أكد الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، اليوم الأربعاء، على ضرورة احترام كل الأديان وان جوهر الدين هو الاخلاق ، مشيرا الى ان الهدف الرئيسي من هذا التجمع وهو يوم الصلاة الوطني هو تعريف العالم بثقافة التعايش المشترك وقبول الآخر وحرية الفكر والمعتقد والدين والمذهب، تلك الثقافة الغنية التي تمتلكها كوردستان والتي نعتز ونفتخر بها.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس بارزاني خلال مراسم “يوم الصلاة الوطني”، تحت شعار “نحو الوحدة في الإيمان” التي انطلقت فعالياتها في العاصمة أربيل
وقال الرئيس بارزاني في كلمته: ” قبل أن أبدأ خطابي، أود أن أعبّر مرة أخرى عن تضامننا مع جميع محبي السلام والإنسانية في العالم، على إثر فقدان رجل عظيم محب للسلام والإنسانية، وهو قداسة بابا الفاتيكان”.
واضاف ” أتمنى أن يساهم هذا اللقاء (يوم الصلاة الوطني) في تعميق وتوسيع هذه الأخوة والتعايش في إقليم كوردستان، فالهدف منه هو تعريف العالم بثقافة التعايش المشترك وقبول الآخر وحرية الفكر والمعتقد والدين والمذهب، تلك الثقافة الغنية التي تمتلكها كوردستان والتي نعتز ونفتخر بها ونصر على حمايتها والاستمرار على هذا الطريق “.
مشيرا الى ان عبادة الله نقطة مشتركة لجمع الأديان المختلفة ، الحق لايُجّزء ، وهناك العديد من السبل للوصول الى الحق والأديان المقدسة جميعها التي تقبل بوحدانية الله كلها تبحث عن هذه الحقيقة ويجب احترام ها كلها ، وجوهر الدين هو الاخلاق “.
وتابع الرئيس بارزاني ، يقول الرومي (جلال الدين الرومي): ” الحق مثل قمة الجبل وهناك العديد من الطرق للوصول اليها لكن الهدف واحد وهو الوصول للحق”.
مردفاً ” منذ بداية حكم مشيخة بارزان بقيادة الشيخ عبدالسلام بارزاني والشيخ احمد بارزاني ، كان احترام الأديان المختلفة وقبول الاخر كان جزءاً اساسياً من عقيدتنا ، وهذا استناداً الى قول الله تعالي في القران الكريم (بسم الله الرحمن الرحيم ، يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وهذه الآية الكريمة بمثابة الدليل لنا لكي نعرف كيف نستمر على هذه العقيدة وهو التعايش المشترك وقبول الآخر “.
كما أكد الزعيم الكوردي أنه “على امتداد التاريخ وعندما كان الظالمون يهاجمون كوردستان لم يكونوا يفرقون بين المسلمين والمسيحيين والايزيديين واحرقوا القرى كلها، وتم تهجيرهم وابادتهم ودفنوهم احياء ، وفي النهاية قامت داعش بنفس الشيء، و حاربت المسلمين والمسيحيين وجميع الأديان، وارتكبوا جرائم كبيرة جدا، لكن قوات البيشمركة بالمقابل قامت بشجاعة لامثيل لها بالدفاع عن هذه المكونات جميعا وحطموا اسطورة داعش لكن بتضحيات كبيرة وهي نحو 12 الف شهيد وجريح “.
مستدركاً ” لتكن هذه البداية ، ومن الآن فصاعداً ، ان يتم تنظيم مثل هذه التجمعات ، لكي نعرف كلنا وقبل كل شيء ، اننا كلنا عباد الله وكلنا اخوة واخوات في الإنسانية”.
واختتم الرئيس بارزاني كلمته قائلا: “بالمحبة و تقبل الاخر يمكننا أن نعيش جميعا سوية بسعادة، لكن بالقوة والظلم لا الظالم ولا المظلوم يستطيعان العيش في راحة ، ورسالة كل الانبياء والرسل ووصاياهم كانت تنص على مد يد الاخوة والتعايش المشترك ، ان يهدي الجميع وان يسود السلام والاخوة في المنطقة والعالم وأتمنى ان تقضوا وقتاً ممتعاً في كوردستان ونحن فخورون بكم ونرحب بكم مرة أخرى احر ترحيب ، كما اشكر كل الذين نظمو هذا التجمع ، والسلام عليكم “.