أعلنت السلطات العراقية عن استنفار جميع إمكاناتها لتأمين وتسهيل دخول الزائرين الدوليين الذين يتوافدون على البلاد خلال هذه الأيام لزيارة أربعينية الإمام الحسين، وسط مخاوف من ارتفاع منسوب التوتر في المنطقة.
وعقد رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، مساء الجمعة، اجتماعا مع قادة العمليات والشرطة والأجهزة الاستخباراتية والخدمية بمقر وزارة الداخلية بخصوص الزيارة الاربعينية، وأصدر توجيهات هامة للوزارات والأجهزة المختصة.
ونقل موقع شفق نيوز عن مصدر مطلع على الأمر قوله إن الاجتماع شهد استعرض الخطط الأمنية الخاصة بالزيارة الأربعينية، مبينا أن السوداني قدم ملاحظات هامة تتعلق بتحسين الإجراءات الأمنية، وشدد على ضرورة تنفيذ العمليات الاستباقية بشكل مستمر، وخاصة في بغداد.
ووفقا للمصدر فقد أكد السوداني، على ضرورة نشر قوات حفظ القانون خلف المواكب وليس داخلها، مع التركيز على مراقبة وتأمين الحماية بدلاً من تقديم خدمات للزوار.
وأكد السوداني خلال الاجتماع، على أهمية سد الثغرات وقطع الطرق الفرعية والسيطرة عليها، بالإضافة إلى ضرورة وجود القادة والآمرين على رأس القطعات في الميدان بدلاً من البقاء في المقرات.
ودعا السوداني إلى تفعيل الجهود الاستخباراتية لتوفير المعلومات الضرورية للقطعات، ومراقبة الحدود بين القطعات الجانبية وتفتيشها بدقة، مشددا على التعامل بجدية مع المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالتهديدات المحتملة ضد الزوار في بغداد.
كما أوصى بتفعيل دور المرور والنجدة لفك الازدحامات وضمان الاستجابة السريعة لأي تهديد، وشدد على تحميل القادة والآمرين المسؤولية الكاملة عن تنفيذ المهام.
وتأتي زيارة الأربعينية هذا العام مع تصاعد التوتر في المنطقة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيّة في طهران في ضربة نسبت الى إسرائيل. وتوعّدت طهران بالردّ أيضا على مقتله.
وذكر تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” أن إيران ستؤجل أي أعمال انتقامية خططت لها ضد إسرائيل بعد مقتل هنية، فوق أراضيها، لإتاحة الوقت للوسطاء في المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وإيرانيين وإسرائيليين أن طهران ستتيح الوقت للوسطاء الساعين إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع.
وفي العام الماضي، توافد أكثر من 22 مليون زائر شيعي من عموم العراق وخارجه إلى مدينة كربلاء وسط البلاد لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين التي تصادف يوم 20 صفر وفق التقويم الهجري، وتعد من أبرز الأحداث الدينية لدى الشيعة.
وتمثّل ذكرى الأربعين إحدى أكبر التجمعات الدينية في العالم، يحيي خلالها المسلمون الشيعة الذين يشكلون أكثرية في العراق ذكرى مرور أربعين يوما على مقتل الإمام الحسين في واقعة الطف عام 680 ميلادي.
ورغم درجات الحرارة العالية التي تتجاوز الأربعين درجة مؤية هذا العام، يذهب الزوّار لمرقدي الإمامين الحسين وأخيه العباس، وسط كربلاء مرتدين السواء، إذ إن كثير منهم يأتي سيرا على الأقدام من داخل العراق وخارجه.
والخميس، هبط رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بطائرة عسكرية في مطار كربلاء الدولي، وهو لا يزال قيد الأعمال الإنشائية، حيث يتوقع أن يكون الأكبر في البلاد عقب افتتاحه بسعة تصل إلى 20 مليون مسافر سنويا.