أعرب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ورئيس وزراء العراق، عن رغبتهما في استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان.
وأكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، والرئيس الأمريكي جو بايدن، عن أهمية ضمان وصول النفط العراقي إلى الأسواق الدولية، وأعربا عن رغبتهما في إعادة فتح خط الأنابيب بين العراق وتركيا.
وجاء ذلك خلال بيان للبيت الأبيض صباح الثلاثاء 16 نيسان 2024، وفقاً للبيان:
“استقبل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جوزيف بايدن جونيور، رئيس وزراء جمهورية العراق محمد شياع السوداني في البيت الأبيض، وأكدا مجددًا التزامهما بالشراكة الاستراتيجية الدائمة بين العراق والولايات المتحدة وناقشا رؤيتهما للتعاون الثنائي الشامل بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق لعام 2008، واتفق الرئيس ورئيس الوزراء على أهمية العمل معًا لتعزيز الاستقرار الإقليمي وتعزيز واحترام سيادة العراق واستقراره وأمنه”.
وأضاف: “أكد الرئيس بايدن ورئيس الوزراء العراقي، أن الاقتصاد العراقي المتنوع والمتنامي، والمتكامل مع المنطقة والنظام الاقتصادي العالمي، هو أساس الاستقرار الدائم في المنطقة والازدهار للشعب العراقي”. وتبادل الزعيمان وجهات النظر حول كيفية قيام التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين الولايات المتحدة والعراق بتعزيز الأهداف المشتركة، بما في ذلك تطوير دولة عراقية قوية ومستقرة تعمل على تعزيز السلام والتقدم في جميع أنحاء الشرق الأوسط الكبير.
الطاقة والبيئة
وأشاد الرئيس بايدن بالتقدم الذي أحرزه العراق نحو الاكتفاء الذاتي من الطاقة، وناقش الزعيمان اهتمام رئيس الوزراء العراقي، بفرص التعاون المستقبلية لضمان تحقيق العراق الاكتفاء الذاتي بحلول عام 2030، بمساعدة الشركات الأمريكية.
وأكد الرئيس بايدن استمرار دعم الولايات المتحدة لجهود العراق لتحديث قطاع الطاقة لديه، وتقليل انبعاثات غاز الميثان، وتحسين الصحة العامة، وتوفير الكهرباء بشكل أكثر موثوقية للشعب العراقي، واستكمال توصيلات الشبكة الكهربائية مع الدول المجاورة، بما في ذلك الجهود المستمرة لربط شبكة العراق، مع الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي، وناقشا الخطط المستقبلية لتنمية موارد العراق بما يضمن استفادة جميع العراقيين من ثروات بلادهم الطبيعية، بما يتوافق مع الدستور العراقي، وأكد رئيس الوزراء العراقي، والرئيس بايدن أهمية ضمان وصول النفط العراقي إلى الأسواق الدولية، وأعربا عن رغبتهما في إعادة فتح خط الأنابيب بين العراق وتركيا.
التكامل الإقليمي والتعاون السياسي
وأكد الرئيس بايدن دعم الولايات المتحدة للعراق في تعزيز العلاقات مع المجتمع الدولي ودول المنطقة لضمان الأمن والاستقرار وتعزيز الرخاء لشعوبه، وتعهد الرئيس بايدن بمواصلة الدعم الأمريكي لتحقيق تكامل اقتصادي أكبر للعراق مع منطقة الشرق الأوسط، و ناقش الرئيس بايدن ورئيس الوزراء العراقي وجهة نظرهما المشتركة بأن إقليم كوردستان العراق جزء لا يتجزأ من الرخاء والاستقرار الشامل في العراق، وفي هذا السياق، أشاد الرئيس بجهود رئيس الوزراء وحكومة إقليم كوردستان للتوصل إلى اتفاقيات دائمة تحل التحديات القائمة منذ فترة طويلة، بما في ذلك الترتيب الأخير لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية في حكومة إقليم كوردستان لمدة شهرين، وشجع على مواصلة التقدم، كما أكد الرئيس دعم الولايات المتحدة لتعزيز الديمقراطية في العراق، بما في ذلك إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في إقليم كوردستان العراق.
الاقتصاد والمالية
وناقش الرئيس بايدن ورئيس الوزراء العراقي، جهود العراق لإصلاح القطاع المالي والمصرفي لربط العراق بالاقتصاد الدولي وزيادة التجارة مع حماية الشعب العراقي من الآثار الضارة للفساد وغسل الأموال، خلال عامي 2023 و2024، قامت البنوك في العراق بتوسيع علاقات المراسلة مع المؤسسات المالية الدولية لتمكين تمويل التجارة، حيث تتم الآن غالبية تمويل التجارة من خلال هذه القنوات، وأكدا أهمية هذه الإجراءات وغيرها لتحسين مناخ الاستثمار في العراق لجذب رؤوس الأموال الأجنبية وتعزيز النمو الاقتصادي، تلتزم الولايات المتحدة والعراق بتعزيز تعاونهما لتحقيق قدر أكبر من الشفافية والتعاون ضد غسيل الأموال وتمويل الإرهاب والاحتيال والفساد والأنشطة الخاضعة للعقوبات التي يمكن أن تقوض سلامة الأنظمة المالية في كلا البلدين، كما التزم الجانبان بدعم البنك المركزي العراقي للإنهاء الكامل لآلية المزادات البرقية بحلول نهاية عام 2024 والانتقال إلى علاقات المراسلة المباشرة بين البنوك العراقية والدولية، وهو التحول الذي سيربط الشعب العراقي والشركات بالاقتصاد الدولي. .
الهزيمة الدائمية لداعش
وناقش الرئيس بايدن ورئيس الوزراء العراقي، التزامهما بعراق مستقر وآمن. واتفقوا على أن قوات الأمن العراقية يجب أن تكون قادرة على ضمان عدم تمكن داعش من إعادة تنظيم صفوفها مرة أخرى داخل العراق لتهديد الشعب العراقي أو المنطقة أو المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، وكرر الرئيس بايدن إيمانه بأن وجود عراق قوي قادر على الدفاع عن النفس أمر بالغ الأهمية للاستقرار الإقليمي وملتزم بتعزيز قدرات قوات الأمن في جميع أنحاء العراق لتأمين أراضي البلاد وشعبها.
وبعد ما يقرب من عشر سنوات من إنشاء التحالف العالمي لهزيمة داعش، ناقش الزعيمان نجاحات التحالف في كل من العراق وسوريا، حيث لعبت جميع قوات الأمن العراقية، بما في ذلك في كوردستان، دورًا حاسمًا في هزيمة داعش على الأرض، وأشادا بالتضحيات التي قدمها الأفراد العسكريون العراقيون والولايات المتحدة والدول الصديقة الأخرى الذين خدموا جنبًا إلى جنب كشركاء خلال الحملة التاريخية ضد داعش، وكذلك المدنيين الذين قتلوا على يد داعش، بما في ذلك المجازر التي وقعت في مخيم سبايكر وجبل سنجار وهيت، وأكد رئيس الوزراء العراقي، على الجهد الوطني المطلوب لهزيمة داعش وناقش أجندته الإيجابية لمواصلة إعادة بناء العراق واستعادة مكانته كمحرك للاستقرار والنمو في الشرق الأوسط الكبير، وأشار الرئيس بايدن إلى أن الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش ستساعد في ضمان أمن العراق والمنطقة والعالم في المستقبل، فضلاً عن قدرته على تحقيق تطلعات الشعب العراقي في التطور الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية وتوفير القيادة الإقليمية.
التعاون الأمني الثنائي الدائم
وناقش الرئيس بايدن ورئيس الوزراء العراقي، أيضًا التطور الطبيعي للتحالف العالمي ضد داعش في ضوء التقدم الكبير الذي تم إحرازه خلال عشر سنوات، وأعربا عن التزامهما بعملية اللجنة العسكرية العليا الجارية ونتائجها، ومجموعات العمل الثلاثة التي ستقوم بتقييم: التهديد المستمر من داعش، والمتطلبات التشغيلية والبيئية، وتعزيز قدرات قوات الأمن العراقية.
وأكد الزعيمان أنهما سيراجعان هذه العوامل لتحديد متى وكيف ستنتهي مهمة التحالف الدولي في العراق، والانتقال بطريقة منظمة إلى شراكات أمنية ثنائية دائمة، وفقًا للدستور العراقي واتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق، وأكد القادة كذلك عزمهم على عقد حوار التعاون الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق في وقت لاحق من هذا العام لإجراء محادثات حول مستقبل الشراكة الأمنية الثنائية.الشراكة الاستراتيجية والدائمة
جدد الرئيس بايدن ورئيس الوزراء العراقي، التزامهما بالشراكة الثنائية لصالح بلديهما وقررا توسيع التعاون في جميع المجالات التي تمت مناقشتها في اجتماعات لجنة التنسيق العليا (HCC) التي يشترك في رئاستها وزير الخارجية الأمريكي ووزير الخارجية العراقي، وأكدا عزمهما مواصلة مشاوراتهما بشأن رؤية مشتركة لشراكة شاملة ومثمرة لتحقيق الأهداف المشتركة.