مسؤولون عراقيون وأمريكيون إن شابة كوردية إيزيدية تبلغ من العمر 21 عاما اختطفها مسلحون من تنظيم داعش في العراق منذ أكثر من عقد تم تحريرها من قطاع غزة هذا الأسبوع في عملية «سرية» استغرق التحضير لها عدة شهور وشاركت فيها إسرائيل والولايات المتحدة والعراق.
وقال مدير مكتب وزير الخارجية العراقي سلوان سنجاري لرويترز، إن الإفراج عنها تم بعد جهود استمرت لأكثر من أربعة أشهر بما تضمن عدة محاولات باءت بالفشل بسبب الوضع الأمني الصعب الناجم عن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتم الكشف عن هويتها باسم (فوزية سيدو). وقال مسؤولون عراقيون إنها تحصل على قسط من الراحة بعد لم شملها مع عائلتها في شمال العراق.
وذكر مصدر مطلع أن مسؤولين عراقيين تواصلوا مع فوزية لشهور ونقلوا بياناتها إلى مسؤولين أمريكيين رتبوا خروجها من قطاع غزة بمساعدة إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نسق عملية تحرير فوزية مع السفارة الأمريكية في القدس ومع «جهات دولية أخرى».
وأضاف في بيان أن خاطفها قُتل خلال حرب غزة، ربما في غارة إسرائيلية، ثم فرت فوزية بعد ذلك إلى مخبأ داخل قطاع غزة.
وقال البيان: «في عملية معقدة جرى تنسيقها بين إسرائيل والولايات المتحدة وجهات دولية أخرى، تم إنقاذها مؤخرا في عملية سرية من قطاع غزة من خلال معبر كرم أبو سالم».
وأضاف الجيش أن فوزية واصلت بعد دخولها إسرائيل طريقها إلى الأردن عبر معبر جسر الملك حسين وعادت من هناك إلى عائلتها في العراق.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن ساعدت في الأول من أكتوبر «في إجلاء شابة إيزيدية بشكل آمن من غزة للم شملها مع عائلتها في العراق».
وذكر المتحدث أن الفتاة اختطفت من منزلها في العراق عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها وتعرضت لعملية اتجار بالبشر وتهريبها إلى قطاع غزة. وأضاف المتحدث أن خاطفها قُتل في الآونة الأخيرة، مما سمح لها بالفرار والسعي إلى العودة إلى وطنها.
صدمة نفسية
وقال سنجاري إن الشابة الكوردية الإيزيدية في حالة بدنية جيدة لكنها مصابة بصدمة نفسية بسبب فترة الأسر والوضع الإنساني المزري في غزة.
وذكر مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الإيزيدية خلف سنجار أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تابع القضية بشكل مباشر مع مسؤولين أمريكيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي.
والليلة الماضية، وبعد 10 سنوات من حياة العبودية والأسر، التقت الشابة الكوردية الإيزيدية بذويها في شنگال، حيث أظهر مقطع مصور جانباً من فرحة اللقاء بعد الفراق الطويل.
الجدير بالذكر أن عملية إعادة الشابة الكوردية الإيزيدية من غزة إلى كوردستان تمت بتمويل من جمعية خيرية يهودية.
وأسر مسلحون من تنظيم داعش أكثر من ستة آلاف إيزيدي من منطقة شنگال (سنجار) في العراق في 2014، وتعرض الكثير منهم للاتجار بالبشر لأغراض الاسترقاق الجنسي أو لتدريبهم للقتال وهم أطفال ونقلهم عبر الحدود، بما في ذلك إلى تركيا وسوريا.
ووفق بيانات رسمية، فإن أكثر من 3500 كوردي إيزيدي جرى تحريرهم أو إنقاذهم على مدى أعوام لكن لا يزال نحو 2600 في عداد المفقودين.
ويخشى أن يكون كثيرون قد لقوا حتفهم، لكن نشطاء إيزيديين يقولون إنهم يعتقدون أن المئات ما زالوا على قيد الحياة.