وجه الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، رسالة إلى الطائفة العلوية في سوريا، بعد أعمال العنف والقتل التي شهدتها مناطق غرب البلاد خلال اليومين السابقين، والاتهامات التي وجهت إلى السلطة السورية الجديدة بارتكاب “مجازر” بحق العلويين.
وقال الصدر في بيان نشره على منصة إكس “نهيب بالأخوة العلويين التصرف بحكمة وحذر حفاظا على وحدة الصف السوري، وتضييع الفرصة على المتشددين والمتربصين”.
ودعا الصدر الحكومة السورية الجديدة إلى “الابتعاد عن العنف والطائفية، وذلك لأجل ألا يتم اتهامهم بأنهم دواعش وإرهابيون”.
وطالب الدول المجاورة لسوريا يعدم التصعيد في تصريحاتهم “لكي لا يزداد الأمر سوءا”. مشيرا إلى أنه لم يتدخل سابقا في الثورة السورية ضد الدكتاتور، لكنه لا يستطيع الوقوف “بلا إعلان موقف مما يحدث في سوريا من اعدامات بشوارعها”.
وحذر الصدر في نهاية بيانه، الحكومة السورية “من التشبه بالدكتاتور المخلوع .. وإلا فإن المتضرر الوحيد هو الشعب السوري الأبي” حسب تعبيره.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عدد قتلى أعمال العنف والإعدامات والاشتباكات في الساحل السوري ارتفع إلى ألف شخص.
ووصف المرصد ما جرى في المنطقة بأنها عمليات “إبادة جماعية ممنهجة” ضد العلويين، في ظل توثيق مقتل أكثر من 500 مدني على يد “قوات الأمن ومجموعات رديفة لها”.
وفي وقت سابق، أعربت وزارة الخارجية العراقية، عن قلقها البالغ إزاء التطورات الأمنية الجارية في غرب سوريا، وأكدت موقف العراق الثابت والداعي إلى ضرورة حماية المدنيين.
وأعربت الوزارة أيضا عن “رفضها المطلق لاستهداف المدنيين الأبرياء”، محذرة من أن “استمرار العنف سيؤدي إلى تفاقم الأزمة وتعميق حالة عدم الاستقرار في المنطقة مما يعيق جهود استعادة الأمن والسلام”.
وتشهد العاصمة الأردنية عمان يوم الأحد قمة تشارك فيها وفود رفيعة المستوى من تركيا والأردن وسوريا والعراق لبحث التعاون الأمني والتطورات الإقليمية.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إن المجتمعين سيبحثون الوضع الراهن في سوريا، إلى جانب بحث آليات مواجهة الإرهاب وتعزيز التعاون المشترك بين الدول المشاركة في هذا المجال.
ويقطن الساحل الغربي لسوريا، معقل الطائفة العلوية المنتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد، أقليات مسيحية وإسماعيلية، في بلاد يشكل السنة غالبية سكانها.
واندلعت الخميس أعمال عنف بعد توترات استمرت أياما في منطقة اللاذقية، هي الأولى بهذه الحدة منذ سيطر تحالف فصائل مسلّحة بقيادة هيئة تحرير الشام السنية على الحكم في 8 ديسمبر.