نرى ان إسرائيل تحتفل بالانتصار على ما حصل في سوريا بتغيير نظام بشار الاسد لطالما اعتبرته نظام سيء جدا وبعد سيطرة إسرائيل على هضبة الجولان اصبحت الضروف مؤاتية للامتداد والتوغل للسيطرة على جبل الشيخ والذي له اهمية كبيرة جدا خاصةً العسكرية إذ يطل على اربعة دول إلا ان ذلك سوف يجعلها تواجه قوى أخرى كونها ليست الوحيدة في سوريا فهناك تركيا وامريكا وبريطانيا والتحالف الدولي والذي أنشأ قاعدة عسكرية في كوباني ، نعلم جيدا ان سياسة إسرائيل مع الدول علاقة مصالح خاصة الدول الاقليمية فهي تعتمد علاقات آنية قصيرة على سبيل المثال تعاونها مع ايران في حربها مع العراق وسرعان ماتغير بعد سقوط نظام صدام حسين الى درجة انها تسعى الى القضاء على نظامها وهذا ما تؤكده المعطيات على ارض الواقع في خطوة حربها على ايادي ايران في غزة وجنوب لبنان وسوريا وقريبا في العراق واليمن وتبتغي بذلك الوصول إلى مأربها في ايران.
في الواقع ارى ان ما حصل في سوريا هو اتفاق تركي إسرائيلي فالمجتمع الدولي مطلع على مدى تعاون تركيا مع جبهة تحرير الشام في اسقاط نظام بشار هذا من طرف وغض نظر الجبهة عن التوغل الاسرائيلي من طرف آخر قد يثبت حصول الاتفاق، ولكن هل سيدوم الوضع على ما هو عليه ؟ فهناك أمور او معطيات قد تحصل مما تغير هذا الاتفاق إلى اصطدام، فإن تركيا صحيح انها غير مسيطرة بالكامل على سوريا الا اننا لا يمكن الاستهانة بقوتها وعلاقاتها بالعشائر السنية فضلا عن حكومة احمد الشرع المؤقته إلا انها ستجد نفسها في تقاطع مع إسرائيل وقوى المجتمع الدولي في موضوع محاربة المكون العلوي وآخرين بالتعاون مع مقاتلي احمد الشرع ومطالبتها بقمع القوى الكوردية خاصةً المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف الدولي .
هذه المعطيات وغيرها تصبح غير مطمئنة لامريكا والقوى الاخرى قدّ تؤدي الى منعطف يدعو الى التصادم الأمر الذي سيجعل إسرائيل تفكر في إيجاد حل لوضعها داخل سوريا رغم تدهور وضعها بعد حروبها الاخيرة والمناوشات الصاروخيه بينها وبين اليمن ، وهنا سؤال يفرض نفسه: ماذا سيكون موقف إسرائيل ان تحققت دعوات تركيا في تمديد قوتها داخل سوريا والعراق لتعيد هيمنتها على المنطقة وإرجاع أمجاد الماضي ؟ ومن ثم سعيها للصلاة في المسجد الأقصى ، خاصةً والعامل الطائفي المشترك مسيطر على مناطق سيطرة تركيا، لذا ارى إن تحقق ذلك على ارض الواقع وانتشار تداعيات تلك الحقبة القديمة الراديكالية فلا استبعد حصول حرب بينهما ، وعليه سوف لن استبعد ايضا عودة إسرائيل من جديد للاتفاق مع إيران خاصة وان أيادي ايران في المنطقة لم تستسلم بعد .
واخيرا وليس آخرا ارى الاحداث في سوريا سريعة ومتباينة فمن جانب نسمع طروحات اقرب الى الاعتدال من احمد الشرع وهدوء في خطوات الخارجية التركية تقابلها بالجانب الاخر بوادر حرب مناطقيه .