ئاژانسی هەواڵی زاگرۆس

العراقيون يختنقون في بغداد بسبب التلوث

شهدت العاصمة العراقية بغداد الشهر الماضي ارتفاعا بمستويات التلوث ما أثار قلق ومخاوف سكانها، وتسعى الحكومة إلى المساهمة في الحد من هذا القلق وتبديد مخاوفهم.

وانتشرت في سماء العاصمة بغداد الشهر الماضي موجات من الضباب الدخاني ورائحة الكبريت الكريهة ما أدى إلى وقوع حالات من الاختناق لبعض مرضى الجهاز التنفسي.

وفقا لمؤشر “أي.كيو.آير” السويسري لجودة الهواء، تصدرت الدوحة قائمة المدن العربية الأكثر تلوثا، حيث احتلت المرتبة العاشرة عالميا في تصنيف المدن الأكثر تلوثا.

أما بغداد فقد جاءت في المرتبة الرابعة عشرة، تلتها الجزائر العاصمة في المرتبة السادسة والعشرين، ثم القاهرة في المرتبة السابعة والعشرين، وأخيرا دبي في المرتبة السابعة والثلاثين.

وقد تم تصنيف هواء هذه المدن الخمس ضمن فئة “غير صحي” بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية أو أمراض الجهاز التنفسي، بينما تم تصنيف التلوث في تلك المدن على أنه “معتدل” وفقا للمؤشر السويسري. ولم تُدرج أي مدينة عربية في فئة “الهواء غير الصحي” أو ما هو أسوأ من ذلك.

وأرجع لؤي صادق المختار، المتحدث باسم وزارة البيئة العراقية، ما حصل ببغداد إلى الانبعاثات وزيادة الأحمال البيئية نتيجة استخدام وقود غير نظيف ببعض الصناعات فضلا عن زيادة أعداد السيارات.

وقال المختار لوكالة أنباء “شينخوا”،  “ما حصل في بغداد نتيجة زيادة الأحمال البيئية والانبعاثات المختلفة خصوصا مع الركون لاستخدام أنواع من الوقود الثقيل بإنتاج الطاقة وفي صناعة الطابوق والأسفلت المؤكسد وزيادة أعداد السيارات وزيادة عدد المولدات الكهربائية”.

وأضاف أن “هذا أدى إلى زيادة الانبعاثات للجو فضلا عن حدوث ظاهرة تسمى ‘ثيرمل انفرجين’ وسببها وجود طبقة دافئة من الهواء ما بين طبقتين باردتين ما يسبب حجز الانبعاثات بدلا من تخفيفها وإطلاقها إلى الجو”.

وتابع “هذه الظاهرة استمرت نحو ثلاثة أسابيع ما جعل الغازات والانبعاثات، أو ما يسمى بالضباب الدخاني، قريبة من الناس وهي تحمل رائحة حمضية كونها تحمل غازات ثاني أوكسيد الكبريت وغاز ثاني أوكسيد النيتروجين وهي غازات خطرة وملوثة للبيئة وفيها آثار صحية”.

وقال مهندس البيئة محمد محمود “إن قلة الأمطار في السنوات السابقة والاحتباس الحراري والتصحر ساهمت بشكل كبير في انتشار ظاهرة التلوث في العراق”.

وأضاف “إن شح المياه في نهري دجلة والفرات، وعدم اتباع الطرق الصحيحة عند إقامة المشاريع التي تنتج عنها انبعاثات وغازات للجو ساهما في ارتفاع نسب التلوث في العراق”.

وأفاد بأن ارتفاع عدد الحرائق بالعراق التي تسجل سنويا بالآلاف يعد من أسباب زيادة التلوث نتيجة الدخان الكثيف الذي يؤثر على تلوث البيئة وصحة الإنسان.

واتخذت الحكومة العراقية عبر مؤسساتها الرسمية إجراءات سريعة وفعالة أدت إلى تقليل التلوث أولا والخلاص منه بعد موجة الأمطار التي هطلت في أغلب مدن العراق.

وقال المختار “الموضوع تغير مع وجود حملة قامت بها الحكومة لإغلاق الكثير من الأنشطة المخالفة والأنشطة غير الشرعية، ومراقبة حرق النفايات بمواقع الطمر غير الصحية أو مواقع تجميعها”.

وأكد أن مختلف الجهات الحكومية شاركت بحملات لهذا الغرض ما انعكس بصورة جيدة على نوعية الهواء في بغداد وهي الآن مقبولة وجيدة ومعتدلة.

وكشف العميد مقداد ميري، المتحدث باسم وزارة الداخلية، الإجراءات التي نفذتها وزارته، مؤكدا استمرارها حتى القضاء نهائيا على هذه الظاهرة.

وأوضح أن شرطة البيئة اتخذت إجراءات مهمة بموضوع التلوث البيئي منها إجراء 364 كشفا على مواقع بعموم العاصمة وبقية المحافظات.

وقال “أصدرنا 28 إنذارا إلى مواقع مخالفة، وأغلقنا 80 معمل طابوق في بغداد والمحافظات كونها تسبب تلوثا، وأغلقنا 144 معملا غير نظامية تقوم بصهر المعادن”.

وأشار إلى غلق 57 معملا للأسفلت، وإغلاق 19 موقعا للطمر الصحي وحرق النفايات المخالفة للتعليمات، وغلق 10 معامل لصب الكونكريت في بغداد والمحافظات، مؤكدا الاستمرار بهذه الإجراءات حتى يتم القضاء على ظاهرة التلوث.

وأكد المختار أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كلف لجنة من عدة جهات حكومية لوضع الحلول للقضاء على هذه الظاهرة. وقال “إن هذه اللجنة أصدرت عدة توصيات آنية وسريعة وهي جذرية لحل المشكلة ولكن بعضها يستغرق بعض الوقت”.

وأضاف “من هذه التوصيات تحويل بعض محطات الكهرباء التي تستخدم الوقود الثقيل إلى استخدام الغاز أو السولار، واستخدام تقنيات مناسبة لمعالجة الانبعاثات خاصة في مصفى الدورة ببغداد فضلا عن إمكانية استخدام الغاز المسال بإنتاج الطابوق بدلا من استخدام الوقود الثقيل”.

من التوصيات الأخرى إدارة أفضل للنفايات في بغداد تنتهي بمواقع طمر نظامية وصحية مصممة بشكل علمي وضمن معايير بيئية عالمية معروفة، فضلا عن ترحيل معامل الطابوق إلى أماكن بعيدة عن التجمعات السكانية، وفقا للمختار.

ويرى المهندس محمود أن تنظيم حملات لزراعة الأشجار بعموم المدن العراقية يساهم بتنقية الهواء، قائلا “أدعو جميع العراقيين إلى المساهمة بحملات التشجير التي تقوم بها الدوائر البلدية، وأطالبهم بزراعة الأشجار دائمة الخضرة بحدائق منازلهم، لأن ذلك يصب بمصلحة صحتهم”.

أما سعيد البغدادي من سكان بغداد (متقاعد) فيطالب الحكومة بفرض إجراءات أكثر صرامة على كل المعامل والنشاطات الصناعية وتوفير الكهرباء لأنها أحد أسباب التلوث من خلال انتشار المولدات في جميع المدن والقرى العراقية.

وقال البغدادي “في هذه المرة خلصتنا موجة الأمطار من الدخان الضبابي والتلوث الموجود في الجو، لكن نريد أن تستمر الحكومة بإجراءاتها الصارمة للحد من التلوث والمحافظة على البيئة”.

هەواڵی پەیوەندیدار

أكاديمي كوردي: عفرين سلمت لتركيا بموجب صفقة شارك فيها PKK

کەریم

اكاديمي مختص: لـ إقليم كوردستان كل مقومات التحول الى قبلة لـ “السياحة الاثرية” في المنطقة

کەریم

«هيومن رايتس» تحذّر من تهديد وشيك لنازحين عراقيين

کەریم