في جنوب العراق، وتحديدا في محافظة البصرة، يعيش الناس تحت وطأة التلوث البيئي الذي تحول إلى خطر يومي يهدد حياتهم.
أم علي، التي تسكن إحدى القرى القريبة من المنشآت النفطية، تواجه هذا الواقع الخطر.
تقول في مقابلة مع قناة “الحرة”: ابن أختي وأقاربي توفوا نتيجة التلوث. نجلس هنا ونصبر. أين نذهب؟ أطفالنا أصيبوا بكل الأمراض”.
تعتبر الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة الصناعية والنفطية في البصرة واحدة من أكبر التحديات البيئية التي تواجه المحافظة.
تنتشر في المدينة المصافي والمنشآت النفطية التي تفرز كميات ضخمة من الغازات الملوثة في الجو، مما يؤدي إلى تدهور جودة الهواء وتفاقم أزمة التغير المناخي.
أم علي، كغيرها من سكان المناطق القريبة من آبار النفط والمنشآت النفطية، تواجه شبح التلوث الذي الرابض على أجواء المدينة. تضيف بأسى: “هناك طفل في عائلتنا عمره شهران توفي بحضن والدته بعد أن اختنق بسبب التلوث”.
هذا المشهد المؤلم يعكس معاناة آلاف العائلات التي تكافح من أجل البقاء في بيئة غير صحية.
تعد البصرة الغنية بالنفط، و2.4 مليون نسمة، واحدة من أكثر المحافظات العراقية تلوثاً، جراء انبعاث غازات سامة وملوثات خلال عمليات استخراج النفط.
يصف موقع (accuweather) الخاص بالطقس والبيئة جودة الهواء في البصرة بـ”السيئة”، ويذكر أن “مستويات تلوث الهواء فيها ارتفعت وأصبحت غير صحية للمصابين بالحساسية. ولذلك، ينبغي تقليل الوقت الذي يتم قضاؤه في خارج المنزل في حالة الشعور بأعراض مثل صعوبة في التنفس أو تهيج الحلق”.
يقول وليد الموسوي، مدير عام البيئة في المنطقة الجنوبية، في تصريح : “هناك كم هائل من المواطنين يعانون من الأمراض السرطانية بمختلف أنواعها”.
ويضيف: “لدينا بحوث علمية عن علاقة الأمراض السرطانية بالملوثات المنتشرة في الهواء والمياه والتربة والمزروعات”.
هذه الملوثات تشمل المواد الكيميائية الناتجة عن النشاط الصناعي والنفطي، والتي تتسرب إلى التربة والهواء، وحتى المياه.
في تصريح سابق لقناة “الحرة”، قال محافظة البصرة، أسعد العيداني، إن “حرق الغاز هو المسبب الأكبر للأمراض السرطانية في البصرة”.