كشف عبد الحكيم بشار نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري، وممثل المجلس الوطني الكوردي في سوريا ENKS أنه موجود في دمشق من أجل مهام محددة تخص سوريا وقضية الشعب الكوردي.
وقال بشار في منشور على صفحته في ‹فيس بوك› : «إنني موجود في دمشق حتى الآن من أجل مهام محددة تخص وطننا سوريا وقضية شعبنا الكوردي المشروعة».
وأضاف «أكاد أن أنجز كل البرنامج التي وضعته بالتنسيق مع رئاسة ENKS ومع ممثلية المجلس في دمشق الذين يشاركون كل اللقاءات معي».
في السياق ذاته، قال عبد الحكيم بشار في حواره مع وكالة ‹سبوتنيك› الروسية: «حتى الآن المشاورات تجري بين الأحزاب والقوى الوطنية التي كانت معارضة للنظام، وتؤكد ضرورة حكومة تشاركية تقود المرحلة الانتقالية، حيث أن الحكومة الحالية تقوم على تسيير الأعمال وتأمين عودة النازحين، واستقرار الأوضاع، على أن يكون الهدف تشكيل حكومة انتقالية تشاركية، تضم جميع المكونات السورية، وهو ما يبحث الآن عبر المشاورات».
وأضاف: «بعد بسط الاستقرار والأمن وتهيئة المناخ، يمكن حينها الدعوة لمؤتمر وطني، على أن ينبثق عنه لجنة دستورية لوضع دستور جديد للبلاد، يجب أن يكون توافقيا، يضمن حقوق جميع المكونات السورية، ومن ثم الذهاب إلى الاستفتاء والانتخابات، بنفس الخطوات التي نص عليها القرار 2254، لكن الفارق أن النظام لم يعد موجودا».
وقال بشار: «ليس لدينا أي تواصل مباشر مع حكومة الإنقاذ، لكن تجرى المشاورات عبر وسطاء، ونؤكد دائما إصرارنا على تشارك جميع السوريين في الحكومة المقبلة، خاصة أن سياسة الحزب الواحد أثبتت فشلها في سوريا ولم يعد مقبولا ذلك الأمر نهائيا، لذلك نؤكد عبر رسائل واحدة أن سياسة الحزب الواحد ليست مقبولة، وهو ما تؤكده جميع الأطراف الوطنية التي التقينا بها».
وأكد أن «سوريا عصية على التقسيم لعدة عوامل، ربما أبرزها يتمثل في التداخل الكبير بين المكونات السورية عبر الجغرافيا، باستثناء الجانب الكوردي المستقر في الشمال السوري، لذلك تصعب عملية التقسيم، ولم نر أي دعوات أو نزعات في هذا الإطار، إذ تؤكد جميع القوى والفصائل على ضرورة وحدة سوريا وسلامة أراضيها».
وتابع: «لدينا مشاورات بالفعل مع الجانب السعودي والمصري، كما هو الحال مع بعض الدول العربية والقوى الكبرى ذات الصلة بالملف السوري».
كما أشار إلى أن «المواقف الدولية تتعامل مع الواقع الجديد في سوريا بحذر كبير، وهناك تفاعلات من “تحت الطاولة”، لكن الجميع يراقب الخطوات التي تقوم بها حكومة الإنقاذ، لتقرر كيفية تعاملها مع الواقع السوري».
ولفت بشار إلى أن «معظم القوى والأحزاب الفاعلة منخرطة بالطبع في المشاورات الجارية حول خارطة الطريق، لكن هذه اللقاءات تتم بشكل ثنائي أو بين عدة أطراف، وليس على مستوى مؤتمر عام مثلا».
واستدرك قائلاً: «أيضا نحن المجلس الوطني الكوردي الذي جزء من هذا الائتلاف، حيث نعقد لقاءات ومشاورات مع القوى الوطنية السورية للتشاور وتشكيل فهم وتصور مشترك حول الوضع».
وأكد أن «الجولاني أعلن انفكاكه عن القاعدة والنصرة منذ عدة سنوات، ونحن نراقب الخطوات على الأرض، ما يهمنا هو التحرك على الأرض، وحتى اللحظة نرى أن الخطوات إيجابية، وكذلك خطاب السيد أحمد الشرع، هو إيجابي حتى الآن، لكن من المبكر الحكم على الأمر، لكنه حال الالتزام بالخطاب المعلن، ستمضي الامور إلى الخير، لكن في حالة الاستمرار بسياسة الحزب الواحد، أعتقد أن قوى المعارضة سيكون مغايرا عما هو عليه».
وقال نائب الائتلاف: «استفدنا من التجارب السابقة استفادة قصوى، ولن نسمح بتكرار التجارب الفاشلة في الجوار».
وقال بشار، إن «العلاقات الدولية تحكمها المصالح بالطبع، وحال استقرار الوضع في سوريا، فإن معظم الدول ستعيد النظر في علاقاتها وستفتح علاقات هامة، ونحن ندعم العلاقات مع روسيا بشكل قوي، وأيضا مع كل دول العالم، ودول الجوار، لتكون سوريا دولة فاعلة في محيطها وعلى المستوى الدولي».
وأضاف: «لدينا تواصل مع عديد من الدول الفاعلة، منها مصر والسعودية والإمارات، كما أن دولة قطر بادرت للمساعدة وتقديم الدعم ولكن بالنسبة لنا البعد العربي مهم جدا سنعمل على تعزيزه، وأعتقد أن الدول العربية لن تتخلى عن الشعب السوري والدولة السورية، ولكن من حقها أن تراقب تطور الأوضاع على الأرض والخطوات التي تخطوها الحكومة».
ومضى بالقول: «نحن مع إعادة تشكيل جيش وطني على أساس مهني، ومحايد مهمته الدفاع عن الوطن ضد الأخطار الخارجية وإنهاء الحالة الفصائلية والفصائل التابعة لأية جهة أما آلية تشكيل هذا الجيش، يجب أن تخضع لشروط صارمة بعيدة عن الإقصاء والتهميش لأية جهة».
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكام نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.