ئاژانسی هەواڵی زاگرۆس

أيام صعبة في انتظار العراقيين… سمير داود حنوش

أصبح على طهران القبول بالواقع الجديد الذي بدأ يترسخ بعد دخول عقوبات الحصار على صادرات النفط بمراحلها الجديدة. إنها ليست “شو إعلاميا” أو دعائيا مثلما تعودوا عليه، فقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه سيؤدي إلى نتائج تصفير الاقتصاد الإيراني مهما بلغت درجة التحايل الإيراني في تصدير نفطه بناقلات نفط عراقية على أنه نفط عراقي، أو ابتزاز العراق من خلال نهب دولاره الذي بات يخرج ببرادات تتكدس فيها شحنات الدولار لتعبر الحدود إلى الجارة الشرقية.

يبدو أن المعركة الأخيرة للمواجهة سيكون فيها العراق آخر معاقل محور المقاومة بعد أن تم تدمير أركان هذا المحور في لبنان وسوريا. لا تخلو الساحة العراقية من أحداث باتت ترسل رسائل مبطنة بأن هناك سيناريو قادما للعراقيين يحمل من المتغيرات والمفاجآت الكثير. المفارقة أن منظومته السياسية تعيش ذلك الواقع وكأن المياه تجري من تحت أرجلها دون أن تشعر بحجم المصيبة.

قبل أيام ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بواقعة اقتحام قوة أميركية لمطار النجف الدولي، حين دخلت قوة مكونة من ثماني عجلات مضللة إلى المطار بشكل مفاجئ ودون تنسيق مسبق مع السلطات العراقية. تزامن مع ذلك الدخول هبوط طائرتين مروحيتين من نوع “بلاك هوك” في المطار. تلك العملية التي كانت تحمل أبعادا أمنية وعسكرية خاصة نفذت عمليات تفتيش دقيقة بمرافقة عناصر يرتدون سترات واقية واستخدمت كاميرات خاصة لرصد بعض المواقع داخل المطار.

خبر الاقتحام لمطار النجف مرّ مرور الكرام على السلطة في بغداد وماكينتها الإعلامية. وهناك من المصادر السياسية ما يشير إلى تمركز فريق آخر من هذه القوة الأميركية في مطار بغداد لأغراض مشبوهة وغايات لا تعلم بها الحكومة العراقية. يتخوف من واجبات مستقبلية قد تنفذها هذه القوات على الأراضي العراقية، يرافق ذلك التواجد تحليق لمسيرات مجهولة تجوب الأجواء العراقية.

أيام وينتهي الإعفاء الأميركي لاستيراد الغاز الإيراني، وبحلول 8 مارس المقبل سيدخل العراق مرحلته الأولى من العقوبات الأميركية عندما يفقد ثلث طاقته الكهربائية من جراء انقطاع الغاز الإيراني، وهو ما يشير إلى أزمة قد تُفجّر الشارع العراقي غضبا خصوصا مع اقتراب فصل الصيف.

مفاجآت ترامب التي ستعمل على إخراج العراق من المنطقة الرمادية إلى دائرة النفوذ الأميركي، مما يعني أن من ضمن الشروط الأميركية التي بدأت تُنفذ في الحال هو التعامل العراقي مع شركة جنرال إلكتريك الأميركية للعمل على تأمين الطاقة الكهربائية في العراق والتخلي عن الالتحاق بالشركات الصينية أو الألمانية مثل سيمنز.

قطع الدومينو التي بدأت تتساقط في تفكيك الميليشيات كان آخرها دعوة عبدالله أوجلان لحزب العمال الكوردستاني إلى إلقاء سلاحه، ربما كانت ورقة متساقطة من أوراق الميليشيات التي كانت تراهن عليها إيران والتي يُعتقد أنها بداية لقرار دولي لتفكيك الفصائل.

الأيام القادمة ستكون صعبة على طهران وكذلك العراق الذي ربط مصيره بمصير الجارة الشرقية. إذاً لقد اقتربت ساعة الصفر، فحديث وزير الخارجية الأسبق للعراق هوشيار زيباري القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني في لقاء متلفز عن وجود مخاطر حقيقية ستضرب الاقتصاد العراقي وتشلّه بعد شهر رمضان من خلال عقوبات أميركية على البنك المركزي العراقي وشركة سومو المسؤولة عن تسويق النفط ليس مصادفة.

زيباري لا يتحدث من فراغ، عندما ندرك أن للكورد لوبيا قويا داخل الإدارة الأميركية، ولهذا يدرك جيدا هذا المسؤول ما يقول، وقد يكون هناك مشروع أميركي لتغيير النظام في العراق باستخدام أدوات اقتصادية، حسب ما كشف عنه بعض نواب البرلمان العراقي.

أيام صعبة في انتظار العراقيين، بعد أن ربط البعض من ساسته مصيرهم بطهران التي أوشكت على الانهيار. هؤلاء الساسة تراهم يدافعون عن إيران أكثر من الإيرانيين أنفسهم، فهل هناك حديث عن سيادة في بلد مخطوف بقوة السلاح تتقاذفه الولاءات المتعددة والخيانات المزدوجة. أصبح العراق رهينة بيد مجموعة لم تبق شيئا إلا وراهنت عليه من وطن وشعب، وتلك هي المصيبة.

 

 

العرب

هەواڵی پەیوەندیدار

الكورد… ضحايا الأفاعي… د. عبدالله ويسي

کەریم

السياسة الخارجية المقيدة… فاضل ميراني

کەریم

البارزاني نبض الكوردي الدافئ…عزالدين ملا

کەریم