توجت إسبانيا بذهبية مسابقة كرة القدم للرجال بفوزها على فرنسا المضيفة 5-3 بعد التمديد (الوقت الأصلي 3-3) الجمعة في المباراة النهائية على ملعب “بارك دي برانس” في باريس التي تستضيف الألعاب الأولمبية حتى الأحد.
وسجل فيرمين لوبيز (18 و25) وأليكس باينا (28) أهداف إسبانيا في الوقت الأصلي قبل أن يحسم البديل سيرخيو كاميو الفوز والذهبية في التمديد (100 و1+120)، فيما سجل إنزو ميو (11) وماغنيس أقليوش (79) وجان فيليب ماتيتا (3+90 من ركلة جزاء) أهداف فرنسا.
وأضافت إسبانيا اللقب الأولمبي إلى القاري الذي أحرزه المنتخب الأول في 14 يوليو بفوزه في النهائي على إنكلترا 2-1 على الملعب الأولمبي في برلين.
بعد 40 عاماً على إحرازهم اللقب الأول والوحيد بالفوز على البرازيل 2-0 عام 1984، تمكن نجم المنتخب السابق تييري هنري، الفائز مع “الديوك” كلاعب بمونديال 1998 على أرضهم وكأس أوروبا 2000، من قيادة صاحب الأرض إلى المباراة النهائية بعد تخطي مصر في نصف النهائي 3-1 بعد التمديد.
وعوّل هنري ولاعبوه على الجمهور الذي احتشد الجمعة في مدرجات “بارك دي برانس” لمؤازرتهم في مواجهة تعيد إلى الأذهان نهائي كأس أوروبا 1984 حين أحرز “الديوك” لقبهم الكبير الأول بفوزهم على “لا روخا” في الملعب ذاته 2-0، قبل أن يتوجوا بعد أسابيع معدودة باللقب الأولمبي في لوس أنجليس.
لكن الإسبان كانت لهم كلمة مغايرة الجمعة وساروا على خطى فرنسا بالذات حين أحرزت ثنائية كأس أوروبا والذهبية الأولمبية عام 1984.
بعدما اختبروا اللعب أمام مدرجات ممتلئة بمشجعين يهتفون ويشجعون الفريق المنافس خلال دور الأربعة ضد المغرب في مرسيليا، وجد الإسبان أنفسهم الجمعة أمام أجواء مشابهة لكن البديل كاميو قال كلمته بعد التمديد، فيما كان مهاجم برشلونة فيرمين لوبيس نجم الوقت الأصلي بتسجيله ثنائية، رفع بها رصيده إلى ستة أهداف في المركز الثاني على لائحة الهدافين خلف المغربي سفيان رحيمي الذي سجل ثمانية أهداف، بينها ثنائية الخميس في مباراة البرونزية التي فازت بها بلاده على مصر بسداسية نظيفة.
وعوضت إسبانيا ما فاتها قبل ثلاثة أعوام في طوكيو حين فرطت بالذهبية عقب خسارتها في النهائي أمام البرازيل 1-2 بعد التمديد، مكملة الصيف الإسباني المثالي الذي شهد تتويج منتخب تحت 19 عاماً بلقب بطولة أوروبا أيضاً قبل قرابة أسبوعين.
وكانت البداية لصالح فرنسا من حيث الأفضلية لكن من دون فرص حقيقية قبل أن يرتبك الحارس الإسباني أرناو تيناس في صد تسديدة لميو فتحولت من يديه إلى داخل الشباك (11).
لكن الرد الإسباني جاء سريعاً عبر فيرمين لوبيس الذي وصلته الكرة من أليكس باينا، فسددها بيمناه في شباك الحارس غيوم ريست (18)، قبل أن تحصل فرنسا على فرصة لاستعادة التقدم برأسية لماتيتا لكن تيناس كان هذه المرة على الموعد (22).
ولم يكد فريق هنري يستفيق من صدمة التعادل حتى اهتزت شباكه مجدداً وعبر فيرمين لوبيس أيضاً بعدما كان في المكان المناسب لمتابعة الكرة في الشباك بعدما صد ريست تسديدة أبل رويس (25).
وتعقدت مهمة أصحاب الأرض كثيراً حين اهتزت شباكهم مجدداً بعد دقائق معدودة وهذه المرة من ركلة حرة نفذها بحنكة أليكس باينا (28)، ثم كاد خوان ميراندا أن يعمق جراح الفرنسيين بهدف رابع بعد توغل في الجهة اليسرى، لكن ريست أنقذ الموقف (40).
وكانت فرنسا قريبة من العودة إلى الأجواء قبيل نهاية الشوط الأول، لكن تيناس تألق في تصديه لرأسية ماتيتا (2+45) قبل أن يتبعها ميكايل أوليسيه بتسديدة بجانب القائم الأيمن (4+45).
وحاول الفرنسيون العودة إلى الأجواء في الشوط الثاني وضحى هنري بألكسندر لاكازيت وجوريس شوتار لصالح أرنو كاليمويدندو والجزائري الأصل أقليوش توالياً.
لكن شيئاً لم يتغير من حيث النتيجة رغم الأفضلية الميدانية، وذلك حتى الدقيقة 79 حين أشعل أقليوش المواجهة بتقليصه الفارق بكرة جميلة بالكعب بعدما وصلته من أوليسيه إثر ركلة حرة.
واكتملت العودة الفرنسية حين احتسب الحكم ركلة جزاء بعد العودة إلى “في أيه آر” لصالح البديل الآخر كاليمويندو بعدما أسقطه بينيات توريينتيس في المنطقة المحرمة، فانبرى لها ماتيتا بنجاح (3+90).
وكادت إسبانيا أن تخطف التقدم مجدداً والفوز في الوقت المتبقي لكن الحظ عاند توريينتيس بعدما ارتدت تسديدته من العارضة (6+90).
واحتكم الطرفان بعدها إلى التمديد، وبعد كر وفر تمكنت إسبانيا من استعادة التقدم بهدف رائع للبديل كاميلو الذي سدد الكرة بحنكة فوق الحارس الفرنسي بعد تمريرة بينية من أدريان بيرنابي (100).
وكاد سيرخيو غوميس أن يضرب الفرنسيين بهدف خامس لولا تألق ريست في وجه تسديدته البعيدة (107)، لكن “لا روخا” عوض ذلك في الثواني الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني عبر كاميلو مجدداً بعد انفراده من منتصف الملعب تقريباً قبل أن يسدد الكرة بعيداً عن متناول الحارس (1+120).