ئاژانسی هەواڵی زاگرۆس

صواريخ الميليشيات صوب القوات الأميركية تحمل رسالة احتجاج إيرانية على مخرجات زيارة السوداني إلى واشنطن

استبعد مراقبون سياسيون ومختصون في شؤون الجماعات المسلّحة أن يكون توقيت الهجوم الصاروخي الذي شنته إحدى الميليشيات الشيعية من داخل الأراضي العراقية على موقع للقوات الأميركية في سوريا المجاورة، غداة عودة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من الزيارة الرسمية التي قام بها إلى الولايات المتحدة، مجرّد صدفة.

 

وأكّد هؤلاء وجود ترابط وثيق ومقصود بين الحدثين، معتبرين أنّ عودة الميليشيات الشيعية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني إلى استهداف مواقع تمركز القوات الأميركية في سوريا والعراق بعد توقّف استمر منذ بداية فبراير الماضي، تتضمن تعبيرا عن موقف سلبي من طهران وحلفائها العراقيين من قادة أحزاب وفصائل مسلّحة من زيارة السوداني إلى واشنطن وما تمخّضت عنه من نتائج غير مرضية لإيران بل منها ما يتضارب بشكل مباشر مع مصالحها في العراق.

 

ولم يُنجز رئيس الوزراء خلال مشاوراته الكثيفة والموسعة وعالية المستوى مع أركان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أي تقدّم يذكر في اتجاه ما تطالب به الأحزاب والميليشيات الشيعية بشأن إنهاء الوجود العسكري الأميركي على الأراضي العراقية، وعلى العكس من ذلك جاءت بعض الاتفاقيات التي تمّ التوصّل إليها مضادة بشكل كامل لمصلحة إيران وحلفائها المحليين، على غرار الاتفاقيات التي أبرمت بين الجانب العراقي وعدد من الشركات الأميركية بشأن التعاون في مجال الطاقة وتحديدا في مجال استغلال الغاز المصاحب لاستخراج النفط وتوظيفه في إنتاج الطاقة الكهربائية.

 

ويعني المضي في هذا النوع من التعاون إنهاء حاجة العراق إلى الغاز الإيراني الذي يستخدمه في توليد الكهرباء ويشتريه من طهران بالعملة الصعبة، موفّرا لها متنفّسا مهمّا من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل الولايات المتّحدة.

 

واعتبر المراقبون أن ردّ الفعل السلبي الإيراني على زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى الولايات المتّحدة أمر متوقّع إلى أبعد حدّ، مؤكّدين أنّ طهران  تمتلك أكثر من وسيلة للتعبير عن غضبها من بغداد، وأنّ أكثر الوسائل فاعلية يتمثّل في استخدام أذرعها العراقية للضغط على السوداني سياسيا وأمنيا، خصوصا وأنّ حكومته تظل مدينة في تشكيلها وتوفير الغطاء السياسي لها للأحزاب والفصائل الشيعية المشكّلة للإطار التنسيقي والمقرّب أغلبها من إيران.

 

من جهتهم رأى المختصّون في شؤون الجماعات المسلّحة أنّ الأمر الإيراني إلى الميليشيات الشيعية بالتصعيد جاءت سريعة ومفاجئة حتى للميليشيات نفسها، ما يفسّر ارتباكها الذي تجلّى في إعلانها قطع الهدنة التي سبق أن أعلنتها من طرف واحد بدعوى منح رئيس الوزراء فرصة إخراج القوات الأميركية عن طريق التفاوض، واستئناف استهداف تلك القوات، ثمّ العودة عن ذلك الإعلان ومحاولة التملّص منه لتجنّب التبعات التي يمكن أن تترتّب عليه.

 

ولم تستبعد مصادر عراقية أن يكون عدم تماسك موقف الفصائل الشيعية من إعادة إشعال الصراع مع القوات الأميركية، عائدا إلى موقف سياسي أعمق للقوى السياسية التي ترتبط بها تلك الفصائل.

 

ولفتت المصادر إلى أنّ من قادة الأحزاب والفصائل الشيعية من يدعم سياسة السوداني تجاه الولايات المتحدة، على اعتبار أنّ تلك السياسة تحقّق مصالح اقتصادية ومالية مباشرة تستفيد منها تلك القوى ذاتها، فضلا عن كونها تساعد في استقرار الحكومة التي هي في الأخير حكومة الإطار التنسيقي الشيعي.

 

وتمّ مساء الأحد إطلاق صواريخ من شمال العراق باتجاه قاعدة للتحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا المجاورة حسبما أعلنت قوات الأمن العراقية التي عثرت على المركبة المستخدمة في تنفيذ عملية الإطلاق.

 

وأعلن التحالف في بيان مقتضب أنه تمّ تدمير قاذفة صواريخ في “عملية دفاع عن النفس بعد هجوم صاروخي فاشل بالقرب من قاعدة التحالف في الرميلان بسوريا”. وأكد عدم إصابة أيّ فرد أميركي.

 

وهذا أول هجوم كبير ضد قوات التحالف الذي تقوده واشنطن بعد أسابيع عدة من الهدوء. وخلال الشتاء الماضي نفذت فصائل مسلحة موالية لإيران العشرات من عمليات الإطلاق الصاروخية والضربات بطائرات دون طيار ضد القوات الأميركية المنتشرة في العراق وسوريا وعلى الحدود الأردنية.

 

وقالت قوات الأمن العراقية في بيان إنها باشرت عملية بحث وتفتيش واسعة عن المنفذين في محافظة نينوى شمالي العراق على الحدود مع سوريا.

 

وتحدث البيان عن عناصر خارجة عن القانون استهدفت قاعدة للتحالف الدولي بعدد من الصواريخ في عمق الأراضي السورية. وأضاف “عثرت قواتنا الأمنية على المركبة التي انطلقت منها الصواريخ وقامت بحرقها”.

 

وأكد مسؤول في محافظة نينوى تحدث لوكالة فرانس برس شريطة عدم الكشف عن هويته أن إطلاق الصواريخ تم من منطقة زمار في شمال الموصل.

 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن من جهته إنّ “صواريخ عدّة أطلِقت من الأراضي العراقية، استهدفت قاعدة خراب الجير” التي تؤوي قوات أميركية في شمال شرق سوريا.

 

وأشار عبدالرحمن إلى أن هذه الصواريخ التي سقط واحد منها على الأقل داخل القاعدة، قد سبقها إرسال طائرة مسيّرة تابعة لفصائل موالية لإيران وتم إسقاطها.

 

ووجه المرصد الذي يمتلك شبكة من المصادر في عموم سوريا، أصابع الاتهام إلى ما يسمى “المقاومة الإسلامية في العراق” والتي تضم جماعات مسلحة موالية لإيران.

 

وكان هذا التشكيل قد أعلن مسؤوليته عن معظم الهجمات ضد الجنود الأميركيين التابعين للتحالف المضاد لداعش، والتي كانت نُفّذت بشكل أساسي بين منتصف أكتوبر وأوائل فبراير الماضيين. وتقول “المقاومة الإسلامية” في بياناتها إن هجماتها تأتي تضامنا مع الفلسطينيين على خلفية الحرب المستمرة منذ أشهر في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل.

 

وأسفر هجوم بطائرة من دون طيار أواخر يناير الماضي عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في وسط الصحراء الأردنية على الحدود مع سوريا. وردا على ذلك شددت واشنطن لهجتها ونفذت ضربات عدة في العراق وسوريا ضد فصائل موالية لإيران أوقعت خسائر بشرية ومادية في صفوفها. غير أنه منذ بداية فبراير، ساد هدوء كبير بين الجانبين.

 

وتنشر الولايات المتحدة حوالي 2500 جندي في العراق ونحو 900 جندي في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الدولي الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

ويأتي إطلاق الصواريخ ليل الأحد وسط أجواء إقليمية شديدة التوتر، تغذيها الحرب في غزة والتوترات بين إسرائيل وإيران.

 

وفجر السبت أسفر انفجار وحريق داخل قاعدة عسكرية في العراق عن سقوط قتيل وثمانية جرحى، وفق ما أعلنت عنه السلطات السبت، بينما تحدث مسؤولون أمنيون عن قصف استهدف الموقع الذي يضم قوّات من الجيش العراقي والحشد الشعبي المشكّل من العشرات من الميليشيات.

 

ونفت القيادة العسكريّة الأميركيّة في الشرق الأوسط “سنتكوم” أي مسؤولية لها عن الانفجار الذي وقع السبت، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنّه “لا يُعلّق على معلومات ترد في وسائل الإعلام الأجنبيّة”.

 

وتعليقا على الهجوم الصاروخي الأخير على القوات الأميركية في سوريا أعلنت كتائب حزب الله، إحدى أشرس الميليشيات الشيعية في العراق وأكثرها ارتباطا بالحرس الثوري الإيراني، استئناف الهجمات على القوات الأميركية.

 

وقالت الكتائب في بيان منشور عبر منصة إكس إن الفصائل المسلحة العراقية قررت استئناف الهجمات على القوات الأميركية في البلاد نتيجة عدم إحراز تقدم يذكر في المحادثات الرامية إلى خروج القوات الأميركية خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن. وأضافت أن ما حدث هو مجرّد بداية.

 

لكنّ الكتائب عادت سريعا لتتملّص من البيان نافية أن يكون  صادرا عنها. وقالت الكتائب إنّه “لم يصدر أيّ بيان عن المقاومة الإسلامية خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية وما تتناقله وسائل الإعلام هو خبر مفبرك”.

 

لكن مصدرا عراقيا مطلّعا قال إنّ البيان الأول صادر بالفعل عن كتائب حزب الله، وتحديدا عن فرع داخلها مرتبط بشكل مباشر بالحرس الثوري الإيراني ويتلقّى الأوامر منه، وإنّ النفي صادر عن فرع ثان أكثر ارتباطا بأطراف داخل الإطار التنسيقي الحاكم تعتبر أن توقيت التصعيد غير مناسب وينطوي على أخطار كبيرة.

 

وعبّر عن هذا الموقف الأخير القيادي في الإطار التنسيقي حسن فدعم بالقول إنّه “لا وجود لأيّ حوار ما بين الفصائل العراقية والتحالف الدولي حتى تكون هناك هدنة، لكن هناك مصلحة للعراق وهناك إستراتيجية تتخذها الفصائل العراقية”.

 

واعتبر فدعم أن “المصلحة الأمنية والعسكرية للفصائل اقتضت إيقاف عمليات استهداف المواقع الأميركية داخل العراق وإعطاء فرصة للحكومة وفق هذه الإستراتيجية لغرض التفاوض لإنهاء وجود القوات الأجنبية، وهذا ما حصل”.

 

وأضاف متحدّثا لوكالة شفق نيوز المحلية العراقية أن “أي استئناف لعمليات الفصائل العراقية ضد الأهداف الأميركية، يأتي ضمن تكتيك وإستراتيجية تعتمدها الفصائل، وضمن ردود الفعل لما تقوم به القوات الأميركية أو ما يجري في غزة أو المعطيات التي تتعلق بمحور المقاومة بشكل عام”.

 

 

 

 

العرب

هەواڵی پەیوەندیدار

إزالة تمثال أبي جعفر المنصور في بغداد.. جدل يعيده دعاة الطائفية في كل مناسبة

کەریم

نيجيرفان بارزاني يلتقي مع عدد من قادة وزعماء الدول في أذربيجان

کەریم

رئيس حكومة إقليم كوردستان يعزّي بوفاة الشخصية الآشورية المعروفة زيا ملك ياقو

کەریم