أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، اليوم الأحد 5 أيار (مايو) 2024، على ضرورة جعل جامعات الإقليم تواكب التطور العصري المتسارع، وأن تلعب دوراً يتجاوز كونها مراكز تعليمية بحتة، لتصبح صروحاً حيّة للتنوير ومحركاً للابتكار وحاصنة للإبداع.
وقال رئيس الحكومة في كلمة له خلال افتتاح ملتقى التعليم العالي الأردني – الكوردستاني في أربيل، إنه لا يمكن بلوغ مصاف الدول والمجتمعات المتقدمة إنسانياً ومادياً دون وجود بيئة آمنة ومستقرة وإدارة ذكية وعلمية ومبتكرة تواكب التطور وتستشرف المستقبل.
وفيما يلي نص كلمة رئيس الحكومة بمناسبة ملتقى التعليم العالي الأردني – الكوردستاني:
بسم الله الرحمن الرحيم
الضيوف والحضور الكرام
أحييكم جميعاً..
يطيب لي أن أرحب أحرّ ترحيب بضيوفنا الأعزاء من المملكة الأردنية الهاشمية في إقليم كوردستان، واغتنم هذه الفرصة لأشكر منظمي هذا الملتقى المهم، متمنياً له التوفيق والنجاح. نأمل أن يثمر هذا الملتقى عن نتائج وتوصيات ملموسة تُسهم في تطوير مسيرة التعليم العالي في إقليم كوردستان.
نشيد ونثمن عالياً جهود المملكة الأردنية الهاشمية في تعزيز التعاون والتنسيق مع حكومة إقليم كوردستان في مختلف المجالات. وإنه من دواعي السعادة أن تربطنا علاقات وديّة وطويلة الأمد مع المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني، الذي وقف دوماً إلى جانب إقليم كوردستان ودعمه في مختلف المراحل.
السادة الأفاضل:
يعدّ الارتقاء بمؤسساتنا التعليمية والأكاديمية والنهوض بها من أهمّ أولويات عملنا، ونسعى لجعل جامعاتنا ومراكزنا الأكاديمية تواكب التطور العصري المتسارع، ممّا يسهم في ازدهار بنيتنا التحتية الاقتصادية.
لا شكّ أننا واجهنا سلسلة من الأزمات المختلفة في السنوات الماضية، وتمكّنا من تخطي الكثير منها، وبغض النظر عمّا مررنا به من تحديات، لم نتوانَ قط عن الاهتمام المطلق بمسار التقدم، والنهوض بتعليمنا وجامعاتنا، ونتطلع إلى تعاون جامعاتنا معنا في إيجاد حلول مبتكرة للمشاكل والأزمات والعقبات التي تواجهنا، وذلك عبر وضع خطة وخريطة طريق علمية تساعدنا في استدامة برنامجنا الإصلاحي الشامل ومواصلته.
نعوّل على الجامعات في أن تؤدي دوراً فاعلاً يتجاوز كونها مراكز تعليمية بحتة، لتصبح صروحاً حيّة للتنوير ومحركاً للابتكار وحاضنة للإبداع.
نأمل دائماً أن يسود الأمن والاستقرار في إقليم كوردستان والعراق والمنطقة والعالم أجمع، وفي هذا السياق، سعى إقليم كوردستان إلى ممارسة دوره الإيجابي في إحلال الاستقرار وحفظه، فتحقيق الاستقرار يمثل المدخل الأساسي للارتقاء بمجتمعنا على مختلف الأصعدة، وهو يمكننا من بلوغ مصاف الدول والمجتمعات المتقدمة إنسانياً ومادياً، ولسنا أقل شأناً من تلك المجتمعات، وكل ما نحتاجه هو بيئة آمنة ومستقرة وإدارة ذكية وعلمية ومبتكرة تواكب التطور وتستشرف المستقبل.
مرة أخرى أرحب بضيوفنا الكرام، وأشكركم على عقد هذا الملتقى، وأتمنى لكم التوفيق.