نفت أنقرة التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في منبج شمال سوريا بين القوات الموالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تؤكد استعدادها العسكري لأي هجمات تركية.
مسؤول بوزارة الدفاع التركية، نفى الخميس وجود اتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا و”قسد” في شمال سوريا، معتبرا أن القوات المسماة بـ”الجيش الوطني الحر” في سوريا، قادرة على “تحرير” المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكوردية وحزب العمال الكوردستاني، وفق رويترز.
المستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية، أندرو تابلر قال إنه من الصعب معرفة مستقبل قوات سوريا الديمقراطية والمناطق التي يسيطرون عليها، إذ أن “قسد” استطاعت أن تبقى كيانا مستقلا لأسباب عديدة، إذ كانت سوريا منقسمة إلى أجزاء، ومناطقهم لم تكن تحت سيطرة مركزية.
وأضاف أن قسد كانت شريكا للولايات المتحدة منذ 2014 لقتال تنظيم داعش الإرهابي، وبعد سقوط نظام بشار الأسد، هناك تساؤلات عن مستقبل هذه القوات، وما دورها في المستقبل؟
وتظاهر الآلاف الخميس في مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا دعما لقوات سوريا الديمقراطية بقيادة الكورد وتنديدا بالتدخّل التركي، بعد أكثر من أسبوع على سقوط الرئيس بشار الأسد على أيدي فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام.
ورفع المتظاهرون لأول مرة علم الانتفاضة المنادية بالديمقراطية التي انطلقت في 2011، وتتوسطه ثلاث نجوم، إلى جانب أعلام الإدارة الذاتية التي تسيطر على مناطق في شمال شرق البلاد، وقوات سوريا الديمقراطية.
وردد المتظاهرون هتافات مثل “لتعش مقاومة قسد” و”الشعب السوري واحد” و”لا للحرب ونعم للسلام في سوريا المستقبل”. كما هتف بعضهم “لا للحرب على مناطقنا، لا للهجوم التركي على روجآفا”، وهو الاسم الذي يطلقه الكورد على الإدارة الذاتية في المنطقة.
وذكر تابلر أن قيادة قسد عرضت إخراج المقاتلين غير السوريين من بين صفوفها، وهم قد يكونوا يمثلون حزب العمال الكوردستاني، وهو العدو اللدود لتركيا منذ سنوات.
من جهتها تعهدت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الخميس بقتال تركيا والجماعات التي تدعمها في مدينة كوباني بشمال سوريا.
يأتي ذلك في وقت قال فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن اشتباكات عنيفة تدور في مدينة منبج شمال شرقي محافظة حلب بالشمال السوري، بين الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا وقوات مجلس منبج العسكري المدعومة من قوات سوريا الديمقراطية.
وبشأن موقف واشنطن من هذه التحركات العسكرية، قال تابلر إن الولايات المتحدة عززت قواتها في كوباني (شمال سوريا)، كرسالة لتركيا وثني الفصائل المعارضة عن القيام بهجوم، ولكن في الوقت ذاته لا تزال أنقرة تريد إخراج مقاتلي حزب العمال الكوردستاني من كل المناطق السورية.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس سقوط 21 مقاتلا من الفصائل الموالية لتركيا بعدما هاجموا موقعا يسيطر عليه الكورد قرب مدينة منبج في شمال البلاد رغم تمديد وقف لإطلاق النار برعاية الولايات المتحدة في المنطقة.
وجاء التمديد في ظل المخاوف من هجوم تركي على بلدة كوباني المعروفة أيضا باسم عين العرب الحدودية الخاضعة للسيطرة الكردية والواقعة على بعد حوالي 50 كلم شمال شرق منبج، في وقت اتهمت قوات سوريا الديمقراطية في بيان الخميس تركيا بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية الخميس أن استعدادات الجيش التركي “ستتواصل” عند الحدود التركية السورية إلى أن يقوم المقاتلون الكورد في شمال سوريا بـ “إلقاء السلاح”.
وبعدما عانى الكورد خلال حكم عائلة الأسد من تهميش وقمع طيلة عقود حرموا خلالها من التحدث بلغتهم وإحياء أعيادهم وتم سحب الجنسية من عدد كبير منهم، أقاموا خلال سنوات النزاع إدارة ذاتية في شمال شرق سوريا ومؤسسات تربوية واجتماعية وعسكرية، في حين شكلوا رأس حربة في قتال تنظيم داعش.