أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، في مقابلة خاصة مع قناة (العربية) على أهمية تعزيز الشراكة بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية العراقية، مشيراً إلى التطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقة بين الجانبين خلال فترة رئاسة محمد شياع السوداني لمجلس الوزراء، وأبدى احترامه لرئيس الوزراء السوداني، وأكد أن هناك تقدماً في حل بعض القضايا العالقة، إلا أنه شدد على أن المشكلات الأساسية لا تزال قائمة، خصوصاً فيما يتعلق بالهوية الكوردية، الأراضي المتنازع عليها، والنفط والرواتب.
رئيس الحكومة أوضح أن القضية الكوردية في العراق ليست وليدة اللحظة، بل هي جزء من تاريخ طويل يعود إلى تأسيس الدولة العراقية. وأشار إلى أن المشكلة بين بغداد وأربيل أكبر بكثير من مجرد الخلاف على الرواتب أو النفط، حيث تكمن جذورها في قضايا الهوية والأراضي المتنازع عليها بين الطرفين. وقال إن إقليم كوردستان يسعى دائماً لأن يكون شريكاً حقيقياً في الحكم، مؤكداً ضرورة الالتزام بالدستور لضمان هذا الشعور بالشراكة.
وأضاف مسرور بارزاني أن الدستور العراقي، الذي شارك الكورد في صياغته، يجب أن يكون حَكَماً بين الحكومة الاتحادية والإقليم، مشيراً إلى أن هناك مشكلات متراكمة تتعلق بالنفط والغاز والموازنة العامة، ولا يمكن حلها إلا عبر اتفاقيات دائمة بين الطرفين. كما لفت إلى أن الخسائر الناتجة عن توقف تصدير النفط من إقليم كوردستان تجاوزت 19 مليار دولار، مشدداً على أن الحكومة الاتحادية لم تظهر أي استعداد لتعويض الإقليم عن هذه الخسائر.
وتطرق أيضاً إلى اتهامات موجهة للإقليم بتهريب النفط، داعياً من يوجه هذه الاتهامات إلى تقديم أدلة حقيقية. وأكد أن إقليم كوردستان أثبت التزامه المالي تجاه الحكومة الاتحادية بشكل أكبر من بقية أجزاء العراق، مشيراً إلى أن الإقليم سلم جميع مستحقاته إلى الخزينة العامة لكنه لم يحصل على حصته من الموازنة بالشكل المطلوب.
فيما يتعلق بالعلاقة مع الدول المجاورة، أشار رئيس الحكومة إلى أن إقليم كوردستان يسعى دائماً لتوسيع دائرة أصدقائه، موضحاً أن الإقليم يحظى بعلاقات جيدة مع دول الجوار، بالإضافة إلى الدول الغربية والخليجية. وعلى صعيد العلاقة مع إيران، أعرب عن أمله في أن تكون زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق بداية لتحسين العلاقات بين الطرفين، نافياً وجود أي قواعد إسرائيلية في الإقليم كما يزعم البعض.
كما تطرق مسرور بارزاني إلى الأوضاع الأمنية في العراق، مؤكداً أن خطر الإرهاب لم ينتهِ بعد، وأن تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديداً، بالإضافة إلى وجود فصائل مسلحة خارج نطاق سيطرة الحكومة. وأشار إلى أن بقاء الفساد والفقر وغياب العدالة قد يدفع البعض إلى الانتقام من النظام الحالي، داعياً الحكومة العراقية إلى السيطرة على الفصائل المسلحة لضمان استقرار البلاد.
وفيما يخص الأوضاع الداخلية للإقليم، أكد رئيس الحكومة أن إقليم كوردستان دستوري ولا يمكن لأي طرف أن يتخذ قرار تقسيمه بشكل منفرد. وأشار إلى أن الشعب الكوردي هو من سيختار مستقبله من خلال العملية السياسية المقبلة.
واختتم مسرور بارزاني تصريحاته بالتأكيد على أن تطور إقليم كوردستان يمثل قوة ونجاحاً للعراق ككل، داعياً إلى بناء شراكة حقيقية تستند إلى التوافق والتوازن بين جميع مكونات الشعب العراقي.