أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ترحيباً بالخطوات المتخذة على صعيد الحوار مع زعيم حزب العمال الكوردستاني PKK السجين عبد الله أوجلان بهدف إنهاء الإرهاب في تركيا لكنه أكد أنه ليس من الوارد العفو عنه أو إطلاق سراحه ووضعه قيد الإقامة الجبرية.
وفي تعليق على الحوار الذي انطلق بمبادرة من حليفه رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، لحل حزب العمال الكوردستاني وإلقاء أسلحته وإنهاء الإرهاب في تركيا من خلال دعوى يطلقها أوجلان من خلال البرلمان التركي، مع الوعد بالنظر في إجراءات لإطلاق سراحه، قال أردوغان: في حال «إطلاق الدعوة اللازمة» واتخاذ المسلحين الخطوات اللازمة، فإن تركيا كلها ستفوز.
وأضاف أردوغان خلال كلمة أمام المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم الأربعاء أنه «إذا لم تستجب المنظمة الإرهابية حزب (العمال الكوردستاني) لمثل هذه الدعوة (حل الحزب)، وإذا لم تظهر الهياكل التابعة لها الإرادة المتوقعة منها، فإننا سنحقق هدفنا المتمثل في (تركيا من دون إرهاب)، من خلال وسائل أخرى… المنظمة الإرهابية تقترب من نهايتها».
وتابع: «نحن لا نتراجع عن حل مشكلاتنا المزمنة بطريقة بناءة تجاه التطورات في المنطقة، هناك قضية إرهاب مستمرة منذ 40 عاماً، وشهدنا خلال الأشهر الأخيرة سلسلة من التطورات، إذا استجابت المنظمة فإن ذلك سيكون لصالح الجميع الأتراك والكورد والعرب والتركمان».
الحوار مع أوجلان
وقال الرئيس التركي: «إن هدفنا هو إزالة حواجز الإرهاب وتعزيز روابط الأخوة، ورأينا الاتصالات التي أجريت في الفترة الأخيرة بعد المبادرة التي أطلقها السيد دولت بهجلي رئيس حزب (الحركة القومية) شريك العدالة والتنمية في (تحالف الشعب)، وكان موقف غالبية الأحزاب إيجابياً من خلال اللقاءات التي أجريت معها، الجميع، باستثناء بعض الأحزاب، (في إشارة إلى حزبي الجيد والنصر القوميين)، يدعمون تركيا خالية من الإرهاب، ويسعدنا أن نسمع أن الجهات الفاعلة الأخرى تتصرف أيضاً بروح المسؤولية».
وأجرى وفد من حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب على مدى الأسابيع الماضية لقاءات بدأت بالاجتماع مع أوجلان في محبسه بسجن جزيرة إيمرالي في جنوب بحر مرمرة غرب تركيا، في 28 ديسمبر / كانون الأول الماضي، أكد خلاله الاستعداد لتوجيه النداء اللازم لـ PKK لإلقاء السلاح، على أن يشارك البرلمان والأحزاب السياسية في هذه العملية.
وأجرى الوفد المؤلف من نائبي الحزب، لقاءات مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموش وقادة وممثلي أحزاب البرلمان، وسياسيين كورد سجناء، وينتظر أن يعقد لقاء ثانياً مع أوجلان.
ونفى أردوغان أن تكون العملية الحالية تتضمن عفواً عن أوجلان، الذي أمضى بالسجن 25 عاماً من عقوبة بالسجن مدى الحياة لتأسيسه وقيادته منظمة إرهابية، قائلاً: «لا يوجد شيء اسمه عفو، لا عفو عن قتلة الأطفال».
وقال أردوغان رداً على أسئلة لنواب الحزب الحاكم، عما إذا كان سيتم العفو عن أوجلان أو الإفراج عنه ووضعه تحت الإقامة الجبرية، إنه «لا يوجد شيء اسمه العفو أو الإقامة الجبرية، الرجل نفسه (أوجلان) لا يريد الخروج من السجن، من أين تأتي هذه الأشياء؟ لا عفو عن قتلة الأطفال».