قدم عضوان بمجلس الشيوخ الأميركي الجمعة مشروع قانون مشترك بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي من شأنه فرض عقوبات على تركيا، مشيرين إلى مخاوف بشأن العمل العسكري الذي تقوم به أنقرة أو الجماعات التي تدعمها في شمال سوريا.
وقدم عضوا مجلس الشيوخ الديمقراطي كريس فان هولن والجمهوري ليندسي غراهام “قانون مواجهة العدوان التركي لعام 2024” على أمل أن يدفع التهديد بالعقوبات الأطراف نحو وقف إطلاق النار. لكنهما قالا إن واشنطن ينبغي أن تعمل مع تركيا دبلوماسيا لتسهيل وقف إطلاق النار المستدام و(إنشاء) منطقة منزوعة السلاح بين تركيا وسوريا.
وقالا في بيان “تهدف هذه العقوبات إلى منع المزيد من الهجمات التركية أو المدعومة من تركيا على قوات سوريا الديمقراطية، والتي تنذر بإعادة ظهور داعش مما يهدد الأمن القومي للولايات المتحدة وبقية العالم”.
ووحدات حماية الشعب الكوردية هي المكون الرئيسي في تحالف تدعمه الولايات المتحدة في شمال سوريا، لكن تركيا تعتبر الجماعة امتدادا لحزب العمال الكردستاني، الذي قاتل الدولة التركية لفترة طويلة وتصنفه أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
ولعبت قوات سوريا الديمقراطية دورا مهما في إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش في الفترة من 2014 إلى 2017 بدعم جوي أميركي، ولا تزال تتولى حراسة السجناء من المقاتلين المتشددين في مقار الاحتجاز.
وحافظت واشنطن على وجود محدود نسبيا للقوات في سوريا، وأعلنت يوم الخميس أن البنتاغون ضاعف وجوده من حوالي 900 إلى 2000 جندي، بالشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية لمهمتها ضد داعش.
وتصاعدت حدة الأعمال القتالية في شمال سوريا منذ الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد قبل أقل من أسبوعين. وتوسطت الولايات المتحدة في وقف إطلاق نار هش في المنطقة بين تركيا والجماعات السورية التي تدعمها والمقاتلين الكورد السوريين المدعومين من الولايات المتحدة.
وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الجمعة تركيا من التصعيد العسكري في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية في شمال شرق سوريا.
وقالت بيربوك في أنقرة عقب محادثاتها مع نظيرها التركي هاكان فيدان إن “أمن الكورد بشكل خاص ضروري لمستقبل حر وآمن لسوريا”.
وقالت بيربوك للصحافيين “كان من الجيد أن أسمع أن وزير الخارجية التركي يرى الأمر بهذه الطريقة أيضا”.
وتوقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة أن تسحب الدول الأجنبية دعمها للمقاتلين الأكراد في سوريا، قائلا “لم يعد هناك أي سبب يدعو القوى الأجنبية إلى دعم مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية.”
والخميس قال القائد لعام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لرويترز إن المقاتلين الأكراد من خارج سوريا الذين انضموا إلى صفوف التحالف سيعودون لبلدانهم إذا تم التوصل إلى “هدنة كلية” مع تركيا، أحد مطالب أنقرة الرئيسية منذ فترة طويلة.
وفي تصريحاته، اعترف عبدي لأول مرة بأن مقاتلين أكرادا من دول أخرى، بما في ذلك أعضاء حزب العمال الكوردستاني، كانوا يساعدون قوات سوريا الديمقراطية، لكنه قال إنه لن تكون هناك حاجة إليهم بعد التوصل إلى هذه الهدنة.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع التركية إنه لا يوجد حديث عن وقف إطلاق النار بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، مضيفا أن أنقرة ستواصل اتخاذ تدابير لمكافحة الإرهاب حتى “يلقي حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب سلاحه ويغادر مقاتلوه الأجانب سوريا”.