دعا قيادي كوردي سوري، أمس الاثنين، الحكومة السورية الجديدة إلى عدم تكرار أخطاء الماضي، وتجنب التعامل بعقلية النظام السابق مع المكونات القومية الأصيلة في سوريا، مشيراً إلى أنه من غير الممكن إدارة سوريا عبر تيار سياسي واحد، أو فصيل أو حتى حزب بمفرده، كما لا يمكن بأي شكل من الأشكال العودة بالبلاد إلى ما كانت عليه في ظل النظام البائد.
وقال نشأت زازا، القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا لوكالة (باسنيوز)، «مع اقتراب موعد الإعلان عن الحكومة الجديدة في الأول من مارس / آذار، نرى أن تشكيل أي حكومة في المرحلة المقبلة يستوجب مجموعة من العوامل الأساسية وعلى رأسها الشراكة، والتوازن، والتوافق، حيث ستكون هذه الركائز الضمانة الحقيقية للاستقرار السياسي، والاقتصادي، والأمني».
وأضاف: «بخلاف هذه المبادئ فإن الحكومة المقبلة ستكون حكومة عقائدية ذات توجه إسلامي صرف، وهو ما يعد مغامرة سياسية محفوفة بالمخاطر، ونعتقد جازمين بأن تكون لها انعكاسات سلبية على الأهداف والتطلعات التي أسستها الثورة».
أما فيما يخص التوجهات الدولية والمطالب الداخلية، قال زازا: «هي واضحة ولا تحتاج إلى تأويل أو اجتهاد، إذ لا يمكن لسوريا المستقبل إلا أن تكون دولة ديمقراطية تشاركية تجمع جميع الأطياف والمكونات، وبعيدة عن أي شكل من أشكال تمويل الإرهاب والإرهابيين».
وتابع: «إن أي محاولة للخروج عن هذا التوجه سواء عبر تصريحات معسولة أو مخادعة لا تتماشى مع مسار العملية السياسية الحالية ستكون لها عواقب وخيمة. فمن المعروف أن مسألة رفع العقوبات أو تعليقها في هذه المرحلة تعتمد بشكل أساسي على النتائج السياسية الفعلية على الأرض».
وأوضح زازا بالقول: «انطلاقاً من هذه الحقائق، من غير الممكن إدارة سوريا عبر تيار سياسي واحد، أو فصيل أو حتى حزب بمفرده، كما لا يمكن بأي شكل من الأشكال العودة بالبلاد إلى ما كانت عليه في ظل النظام البائد. وأي رهان على هذا الخيار سيكون انتحاراً سياسياً، خاصة في ظل وجود قوى إقليمية ودولية وازنة تمتلك مصالح جيواستراتيجية في مستقبل سوريا».
وقال: «نوجه رسالة إلى الحكومة الجديدة في دمشق ندعو فيها إلى عدم تكرار أخطاء الماضي، وتجنب التعامل بعقلية النظام السابق مع المكونات القومية الأصيلة في سوريا، كما نحذرها من الغرور السياسي وسط أجواء النشوة والنصر، فسوريا بلد غني بموارده المتنوعة والتي تكفي الجميع، وأي محاولة لإقصاء الآخر أو احتكار السلطة لن تجلب الاستقرار مهما طال الزمن أو تعاظمت القوة».
وختم نشأت زازا بالقول: «ندعو الشعب الكوردي إلى رص الصفوف والإسراع في تحقيق وحدة الصف والموقف الكوردي الذي يدعمه القائد والرئيس مسعود بارزاني، والاستفادة أيضاً من الدعم الدولي والعربي بالانفتاح على كافة الأطر السياسية المؤمنة بسوريا جديد، سوريا لكل السوريين».