قالت مصادر تركية إن الرئيس رجب طيب إردوغان سيزور العراق في 22 أبريل (نيسان) الحالي بعد آخر زيارة قام بها منذ 12 عاماً.
ونقلت قناة «إيه خبر» القريبة من الحكومة التركية عن المصادر أنه سيتم خلال زيارة إردوغان للعراق، التي جرى التحضير لها بشكل نشط خلال الأسابيع الماضية، التوقيع على حزمة من الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم، بما في ذلك مذكرة للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
وأكد مسؤول في مكتب رئيس الحكومة محمد شياع السوداني موعد زيارة إردوغان، وقال إنه في «22 أبريل المقبل»، واصفاً المباحثات المرتقبة بالمهمة، والتاريخية للبلدين.
وكانت الجولة الثانية من الاجتماعات الأمنية رفيعة المستوى، بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات ومسؤولين آخرين من تركيا والعراق، في بغداد في 13 مارس (آذار) الماضي، في إطار التحضير لزيارة إردوغان.
وتمخضت عن الاتفاق على إنشاء لجان دائمة مشتركة تعمل في مجالات مكافحة الإرهاب، والتجارة، والزراعة، والطاقة، والمياه، والصحة، والنقل.
وعقدت الجولة الأولى في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي في أنقرة، والتي أعقبها زيارات متبادلة لوزراء الخارجية، والدفاع، ومسؤولي المخابرات، والأمن في البلدين، إلى جانب زيارات المسؤولين الأتراك لأربيل.
وتخطط تركيا لشن عملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على وجود «العمال الكوردستاني» في إقليم كوردستان بالتعاون مع بغداد، التي ربطت مشاركتها في هذه الجهود بالتعاون في ملفات الطاقة، والمياه، والنقل، إلى جانب مشروع طريق التنمية، وهو ما لاقى ترحيباً من أنقرة.
وتسعى تركيا من خلال هذه العملية إلى إقامة منطقة عازلة على حدودها الجنوبية بعمق من 30 إلى 40 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية، للقضاء على تهديدات «العمال الكوردستاني» من إقليم كوردستان، وقطع صلته مع «وحدات حماية الشعب» الكوردية، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) المدعومة أميركياً في إطار الحرب على «داعش»، في شمال سوريا، بالتعاون مع بغداد.
وقال الرئيس رجب طيب إردوغان، في مارس الماضي، إنه سيتم الانتهاء من إقامة «حزام أمني» بعمق 30 – 40 كيلومتراً بحلول الصيف المقبل، مع الاستمرار في الإجراءات التي تتخذ لاستكمال المنطقة الأمنة في شمال سوريا.
والشهر الماضي، أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لأول مرة عن الزيارة المرتقبة لإردوغان إلى العراق قائلاً إنها ستجرى في أبريل، دون تحديد تاريخ دقيق، متحدثاً عن صياغة الاتفاقيات ضمن إطار معين حتى هذه الزيارة.
وعقب عودته من بغداد الشهر الماضي، قال فيدان إن الاتفاق الإطاري، الذي يجري العمل عليه، هو اتفاق يشمل التعاون الإقليمي، ليس فقط في مجال الأمن، ولكن أيضاً في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك الطاقة، والمياه، والزراعة، وتشغيل البوابات الحدودية.
ولفت إلى أن إيران يمكنها أن تشارك في المشروعات التنموية المشتركة بين تركيا والعراق أيضاً.
وأكد فيدان أن الأمن هو إحدى ركائز الاتفاق الإطاري الذي تبذل الجهود للتوقيع عليه خلال زيارة إردوغان، و«ستكون هناك مذكرة تفاهم في هذا المجال».
وذكر أن «هناك تعاوناً استخبارياً بين العراق وتركيا، وهناك مجالات تعاون مع بغداد وأربيل تتمحور حول الأمن ومكافحة الإرهاب».
بدوره، قال مستشار الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الدفاع التركية زكي أكتورك، الأسبوع الماضي، إن بغداد أظهرت توجهاً إيجابياً بشأن إقامة مركز عمليات مشتركة مع تركيا يستهدف تنسيق العمليات ضد حزب «العمال الكوردستاني».
وأكدت مصادر في وزارة الدفاع التركية أن هناك اتفاقاً بين أنقرة وبغداد على إقامة منطقة آمنة على الحدود بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً في إقليم كوردستان بحلول الصيف، كما سبق أن أعلن إردوغان.