استقبل الرئيس مسعود بارزاني، اليوم السبت، 30 آذار 2024، في مصيف صلاح الدين، ألينا رومانسكي، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق.
وخلال اللقاء تم التباحث بشأن الأوضاع السياسية في العراق والمنطقة، وتسليط الضوء على الأوضاع الداخلية في إقليم كوردستان وانتخابات برلمان كوردستان، وبهذا الصدد وحول بيان المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني ومطالب وشروط الحزب الديمقراطي للمشاركة في الانتخابات، أعربت السفيرة الأمريكية في العراق عن تفهم تحفظات وملاحظات الحزب الديمقراطي فيما يتعلق بالانتخابات، مبينةً أنهم تحدثوا عن مطالب وشروط الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع بعثة الأمم المتحدة “يونامي” والأطراف السياسية العراقية، وأشارت إلى أن الولايات المتحدة ترغب بوجود إقليم كوردستان قوي ومستقر إلى جانب استمرار الحوار مع الأطراف الأخرى من أجل التوصل إلى حلول.
وشكر الرئيس بارزاني خلال اللقاء الاهتمامَ والصداقة الأمريكية، مشيراً إلى أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني كان دائماً مع إجراء الانتخابات، لكن الأطراف الأخرى عرقلت لعامين إجراء الانتخابات والآن تقوم من خلال دعم خارجي وعن طريق مؤسسة غير دستورية بمحاولة فرض آلية للانتخابات بعيدة عن الأسس القانونية والدستورية، ومع ذلك يتم التلاعب سياسياً بموازنة وقوت شعب كوردستان منذ 2014 من أجل تقويض مكانة إقليم كوردستان.
وأشار الرئيس بارزاني إلى أن حرب تجويع شعب كوردستان تهدف إلى التضييق على المواطنين، فالعراق يمارس منذ زمن طويل سياسة إقصاء وإضعاف إقليم كوردستان والآن يتم استخدام المحكمة الاتحادية كسلاح وأداة لمواصلة هذه السياسة.
وخلال الاجتماع، لفت الرئيس بارزاني إلى أن بيان المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني واضح للغاية، فالحزب الديمقراطي داعم لإجراء الانتخابات لكن على أن تكون انتخابات شفافة وتعبر عن إرادة شعب كوردستان بعيداً عن التدخلات الخارجية وفرض سياقات غير قانونية بما يجعل النتائج محسومة لصالحهم مسبقاً وحتى قبل إجراء الانتخابات، ولا يمكن إجراء الانتخابات بدون مشاركة المكونات أو تشكيل برلمان لا يضم ممثلي المكونات، في الوقت ذاته فأن لدى الحزب الديمقراطي الكوردستاني مجموعة من التحفظات والملاحظات الفنية على آلية توزيع مقاعد المحافظات وطريقة عمل المفوضية، وينبغي على الأطراف العراقية الالتزام بالاتفاقية التي أبرمت خلال تشكيل ائتلاف إدارة الدولة والتي لم يتم تطبيق أي بند فيها حتى الآن.
وشدد الرئيس بارزاني على أن مشاكل إقليم كوردستان لا تقتصر على الانتخابات فقط بل تشمل قطع قوت ورواتب المواطنين والاعتداءات على الإقليم وممارسة سياسات خاطئة بحق إقليم كوردستان.
وفي معرض حديثه، ذكر الرئيس بارزاني أنه إذا ما كانت جميع الأطراف راغبة بمشاركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الانتخابات فلا بد عليها من الأخذ بنظر الاعتبار ملاحظات الحزب الديمقراطي الكوردستاني من أجل إجراء انتخابات شفافة ونزيهة تخدم الاستقرار والعملية الديمقراطية، متسائلاً: أي نوعٍ من الاستقرار سيتحقق عبر انتخابات تُجرى وفق أجندات خارجية ومن خلال تدخلات غير قانونية ومتعارضة مع الدستور بُغية فرض شرعية مُزيفة؟ وكيف لها أن تُعبّر عن الإرادة الحقيقية للناخبين؟
وشدد الرئيس بارزاني على أن موقف الحزب الديمقراطي وملاحظاته واضحة وجليّة، ودعا المجتمع الدولي والأطراف السياسية العراقية إلى دعم إجراء انتخابات نزيهة وشفافة وشرعية والنأي بها عن أي نوع من التدخلات.