رغم مرور أكثر من عقدين على سقوط نظام حزب البعث في العراق، لا يزال المواطنون ينتظرون حملة حقيقية لتحسين الواقع الخدمي، في ظل تعاقب الحكومات الفيدرالية دون تحقيق نقلة نوعية في هذا الملف.
فقد حالت الصراعات الطائفية، وهجمات الإرهاب، والانقسامات الحزبية والقومية، إلى جانب الفساد المستشري، دون تحقيق تطلعات العراقيين.
وفي هذا السياق، يشير المحلل السياسي عباس الجبوري لكوردستان24 إلى أن “الحكومة العراقية، رغم ميزانياتها السنوية الضخمة، لم تتمكن من تحقيق الإعمار والتقدم كما فعلت حكومة إقليم كردستان التي تعمل بإمكانات أقل ودون استلام حصتها الكاملة من الموازنة الاتحادية”.
وأضاف الجبوري: “الذين يديرون كوردستان استطاعوا تنفيذ مشاريع إعمار ناجحة، في حين أن محافظات الجنوب التي تُخصّص لها ميزانيات ضخمة سنوياً ما زالت تعاني من انهيار في البنى التحتية، ما يعكس فشلاً كبيراً في إدارة الدولة منذ عام 2003”.
وكانت حكومة محمد شياع السوداني قد بدأت ولايتها تحت شعار “حكومة الخدمات”، وأطلقت مشروعاً لتجميل العاصمة بغداد. غير أن هذا المشروع واجه عراقيل من نوع مختلف، حيث يقول متعهدون إنهم أُنجزوا أعمالهم بالكامل دون الحصول على مستحقاتهم المالية.
وفي هذا الصدد، قال مصطفى أمين، مدير إحدى شركات المقاولات في بغداد لكوردستان24: “نفذنا المشاريع وسلمناها للحكومة، بل وانتهت فترة الصيانة أيضاً. هذا الإنجاز لم نشهد مثله منذ عام 2003، ولكننا اليوم نطالب بـ60 مليار دينار كمستحقات عن تنفيذ تلك المشاريع، بمشاركة 31 شركة. للأسف، نشعر أننا تعرضنا للخداع”.
منذ عام 2003، تتصدر الخدمات الأساسية مطالب الشارع العراقي، بدءاً من مياه الشرب والكهرباء الوطنية، إلى جمع النفايات وتعبيد الشوارع وتوسيع المساحات الخضراء. كما تتكرر المطالب بتعيين الخريجين وتوفير الأمن والاستقرار. وعلى خلفية هذه المطالب، شهد العراق عشرات المظاهرات والاحتجاجات، دون أن تُحقق نتائج ملموسة حتى الآن.
