شارك رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، مساء اليوم الاثنين 10 مارس / آذار 2025، في مأدبة إفطار ضمن حدود المحور الخامس غربي كركوك، بحضور عدد من البيشمركة والمزارعين في المنطقة.

وفي كلمة ألقاها خلال اللقاء، قال رئيس الحكومة: «أشعر بالفخر والاعتزاز بأن أشارككم مأدبة الإفطار، فنحن مدينون لتضحيات البيشمركة».

كما أضاف: «لقد شاهدنا جميعًا كيف تصرفت تلك القوات تجاه المزارعين، وكان مشهدًا مؤلمًا للغاية. لكننا لاحظنا أن الرئيس بارزاني لم يتأخر في الرد، حيث تحرك بسرعة وأجرى محادثات مع بغداد، وأكد استعدادنا التام للدفاع عن الحقوق المشروعة لشعب كوردستان، وخاصة حقوق المزارعين. نحن ثابتون على هذا العهد، ولن نتنازل عن أي شبر من أرض هذا الوطن».

وفيما يلي نص كلمة رئيس الحكومة:

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الحضور الكرام، يسعدني أن أكون اليوم في خدمتكم، وأرحب ترحيبًا حارًا بجميع المزارعين الأعزاء والقادة والبيشمركة الأبطال الحاضرين في هذا اللقاء.

أشعر بالفخر والاعتزاز لوجودي هنا هذا المساء بينكم، لتجديد دعمنا لإخوتنا المزارعين، وكذلك للإشادة بالبيشمركة الأبطال الذين يضحون بأنفسهم ليلًا ونهارًا، من أجل أن نعيش نحن بكرامة وأمان.

إن ما قدمه البيشمركة من تضحيات يجعلنا جميعًا مدينين لهم، ومن واجبنا أن نكرّم عوائل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداءً لكوردستان. فرغم غيابهم عنا جسديًا، إلا أن أرواحهم حاضرة بيننا، وطريقهم لن يُغلق، بل سيستمر بفضل البيشمركة الأبطال والشعب المقاوم لهذا الوطن.

لقد شاهدنا جميعًا كيف تم التعامل مع المزارعين، وكان مشهدًا مؤلمًا جدًا. لكننا لاحظنا كيف أن الرئيس بارزاني تحرك بسرعة، وتواصل مع بغداد، وأكد أننا مستعدون بكل الوسائل لحماية الحقوق المشروعة لشعب كوردستان، وخاصة حقوق المزارعين. نحن ثابتون على هذا الموقف ولن نتنازل عن أي شبر من أرض كوردستان.

على الرغم من توقيع العديد من الاتفاقيات والتفاهمات مع الحكومة الاتحادية في بغداد، لا تزال المشاكل قائمة. فمنذ تشكيل الحكومة الجديدة وكتابة الدستور في عام 2005، كان ينبغي حل هذه القضايا. لكن للأسف، كان هناك خطأ كبير في تصنيف هذه المناطق على أنها ‹متنازع عليها›، فهي ليست كذلك، بل هي مناطق كوردستانية محتلة تم انتزاعها من شعبنا بالقوة.

هدفنا هو استعادة جميع الأراضي الكوردستانية بطرق سلمية وعادلة، فنحن لا نرغب في الحرب أو العنف، ولكننا نمتلك إرادة قوية ووحدة داخلية تمكننا من تحقيق ذلك. لا يتعلق الأمر فقط بتطبيق المادة 140 من الدستور، بل بتنفيذ جميع مواده بشكل كامل.

إن وحدة صفوف شعب كوردستان أمر أساسي، والأهم من ذلك تقديم مصلحة الوطن والشعب فوق المصالح الحزبية والشخصية. فإذا كنا متحدين ومستعدين للتضحية من أجل كوردستان، فلن يستطيع أحد الوقوف في وجهنا.

أتمنى أن نكون جميعًا على مستوى المسؤولية، وأن نواصل العمل لخدمة شعب كوردستان. أؤكد لإخوتي المزارعين أن الرئيس بارزاني وحكومة الإقليم ملتزمون بحماية حقوقكم، وسنواصل الحوار مع بغداد ومع حلفائنا الدوليين للوصول إلى حل جذري لهذه القضية.

إن قضية كركوك لن تُحل عبر منح منصب هنا أو هناك، بل يجب حلها بشكل جذري ومنهجي. فكركوك قلب كوردستان، وستعود يومًا إلى حضنها، ليس فقط من خلال توزيع المناصب، بل بإرادة وصمود شعب كوردستان. لا توجد قوة أقوى من إرادة هذا الشعب، ولكن علينا أن نكون مستعدين للتضحية من أجل وطننا ومستقبلنا.

أنا سعيد جدًا برؤية هؤلاء القادة والبيشمركة الأبطال الحاضرين هنا، الذين هم على استعداد للتضحية من أجل أرض كوردستان وكرامة هذا الشعب.

أشكركم جميعًا، وأتمنى لكم النجاح والتوفيق دائمًا.

وفي الختام، أود أن أهنئكم بمناسبة شهر رمضان المبارك، وأدعو الله أن يتقبل صيامكم وصلواتكم، وأن يعم الخير والازدهار على كوردستان يومًا بعد يوم.

شكرًا جزيلًا لكم.