شدد الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، على أهمية وضرورة حل كل المشاكل عبر الحوار والتفاهم والنقاش، مشيراً الى ان هناك ظلم كبير قد وقع على شعب كوردستان خلال المئة عام الماضية، مؤكداً على أهمية الابتعاد عن كل اشكال العنف والإرهاب، لافتاً الى ان الأرضية مهيأة لعملية سلام شاملة وحل القضية الكوردية في المنطقة.
جاء ذلك في كلمة للزعيم الكوردي، خلال اعمال منتدى السلام والأمن بالشرق الأوسط التي انطلقت اليوم الجمعة في دهوك، وتطرق فيها الى عدد من القضايا الداخلية والإقليمية والعالمية.
الرئيس بارزاني عبّر عن امله في أن تكون نتائج المنتدى ذات فائدة للجميع ، معتبراً أن الحضور والمشاركة الكبيرة فيه دليل على تقدّم وتطور إقليم كوردستان.
وقال الرئيس بارزاني، ان الجميع كان يتوقع انه لن تُجرى الانتخابات بإقليم كوردستان، الا انها نجحت وشارك بها 72 بالمئة من شعب كوردستان وظهرت النتائج، ونأمل من جميع الأطراف التعامل مع الشرعية التي أعطاها الشعب خلال هذه الانتخابات، وستبدأ مرحلة المفاوضات بين جميع الأطراف للإسراع في بدء عمل البرلمان وان يكون هناك إقليم واحد، برلمان واحد، حكومة واحدة، قوات بيشمركة واحدة بإقليم كوردستان.
وأضاف بأنه جرت عملية التعداد السكاني في العراق وتم تقديم الضمانات الكاملة بعدم تأثيرها على المناطق المشمولة بالمادة 140 الدستورية، مشيراً الى انه من الممكن ان يتم حل كافة المشاكل بالتفاهم والحوار اذا توفرت النية الصادقة” ، لافتاً الى ان “العلاقات بين أربيل وبغداد جيدة وهناك تنسيق لحل جميع المشاكل”.
مشيرا الى ان الأزمات في المنطقة ومشاهد الحرب التي نراها في لبنان وغزة مؤسفة، ونتمنى ان تتوقف هذه الحرب وتنتهي هذه المأساة، الاهم من كل ذلك هو إبعاد العراق عن هذه الحرب وتجنيبه التورط في ازمات المنطقة.
وشدد الرئيس بارزاني ، على ان كل التجارب أثبتت أن الحرب خيار خاطئ، والسلم والأمن هما فقط يحققان نتائج إيجابية.
وقال ، نتمنى أن يتم وضع حد للحرب في المنطقة، ونأمل أن يكون مجىء الرئيس الامريكي المنتخب ترامب فيه خير لمنطقتنا. منوهاً الى ان التحديات كبيرة كما ان الإرهاب لا يزال يشكل احدى اكبر هذه التحديات.
وتابع، ان التحدي الأكبر يتمثل بانتشار المخدرات ، وقال للأسف الكثير من أصحاب السلطة لا زالوا يغطون على تجارة المخدرات لذلك أتمنى يتم وضع حد لهذه المشكلة قبل ان تخرج الأمور عن السيطرة.
مبيناً بأن لكل جزء من كوردستان خصوصيته والأوضاع في كوردستان العراق تختلف عن اجزاء كوردستان الأخرى .
وبشأن عودة الحديث عن عملية السلام في تركيا ، أعرب الرئيس بارزاني عن ترحيبه بها والاستعداد لتقديم كل مساعدة ودعم من اجل السلام.
مستدركاً انه يجب ان لا نسمح بظهور الإرهاب والعنف في المنطقة او لجوء أي جهة للارهاب والعنف، فالإرهاب لايخدم احداً ، وقال ان من يظن أنه بالإرهاب يمكن خدمة كوردستان، فهو خاطئ وهذه خيانة بحق شعب كوردستان ، مشيراً الى ان الأجواء مهيئة للسلام اكثر من أي وقت مضى.
وتابع ، خلال الـ 100 عام الماضية تعرض الكورد لظلم كبير فبعد انتهاء الحرب العالمية وإعادة تقسيم المنطقة وقع ظلم كبير على شعب كوردستان ، وقد تأكد للجميع انه لا الذين أرادوا محو الكورد قد نجحوا في مسعاهم ، ولا الكورد نجحوا في نيل حقوقهم عبر القتال، لذا يجب اللجوء الى الحوار والتفاهم لتنعم المنطقة بالامن والسلام.
كما أشار الى انه إذا لم يكن لدينا ثقة بأنفسنا، فلا أحد يستطيع مساندتنا. موضحاً ، بالقول صحيح أن أصدقائنا يساندوننا، لكن يجب أن تكون لدينا الثقة بأنفسنا ونساند أنفسنا بأنفسنا.
وختم الرئيس بارزاني كلمته بالتأكيد على ضرورة احترام التعايش المشترك بكل مكوناته وأديانه وقومياته في المنطقة.