ئاژانسی هەواڵی زاگرۆس

زيارة الحكيم إلى القاهرة ترتيب مشترك مع السوداني لعزل المالكي

أربكت زيارة رئيس تيار الحكمة العراقي عمار الحكيم إلى القاهرة الترضيات التي أقدم عليها الإطار التنسيقي منذ أيام بمنح مناصب رفيعة في المؤسسات الحكومية بهدف إثنائه عن مسار الانفتاح على الدول العربية الذي تنظر إليه إيران على أنه يمكن أن يهدد مصالحها، في وقت تقول فيه مصادر سياسية عراقية مطلعة إن ترتيب زيارة الحكيم إلى مصر تم بتنسيق مباشر مع رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني ضمن سعيه لعزل زعيم الإطار التنسيقي نوري المالكي.

وتؤكد المصادر السياسية العراقية أن الانفتاح على الدول العربية ليس خيارا خاصا بالحكيم بل يمثل توجها أبرز من يتبناه السوداني الذي يعمل على أن يزيد من حضور الدولة العراقية من خلال ربط علاقات عربية أوسع سواء مباشرة عبر زيارات مسؤولين حكوميين أو من خلال شبكة علاقات سياسية تشترك فيها شخصيات عراقية تدعم توازن العراق في علاقاته الخارجية وعدم رهنه بإيران.

والثلاثاء استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عمار الحكيم والوفد المرافق له، بحضور حسن رشاد رئيس المخابرات العامة.

ويعتقد مراقبون أن زيارة الحكيم إلى القاهرة ستزيد من الانتقادات الموجهة إليه من الإطار التنسيقي وجمهوره لكونه يتصرف من خارج الموقف الشيعي الموحد مثلما تريد إيران في ظل مخاوف لديها من أن تعمل جهات عربية بدعم أميركي على إرباك الدور الإيراني في العراق.

لكن المشكلة بالنسبة إلى إيران تتمثل في أن الانفتاح على العمق العربي لا يتم من قبَل شخصيات سنية وإلا لكان من السهل عليها تحويل وجه الصراع إلى بعده الطائفي وخطاب التخوين، ما يساعدها على تقوية وحدة الأحزاب الشيعية الحليفة لها.

والاختراق الذي تخشاه طهران يتم عبر شخصيات شيعية ذات وزن وتاريخ مثل عمار الحكيم، ومن الصعب عليها أن تحذر من خطر تراجع نفوذ الشيعة في العراق عبر زياراته الخارجية لأنه محسوب عليها.

وتيار الحكمة العراقي، الذي تأسس عام 2017، من الأحزاب والجماعات المنضوية في كتلة الإطار التنسيقي الشيعي المسيطرة على البرلمان العراقي تحت اسم “تحالف قوى الدولة”.

وجرى حديث عن أن تيار الحكمة، الذي يرأسه الحكيم، سيحصل على مناصب حكومية رفيعة، ضمن مساع إيرانية لتقوية الصف الشيعي ومنع اختراقه. لكن المصادر العراقية السابقة تؤكد أن توزيع الصلاحيات والمناصب التي جرى الحديث عنها يأتي بمبادرة من السوداني الذي يريد إشراك شخصيات عراقية تحت مظلة علاقات الحكيم وتكون غير محسوبة على إيران.

وتجد إيران صعوبة في السيطرة على تناقض المصالح داخل مجموعاتها في العراق، ما يهدد وضعها هناك في ظل الضغوط الدولية المتزايدة عليها.

ويرفض المالكي الشراكة مع الحكيم لكونه شخصية قديمة ولديها خبرات وامتداد داخل البيت الشيعي في العراق، وهو الوحيد -من بين الوجوه الشيعية الحالية- الذي يهدد رغبة المالكي في العودة إلى الواجهة السياسية وتنصيب نفسه مرشحا لرئاسة الحكومة في المستقبل مستفيدا من انشغال إيران بظروفها الداخلية والتهديدات الخارجية.

وتتحدّث أوساط سياسية عراقية عن خلافات مكتومة تعتمل داخل الإطار التنسيقي بسبب ما تعتبره قوى مشاركة فيه تجاوزات من قبل المالكي على “مفهوم الشراكة الذي بني عليه الإطار” ومحاولته التفرّد بالقرار وفرض وجهات نظره على حكومة محمد شياع السوداني على أساس أنّه أكثر منه خبرة ودراية بشؤون الدولة وأوسع اطلاعا على ملفّاتها.

وتُعرف عن المالكي طوال مشاركته في العملية السياسية الجارية في العراق منذ أكثر من عقدين براعته في تشكيل التحالفات المصلحية الظرفية، وأيضا سرعة انقلابه عليها بمجرّد أن يتمكّن من تحقيق أهدافه، وهذا أهم أسباب الخلاف مع الحكيم.

ورغم أن انفتاح الحكيم على بعض الدول العربية لم يفض إلى نتائج ملموسة ولم يتجاوز مرحلة النقاشات، إلا أن الإيرانيين يتخوفون من أن يكون هذا التقارب مدخلا للسيطرة على العراق والإحلال محل نفوذ إيران في حال تم استهدافها من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وفي أغسطس 2022 زار الحكيم السعودية وتم استقباله من قبَل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وقال الحكيم آنذاك إنه تم خلال اللقاء التأكيد على أهمية التكامل بين البلدين ومردوده الإيجابي على مختلف قطاعات التعاون الثقافي والاقتصادي والعلمي.

وتزيد زيارة الحكيم إلى مصر واستقباله على أعلى مستوى، كما حصل قبل عام في زيارة سابقة حين استقبله الرئيس المصري، منسوب التوتر بينه وبين خصومه من القوى التي تدور حول المالكي.

‏وصرح المتحدث الرسمي باِسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي بأن السيسي شدد خلال اللقاء على أهمية الحفاظ على أمن العراق واستقراره.

وأوضح الشناوي أن اللقاء تناول تطورات الأوضاع في المنطقة، حيث تم التأكيد على ضرورة مواصلة الجهود لاستعادة الاستقرار في دول الإقليم، وأهمية تجنب التصعيد، وأن نشوب صراع إقليمي سوف تكون له تداعياته السلبية على جميع دول المنطقة ومقدرات شعوبها.

وبعد اللقاء مباشرة نشر عمّار الحكيم أبرز المحاور التي تداولها مع السيسي، عبر حسابه الرسمي في منصّة إكس. وأعرب للسيسي عن “بالغ تقديره لموقف مصر الراسخ في دعم القضية الفلسطينية، ودعمه لجهود مصر قيادة وشعبا في منع تهجير الشعب الفلسطيني.”

كما استعرض الحكيم “تطور العلاقات بين العراق ومصر وسبل تعزيزها وتقوية أواصرها”، معربا عن “ارتياحه” في هذه العلاقة. ومن أوجه التعاون أشار الحكيم إلى “مشاريع إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية” التي تتولاها شركات مصرية داخل العراق، وقد أشاد بهذه الجهود.

 

العرب

هەواڵی پەیوەندیدار

استنفار عراقي رسمي لتأمين زوار أربعينية الإمام الحسين

کەریم

إيران «تدرس» نقل العاصمة إلى مكران على ساحل خليج عمان

کەریم

العراق يستقبل المزيد من اللبنانيين ويؤكد قدرته على حماية أجوائه

کەریم