأن الواجب الأساسي للقوات الأمنية هو حماية المواطنين، ولحسن الحظ تم القبض على المتهمين بوقت قياسي في كلا الحادثين».