رصدت كاميرا قناة تلفزيونية تبعات الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مطار المزة العسكري في العاصمة السورية دمشق، وذلك ضمن سلسة ضربات وجهتها إسرائيل إلى مواقع عسكرية تابعة لنظام بشار الأسد، الذي أسقطته المعارضة المسلحة.
ووثقت الكاميرا دمار الأسلحة وأجهزة التشويش ومضادات الطائرات بشكل كامل، بجانب مقاتلات حربية ومروحيات أيضًا، حتى لا تتم الاستفادة منها مستقبلا.
وأوضح مراسل قناة “الحرة” أن التقديرات تشير إلى أن عدد المواقع التي استهدفها الطيران الإسرائيلي بلغت نحو 150 موقعا تابعا لجيش نظام الأسد، أو للمليشيات الموالية لإيران، وتحديدا حزب الله.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، شنّ نحو 480 ضربة خلال 48 ساعة على أهداف إستراتيجية في سوريا، بعد أيام على الإطاحة بحكم الأسد.
وقال في بيان: “خلال 48 ساعة هاجم جيش الدفاع أغلبية مخزونات الأسلحة الإستراتيجية في سوريا، خشية سقوطها بيد عناصر إرهابية”.
وأضاف أن الأهداف “شملت مواقع ترسو فيها 15 قطعة بحرية تابعة للبحرية السورية (…) وبطاريات صواريخ أرض جو (…) ومطارات سلاح الجو السوري والعشرات من أهداف مواقع الإنتاج” في مناطق مختلفة.
وفي وقت سابق الثلاثاء أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن بلاده ماضية في “تدمير القدرات الإستراتيجية” في سوريا.
وقال كاتس خلال وجوده في قاعدة تابعة لسلاح البحرية في مدينة حيفا، إن الهدف
من الهجمات المتتالية على مواقع سورية عديدة منذ سقوط الأسد، هو “منع قيام تنظيمات الإرهاب بخلق واقع يشبه ما كان في لبنان وغزة قبل السابع من أكتوبر”
واستطرد: “من هنا أحذر قادة المتمردين في سوريا، من يسلك طريق الأسد سيلقى ذات المصير، وإسرائيل لن تسمح لكيان إرهابي إسلامي متطرف” بتهديد حدودها ومواطنيها.
ولم تعلق الحكومة السورية المؤقتة بقيادة محمد البشير، أو الفصائل المسلحة التي تقودها هيئة تحرير الشام (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) ويقودها محمد الشرع الملقب بأبي محمد الجولاني، على تلك الضربات الإسرائيلية أو التوغلات في المنطقة العازلة بهضبة الجولان.
ودانت دول عربية بجانب الأمم المتحدة، التوغل الإسرائيلي في المنطقة العازلة في الجولان، والضربات الإسرائيلية على سوريا خلال الأيام الماضية.
فيما علق المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، بالقول إن واشنطن تريد أن ترى تطبيقا لاتفاق “فض الاشتباك” وهذا يشمل شروط المنطقة العازلة وعودة إسرائيل لمواقعها السابقة.
وأوضح ميلر أن إسرائيل تؤكد أن إجراءاتها في الجولان مؤقتة، وتأتي استجابة لانسحاب جيش النظام السابق من المنطقة العازلة.
واتفاقية فك الاشتباك أبرمت في 31 مايو 1974 بين سوريا وإسرائيل في جنيف السويسرية، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق.
وكان الغرض من الاتفاق هو الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية في المنطقة.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، فقد صرح الثلاثاء، بأنه “لا نية لإسرائيل” للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، لكنها ستقوم “بما هو ضروري لضمان أمنها”.
وحذر نتانياهو في مقطع مصور، القادة الجدد لسوريا من السير على خطى الأسد، بالسماح لإيران “بإعادة ترسيخ” وجودها في البلاد.
وأذن نتانياهو للقوات الجوية بقصف القدرات العسكرية الاستراتيجية التي تركها الجيش السوري، معللا ذلك بقوله “حتى لا تقع في أيدي الجهاديين”.
وفي إعلان آخر، الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي في إحاطة لوسائل الإعلام المحلية، إنه دمر “ما يصل إلى 80 بالمئة” من القدرات العسكرية للجيش السوري.
كما هاجمت إسرائيل البحرية السورية، ودمرت نحو 15 سفينة عسكرية وقطع بحرية سورية.