هدد زعيم ميليشيا عراقية، اليوم الأربعاء، الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن عناصره مستعدة لتصعيد حملتها بشكل كبير إذا لم تقم واشنطن بسحب كامل قواتها من العراق، فيما أشار إلى أن ما تسمى بـ «المقاومة العراقية» تستطيع الذهاب إلى ما هو أبعد من هجوم حماس يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ضد القواعد الأمريكية بالمنطقة.
جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها مجلة ‹نيوز ويك› الأمريكية، مع الأمين العام لميليشيا ‹الوعد الصاق›، محمد التميمي.
تهديد بايدن
وميليشيا ‹فيلق الوعد الصادق›، هي واحدة من فصائل عدة تجمعت معاً كجزء مما تسمى بـ «المقاومة الإسلامية في العراق»، التي شنت حملة من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار شبه اليومية ضد القوات الأمريكية المتمركزة في العراق وسوريا في منذ تشرين الأول/ نوفمبر 2023، ولغاية كانون الثاني/ يناير 2024، عندما اتخذ الهجوم منعطفاً مميتاً بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين على الحدود العراقية الأردنية السورية.
ومع تحرك الحكومة العراقية لإخراج القوات الأمريكية، أوقفت بعض «فصائل المقاومة» في العراق، حملتهم إلى حد كبير، وبدلاً من ذلك حولوا أنظارهم إلى إسرائيل.
وفي هذا الصدد، قال التميمي للمجلة الأمريكية، إن القوات الأمريكية ستقابل بهجوم يتجاوز حتى هجوم حماس المدمر في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على إسرائيل (في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى)، إذا فشل بايدن «المتهور والخرف»، حسب وصفه، في نهاية المطاف في سحب الجنود الأمريكيين من البلاد.
وأضاف: «إذا لم يتم التوصل إلى الاتفاق، فسنطرد الأمريكيين بالتوابيت من العراق، وسنذل إدارة (البيت الأسود)، وسيرون من هي المقاومة وما هي قدراتها، خاصة الآن بعد أن أصبح لدينا طائرات بدون طيار وصواريخ ذكية بعيدة المدى».
وبحسب المجلة، فإن الحرب في غزة كانت بمثابة حافز جديد للعمليات المناهضة للولايات المتحدة، إذ اتحدت جماعات مختلفة مثل (كتائب حزب الله وحركة النجباء) وغيرها لتشكيل «المقاومة الإسلامية في العراق»، والتي قال التميمي إن ‹فيلق الوعد الصادق› و«مجاهديه، كانوا أيضاً جزءاً أساسياً منها».
واعتبر التميمي، أن «دور المجاهدين في الفيلق هو الدفاع عن أرض العراق، وهذا حق تضمنه القوانين الإلهية والمعاهدات الدولية، وبالنسبة لقيادة ومجاهدي الفيلق، فإن استهداف الاحتلال الأمريكي في العراق هو واجب مشروع ووطني وأخلاقي، وسيادة العراق واجب يجب على الجميع احترامه»، حسب تعبيره.
وتابع: «كان دور مجاهدي الفيلق هو استهداف أي وجود أمريكي واضح واستهداف الكيان الصهيوني».
دور إيران
ورداً على سؤال لـ ‹نيوزويك›، خلال مؤتمر صحفي، أكد المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاجاري أن «هناك علاقة بين حزب الله والحوثيين والميليشيات في العراق وسوريا، وكلها تسيطر عليها إيران».
وأضاف هاجاري في ذلك الوقت: «لقد احتلت إيران بطريقة متطورة للغاية لبنان واليمن والعراق وسوريا، باستخدام تلك البلدان لشن حرب ضد إسرائيل، ولكن ليس فقط ضد إسرائيل، بل ضد البلدان السنية وأيضاً ضد المدنيين الأبرياء من العالم الغربي».
ورفض التميمي أيضاً فكرة أنه قاد مجموعة ترعاها إيران، لكنه يشهد على مستوى متزايد من التنسيق بين الفصائل الدولية المتحالفة مع ما تسمى بـ «محور المقاومة».
وزعم الأمين العام لميليشيا ‹فيلق الوعد الصادق›، أن «الفيلق عراقي، ومجاهدوه عراقيون»، مستدركاً بالقول: «لدينا تنسيق مع فصائل المقاومة في لبنان أو اليمن أو غزة.. لكن ليس لدينا تنسيق مع أي بلد، فقط مع المقاومة، ونحن مع وحدة المقاومة».
ومع وجود إسرائيل الآن في المقام الأول على مرأى هذه الفصائل، وتراجع العمليات ضد القوات الأمريكية بشدة، حدد التميمي «الاستراتيجية» وراء ما أشارت إليه «المقاومة الإسلامية» في العراق باسم «المرحلة الثانية» من العمليات.
وأوضح: «كان التغيير في الاستراتيجيات في المقاومة العراقية واضحاً، خاصة بعد الصفقة الأمريكية مع الحكومة العراقية، التي كانت تطلب منا بشكل عاجل وقف العمليات الجهادية في العراق، وفي المقابل، سيكون هناك انسحاب فوري من العراق، وعدم التدخل في الوضع العراقي، وسيتم تسليم الأموال العراقية، التي بذمة الأمريكيين»، حسب قوله.
ومرة أخرى، حذر التميمي، من أن عدم الوفاء بهذه الشروط سيؤدي إلى «تصعيد شامل» ضد القوات الأمريكية، التي حذر من أنها ستفي بنهايتها في العراق.
وقال إن «الشعب العراقي يحترم جميع الشعوب ولكنه يرفض الوجود العسكري على أرض العراق. وإذا لم تنسحب هذه القوات، فسيتم إرسالها مع التوابيت، وسندمر القواعد الأمريكية»، وفق قوله.
وتابع: «نحن قادرون على تنفيذ عمليات أكثر من حركة حماس في اقتحامها لقواعد الكيان الصهيوني.. نحن قادرون على تحطيم هذه القواعد».