كشف علماء الآثار في جامعة كامبريدج بإنكلترا قبل أيام عن تشكيل وجه امرأة إنسان “نياندرتال” واسموها “شاندر Z ” ، وقد عاشت في كهف شاندر شمال مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان قبل 75 الف عام.
هذا الاكتشاف الهام لقي صدى اعلامياً واسعاً ، محلياً ودولياً ، وتناولته كبريات الصحف والمواقع ووسائل الاعلام العالمية.
بالصدد ، قال المختص في الاعلام والآثار راويژ محمد ، ان إقليم كوردستان معروف بكونه مهداً لأقدم الحضارات في المنطقة والعالم ، وهي حضارات يعود تاريخها لآلاف السنين. مضيفاً ان هذا الكلام لايأتي من فراغ اذ تؤكده وتثبته الاكتشافات الاثرية الكثيرة التي تُظهر ان كوردستان ضاربة الجذور في عمق التاريخ حيث ان موقعها الجغرافي ووجود المياه والجبال والوديان والسهول ساعد على قيام حضارات عريقة على ارضها .
راويژ محمد وهو مختص بالسياحة الاثرية والترويج لها ، ويحمل درجة الماجستير في هذا الاختصاص ، قال لوكالة (باسنيوز): ان ” ما اكتشفتها التنقيبات الاثرية لعلماء جامعة كامبريدج في كهف شاندر ليس بغريب ابداً فكوردستان هي مهد الحضارات وموطن انسان النياندرتال او الإنسان البدائي ، ما يعني ان تاريخ هذه الأرض موغلة في القدم وكانت على الدوام محط اهتمام الباحثين والمؤرخين وعلماء الآثار”.
مضيفاً ، إن ” الاكتشافات الاثرية في كوردستان خصوصاً في كهف شاندر ، تُطهر مساهمة كوردستان في حضارة العالم كله وفي تاريخ البشرية ولكن عدم وجود كيان مستقل في العصر الحديث للكورد والحروب وظلم وقمع الأنظمة المتعاقبة منعتهم وهم من اقدم شعوب المنطقة من الالتفات لتاريخهم كما يجب وايلاء الاهتمام الضروري له ، فلطالما كانت جبال ووديان كوردستان مناطق محرمة وساحة لحروب لم يكن للكورد لامصلحة ولا يد فيها”.
وعن تمكن علماء آثار من جامعة كامبريدج من إعادة بناء وجه لامرأة من سلالة نياندرتال واسموها “شاندر Z ” ، عاشت قبل 75 ألف عام في كهف شاندر بإقليم كوردستان واهمية ذلك بالنسبة للإقليم ، اوضح المختص في الاعلام والآثار راويژ محمد ، ان ” التطور التكنولوجي الحاصل وطرق البحث العلمي والتنقيب الحديثة تُمكننا من ان نتعمق في اجراءات البحث على نحو يساعدنا في بناء صورة اكثر دقة لملامح انسان النياندرتال واسلوب حياته وكشف المزيد من الاسرار التي كانت غير معلومة في السابق عنه ، وبالتالي كلما تعمقنا في البحث كلما ظهرت لنا ايضاً تاريخ كوردستان الموغل في القدم”.
وختم بالقول ، ان ” من المهم جداً الاهتمام بالسياحة الاثرية كونها مصدر مهم من الموارد الاقتصادية لاقليم كوردستان والذي يحوي ثروة كبيرة منها ، وعليه فان المواقع الاثرية تكون مورداً ورافداً مهما لصناعة السياحة والاستفادة من المواقع الاثرية والتاريخية سياحياً، وتحديد الضوابط الواجب توفرها لانجاح السياحة الاثرية ووضعها قيد التنفيذ ، وإزالة كل المعوقات التي تواجه عملية تأهيل المواقع الاثرية سياحياً، من خلال اقامة سياحة اثرية ناجحة”.